كوريا الجنوبية تبهر العالم بـ”وحشها المدرع” K1A2 في أكبر تمرين عسكري متعدد الجنسيات
شاركت دبابة المعركة الرئيسية الكورية الجنوبية K1A2 في تدريب ميداني حي بأستراليا ضمن فعاليات تمرين “تاليسمان سابر 2025″، الذي يُعد من أضخم التمارين العسكرية متعددة الجنسيات في العالم. وأُقيم الاستعراض القتالي في منطقة “شوال ووتر باي” للتدريب العسكري، حسبما أفاد الخبير العسكري “غريغوري نولز” بتاريخ 15 يوليو 2025.
دبابة كوريا الجنوبية K1A2 أحدث مشروع لهيونداي روتيم
تُعد دبابة K1A2 النسخة المطورة من K1A1، وتم إنتاجها بواسطة شركة “هيونداي روتيم” بدءًا من عام 2013، في إطار مشروع تحديث شامل لرفع الجاهزية الرقمية وتكامل نظم القيادة والسيطرة.
صُممت هذه التحديثات لتكون متوافقة مع دبابة “الفهد الأسود” K2 وعربة المشاة القتالية K21، وتشمل أنظمة ملاحة بالأقمار الصناعية، وكاميرات مراقبة أمامية وخلفية، وأنظمة إدارة معركة رقمية تُتيح تبادل المعلومات لحظيًا.
كما تم تعزيز الدبابة بأنظمة تعريف الصديق من العدو وشاشات عرض رقمية للقائد والرامي، بينما أُزيلت بعض أنظمة الحماية النشطة لأسباب تتعلق بالتكلفة وفعالية الأداء.
تسليم دفعات جديدة وتحديثات مستمرة
أنهت كوريا الجنوبية بين نوفمبر 2021 وسبتمبر 2024 الدفعة الرابعة من تحديثات K1A2، وسلمت نماذجها الجديدة لكل من الجيش ومشاة البحرية.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن عدد الدبابات في هذه الدفعة، تشير تقارير سابقة إلى تبقي نحو 35 دبابة K1A1 فقط بحاجة للتحديث. وقد حصل سلاح مشاة البحرية الكوري على ما لا يقل عن أربع دبابات K1A2 لتحل محل دبابات M48A5 القديمة.
وتؤكد إدارة برنامج الاستحواذ الدفاعي الكورية أن التحديثات الأخيرة تعزز من كفاءة القتال وسلامة الطاقم وسرعة الاستجابة العملياتية، إلى جانب تحسين الوعي الميداني وقدرات الاتصال المتكاملة.
قدرات تقنية وقتالية متقدمة
تزن دبابة K1A2 نحو 54.5 طنًا، ومزودة بمحرك ديزل MTU بقوة 1200 حصان وناقل حركة أوتوماتيكي من نوع Renk.
تبلغ سرعتها القصوى 65 كلم/س، ويصل مداها إلى 457 كلم. وتتميز بقدرتها على عبور الحواجز المائية والعمودية والخنادق بمرونة عالية.
تتسلح الدبابة بمدفع رئيسي من عيار 120 ملم يمكنه إطلاق 10 قذائف في الدقيقة، ويستخدم ذخائر متطورة مثل “الذخيرة الذكية الهجومية من الأعلى”. وتضم تسليحًا ثانويًا يشمل رشاشين عيار 7.62 ملم، ورشاشًا عيار 0.50 للقائد، إضافة إلى أنظمة حماية ضد الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
“تاليسمان سابر”.. مناورة عملاقة متعددة المجالات
انطلقت مناورات “تاليسمان سابر” للمرة الأولى عام 2005 كمبادرة مشتركة بين الولايات المتحدة وأستراليا، وتهدف لتعزيز الجاهزية القتالية من خلال عمليات إنزال بحري ومناورات برية مشتركة.
ومنذ ذلك الحين، توسعت تدريجيًا لتشمل مجالات البر والجو والبحر والفضاء والفضاء السيبراني، وتُعد النسخة الحالية الأكبر في تاريخها.
تتضمن نسخة 2025 تدريبات على الرماية الحية المشتركة، والعمليات البرمائية، والاعتراض البحري، والدفاع الجوي المتكامل، بالإضافة إلى تدريبات على العمليات السيبرانية والفضائية.
ومن بين أبرز المعدات المشاركة: حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس أمريكا”، ومجموعة السفن الهجومية المرافقة لها، وحاملة الطائرات البريطانية “إتش إم إس برينس أوف ويلز”، والمقاتلات النرويجية F-35، وأنظمة الصواريخ HIMARS وNASAMS.
كما تحظى المناورات بمتابعة دقيقة من بعض الدول مثل الصين، التي ترسل عادة سفن استطلاع لجمع معلومات استخباراتية إلكترونية عن التمرين.
وتستمر فعاليات التمرين من 13 يوليو وحتى 4 أغسطس، بمشاركة أكثر من 35 ألف عنصر من 19 دولة، إلى جانب ثلاث دول بصفة مراقب.
وتُنفذ الأنشطة العسكرية في مناطق متعددة من أستراليا، تشمل كوينزلاند، وغرب أستراليا، والإقليم الشمالي، ونيو ساوث ويلز، بالإضافة إلى مشاركة غير مسبوقة في مواقع بحرية قبالة سواحل بابوا غينيا الجديدة.
اقرأ أيضًا: أقوى 10 قوات جوية في العالم 2025 .. دول عربية وإسلامية تحتل ترتيبًا متقدمًا