كتائب طهران تتحرّك.. هل تكون بغداد ساحة الحرب بين أمريكا وإيران؟

في مؤشر جديد على تصاعد التوترات بين أمريكا وإيران، توعّد أبوآلاء الولائي، الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء”، إحدى أبرز الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بشنّ هجمات على المصالح الأمريكية في حال اندلاع حرب بين واشنطن وطهران.
وقال عبر منشور على منصة “إكس”، إن “المئات من الاستشهاديين سيكونون في الموعد”، متوعدًا بـ”إذلال أمريكا ثانية كما ذلّت أول مرة في العراق”.
كتائب الشهداء والجيش العراقي
رغم تصنيف الولايات المتحدة لكتائب “سيد الشهداء” ضمن قوائم الإرهاب، إلا أن هذه الجماعة جزء رسمي من قوات الحشد الشعبي، المؤسسة العسكرية العراقية التي تم دمجها ضمن أجهزة الدولة منذ عام 2016.
هذا الدمج يمنحها غطاءً شرعيًا يعقّد أي رد أمريكي محتمل، إذ إن مهاجمتها قد تُفسر كاعتداء على السيادة العراقية.
وفق تقارير فإن الجدل حول الحشد الشعبي لا يقتصر على الجانب الأمني، بل يتعداه إلى البُعد السياسي، حيث توفر هذه الجماعات غطاءً داخليًا لنفوذ طهران داخل العراق، من خلال دعمها لأحزاب وقوى سياسية منضوية تحت ما يُعرف بـ”الإطار التنسيقي”، وهو التكتل الشيعي الأقرب إلى إيران.
حكومة السوداني بين أمريكا وإيران
بحسب تقارير فإن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي وصل إلى السلطة بدعم قوى الإطار التنسيقي، يجد نفسه اليوم أمام تحدٍ متجدد كيف يوازن بين علاقته مع واشنطن التي تسعى لتوسيع تعاونها الاقتصادي والأمني، ورضا طهران التي تملك نفوذًا واسعًا في مؤسسات الدولة والأمن؟
السوداني أكد مؤخرًا على دعم بلاده لأي مسار تفاوضي بين إيران والولايات المتحدة، محذرًا من أن التصعيد لا يخدم الاستقرار في المنطقة.
إلا أن الواقع الميداني يبدو معقدًا أكثر من أي وقت مضى، مع تصاعد تهديدات الفصائل الموالية لطهران، وردود فعل أمريكية متوقعة حال حدوث أي استهداف جديد.
تراجع محور المقاومة وتأثيراته على العراق
في الأشهر الأخيرة، تلقى ما يُعرف بـ”محور المقاومة” ضربات متتالية: من فشل حزب الله اللبناني في فرض معادلات جديدة ضد إسرائيل، إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مرورًا بضغوط متزايدة على الحرس الثوري داخل إيران.
هذه التطورات دفعت طهران إلى إعادة تفعيل جبهتها العراقية كوسيلة للحفاظ على حضورها الإقليمي.
لكن هذا التوجه لا يخلو من مخاطر، إذ إن أي تصعيد غير محسوب قد يُشعل حربًا واسعة في العراق، البلد الذي لا يزال يعاني من آثار تنظيم داعش، والانقسام الطائفي، والفساد، والانهيار الخدمي.
ضغط على حكومة بغداد
يرى محللون أن تهديدات الولائي تمثل ضغطًا سياسيًا على حكومة بغداد، وقد تكون محاولة من الفصائل الشيعية لتأكيد دورها في تحديد سياسة البلاد الخارجية، أو حتى لإحراج الحكومة أمام الولايات المتحدة.
كما حذر دبلوماسيون غربيون من أن تكرار مثل هذه التهديدات، دون إجراءات حازمة من الدولة، قد يدفع واشنطن إلى مراجعة وجودها العسكري في العراق أو حتى فرض عقوبات إضافية على قادة الميليشيات المتورطة.
العراق في عين العاصفة بين أمريكا وإيران
مع استمرار حالة الشد والجذب بين طهران وواشنطن، يقف العراق مجددًا في عين العاصفة.
وبينما تتحرك كتائب طهران وتُطلق تهديداتها، تسعى بغداد لتفادي تحوّل أراضيها إلى ساحة حرب إقليمية. فهل تنجح في تجنيب نفسها هذا السيناريو الكارثي، أم أن لعبة المحاور ستفرض ثمنًا جديدًا على الشعب العراقي؟
اقرأ أيضا.. ظهور رجل بشار الأسد يشعل غضب السوريين من حكومة الشرع.. ما القصة؟