كندا تفكر في التراجع عن صفقة مقاتلات F-35 الأمريكية بقيمة 14 مليار دولار

بدأت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تؤتي نتائج عكسية لما كان يتوقعه، حيث أن تصريحاته بشأن دولة كندا الجارة الشمالية لأمريكا بأن عليها أن تكون الولاية الـ51 للولايات المتحدة، أثارت استياء كندا، وكذلك قيامه بفرض ضرائب ورسوم على أي واردات قادمة لأمريكا، وتضرر جميع الدول من قراراته، الأمر الذي جعل كندا تفكر في مراجعة مواقفها كلها تجاه واشنطن.
مقاتلات F-35 الأمريكية
كان التعاون العسكري أول المجالات التي تأثرت بقرارات ترامب، حيث كشف وزير الدفاع الكندري بيل بلير في 16 مارس أن أوتاوا تدرس بدائل لمقاتلات F-35 الأمريكية ، وقد تبدأ محادثات مع شركات منافسة.

صفقة 14 مليار دولار مهددة بالإلغاء
وكانت كندا قد اختارت المقاتلة كطائرتها القتالية الرئيسية عام 2022، ووقعت عقدًا بقيمة 14 مليار دولار لشراء 88 مقاتلة في 2023، وتعد الصفقة هي الأكبر منذ 30 عاماً وغالبا ما تشتري كندا معدات عسكرية أمريكية، مما يتيح لها أن تكون منسجمة مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي والمنظمة الدفاعية في أميركا الشمالية، ولكنها الآن مهددة بالإلغاء.
وتوجهت كندا لإبرام هذا العقد بسبب مخاوف “أوتاوا” من الغزو الروسي غير المشروع وغير المبرر لأوكرانيا، ومواقف الصين الحازمة بشكل متزايد في منطقتي الهندي والهادئ.

سياسة ترامب وتأثيرها على قرارات الحلفاء
لم تكن كندا وحدها التي تفكر في مراجعة عقود استيراد الأسلحة من الولايات المتحدة، فقد شاركتها البرتغال والدنمارك ودول أوربية حليفة لواشنطن، وعلى الرغم من أن الدافع الحقيقي وراء هذه المراجعات هو الضبابية السياسية والاقتصادية الناجمة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن شائعة “مفتاح التعطيل” أتاحت للدول المترددة غطاءً للتعبير عن شكوكها.
وتزايدت المخاوف من احتمال أن تمنع واشنطن وصول الدول التي اشترت طائرتها إلى التحديثات البرمجية وقطع الغيار اللازمة لجعلها تعمل بكامل كفاءتها.
شركاء آخرين يراجعون القرار
وبعد تصريحات ترامب التي كررها كثيراً أن “واشنطن تخطط للسيطرة على جرينلاند، وهي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي تابع للدنمارك”، في المقابل، دأبت السلطات في جرينلاند والدنمارك على تأكيد المستمر بأن الجزيرة ليست للبيع.
ومن جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيدعم دائماً سيادة وسلامة الأراضي لجرينلاند والدنمارك، وذلك في رد على خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي.

وأضافت فون دير لاين خلال كلمة ألقتها في الأكاديمية العسكرية الملكية الدنماركية بكوبنهاجن: “إلى جميع سكان جرينلاند، والدنمارك ككل، أريد أن أوضح أن أوروبا ستدافع دائماً عن سيادة وسلامة الأراضي الوطنية”.
من جانبه قال راسموس جارلوف، النائب الدانماركي المحافظ الذي شارك في اتخاذ قرار بلاده شراء 27 طائرة، إنه يأسف لذلك وحذر الدول الأخرى من الانسحاب من البرنامج، قائلا “يمكنني بسهولة أن أتخيل وضعا تطالب فيه الولايات المتحدة الدانمارك بتسليم جرينلاند وتهدد بإلغاء تنشيط أسلحتنا إذا لم نفعل ذلك”.
وتزداد الخسائر الاقتصادية للولايات المتحدة بسبب ضبابية سياسات الرئيس دونالد ترامب الذي قام باستعداء العديد من الحلفاء الأصليين لواشنطن.
اقرأ أيضا.. مفتاح الإيقاف.. كلمة السر وراء مراجعات دول أوروبا لتعاقداتها على المقاتلة F-35