كمائن الموت تتواصل في غزة.. كيف تحولت مراكز المساعدات إلى مقابر جماعية؟

في تصعيد جديد للعنف في قطاع غزة، شهد اليوم الثلاثاء، هجمات إسرائيلية أسفرت عن مقتل 23 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
وتأتي هذه الهجمات استمرارا لهجمات سابقة تحولت معها نقاط توزيع المساعدات، التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا للجوعى، إلى “كمائن موت” تستهدف المدنيين، وسط اتهامات بأنها تُستخدم لتصفية القضية الفلسطينية.
استهداف مراكز المساعدات في غزة
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين قرب مركز توزيع مساعدات عند محور “نتساريم” جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا، بينهم طفل، وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قتل 125 فلسطينيًا وأصيب 736 آخرون عند هذه المراكز منذ بدء تشغيلها في 27 مايو 2025، مما يعكس تحولها إلى “مقابر جماعية” تستهدف المدنيين الجوعى.
قصف النازحين في خان يونس
في جنوب القطاع، استهدفت غارة إسرائيلية خيمة للنازحين في منطقة مواصي خان يونس، أودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة واحدة.
كما طالت الغارات منازل في حي بطن السمين بالمدينة ذاتها، مما زاد من معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية كارثية.
هجمات دير البلح
في وسط القطاع، استهدفت طائرات إسرائيلية محيط مقر الهلال الأحمر الفلسطيني غرب دير البلح، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين نُقلوا إلى مستشفيي العودة في النصيرات والقدس شمال القطاع.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي قنابل دخانية في المناطق الشرقية من مدينة غزة، في إطار عملياته المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وإصابة 124 ألفًا.
غضب فلسطيني من جرائم مراكز توزيع المساعدات في غزة
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف مدينة عسقلان برشقة صاروخية، ردًا على الهجمات الإسرائيلية، بينما اعترض الجيش الإسرائيلي قذيفة صاروخية أطلقت من شمال القطاع.
وفي سياق متصل، اتهمت حركة حماس مراكز توزيع المساعدات الأمريكية بأنها تهدف إلى “إنهاء دور الأونروا” و”تسريع التهجير القسري”، واصفة إياها بـ”مصائد الموت” التي تستهدف المدنيين اليائسين.
دعوات للتحقيق وإعادة توزيع المساعدات في غزة
طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية عند مراكز المساعدات، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى فتح المعابر الرسمية لتوزيع المساعدات عبر منظمات محايدة مثل الأونروا.
من جانبه، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن استنكاره لتعرض المدنيين للخطر أثناء سعيهم للحصول على الطعام، مؤكدًا دعوة الأمين العام أنطونيو غوتيريش لإجراء تحقيق فوري ومستقل.
تحذيرات إسرائيلية
وحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من الاقتراب من طرق تؤدي إلى مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية”، واصفًا إياها بمناطق عسكرية مغلقة.
وانتقدت الأمم المتحدة نموذج توزيع المساعدات هذا لنقص الحياد، بينما يضطر سكان القطاع للسير ساعات طويلة للوصول إلى هذه النقاط، معرضين حياتهم للخطر.
اقرا أيضا.. مبعوث السوداني يجتمع بالشرع في دمشق.. هل ذاب الجليد بين سوريا والعراق؟