كوريا الجنوبية تخرج عن المظلة الأمريكية.. بريطانيا تعرض محركات بديلة لطائرتها KF-21

أطلقت الحكومة البريطانية حملة دبلوماسية رفيعة المستوى لإقناع كوريا الجنوبية باستبدال محرك F414 الأمريكي في مقاتلة KF-21 Boramae بمحرك جديد يتم تطويره بشكل مشترك مع شركة رولز رويس البريطانية، وذلك في خطوة استراتيجية لخفض الاعتماد على الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، فإن المبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي الصناعي بين لندن وسيول، في وقت تواجه فيه كوريا قيودًا أمريكية على تصدير مقاتلتها الجديدة لأسواق دولية واعدة.
بريطانيا تطرح بديلاً لمحرك F414 الأمريكي في مقاتلة KF-21 الكورية
يواجه برنامج KF-21 عائقاً رئيسياً يتمثل في الضوابط الأمريكية على إعادة تصدير المحرك F414-GE-400K من إنتاج جنرال إلكتريك، والذي يعمل حالياً في النموذج الأولي للمقاتلة.
هذه القيود منعت كوريا الجنوبية من إبرام صفقات تصدير مع دول مثل الإمارات وإندونيسيا، رغم اهتمامهما بالمقاتلة الجديدة، مما دفع سيول لإعادة تقييم خياراتها التكنولوجية لتأمين استقلالية تصديرية.

طموح كوري لإنتاج محرك محلي بحلول 2036
كرد فعل، أبرمت شركة هانوا إيروسبيس الكورية شراكة مع الحكومة لتطوير محرك محلي للمقاتلة، بتكلفة متوقعة تتجاوز 3.7 مليار دولار.
الشركة تخطط لمضاعفة عدد مهندسيها وبناء مصنع جديد، إلى جانب مراكز أبحاث وتطوير في الولايات المتحدة وأوروبا. وتزعم هانوا أن المحرك المستقبلي سيتجاوز قدرات F414 من حيث الدفع والكفاءة، على أن يبدأ إنتاجه بعد 2035.
بريطانيا تدخل على خط التطوير بمحرك مشترك
وسط شكوك بعض المحللين بشأن قدرة هانوا على تنفيذ المشروع بمفردها، تقدمت لندن بمقترح تطوير محرك مشترك من الجيل التالي بالتعاون مع رولز رويس.
هذا المحرك لن يكون إصدارًا قائمًا مثل EJ200 المستخدم في يوروفايتر تايفون، بل مشروعًا جديدًا بالكامل يمكن أن يوفر قوة دفع تصل إلى 110 كيلو نيوتن، ويُبنى اعتمادًا على تقنيات مشروع Tempest البريطاني ضمن برنامج GCAP مع اليابان وإيطاليا.
ملكية فكرية كاملة ونقل تكنولوجيا دون قيود
الميزة الأبرز في العرض البريطاني تتمثل في النقل الكامل للملكية الفكرية، ما يمنح سيول حرية التصدير دون الرجوع إلى أطراف أجنبية.
على عكس جنرال إلكتريك التي تحتفظ بقيود أمنية على محركاتها، فإن رولز رويس تعرض شراكة مفتوحة تتضمن مشاركة التكنولوجيا وإتاحة تصميمات المحرك بالكامل، على غرار ما عرضته سابقاً للهند في مشروع AMCA.
حسابات السياسة والتحالفات تعقّد القرار
رغم المزايا التقنية، تصطدم المبادرة البريطانية بحقيقة أن كوريا الجنوبية ترتبط بتحالف استراتيجي طويل الأمد مع الولايات المتحدة. هذا التحالف ينعكس في عقود دفاعية كبرى، من بينها مناقصات لصيانة طائرات أمريكية لصالح البحرية الأميركية.
كما تنظر سيول إلى التعاون الدفاعي كأداة دبلوماسية للموازنة مع فائضها التجاري الكبير مع واشنطن، ما قد يؤخر قرار الانفصال الكامل عن المحركات الأمريكية.
التزام أمريكي واهتمام بريطاني
من جهتها، أكدت جنرال إلكتريك التزامها بالبرنامج الكوري واستمرار دعمها لمحرك F414، مشيرة إلى تاريخ تعاون يمتد لأكثر من 60 عاماً مع كوريا.
بينما لم تصدر رولز رويس بيانًا رسميًا، إلا أن مسؤولين بريطانيين أكدوا اهتمامها الكبير بالمشاركة في تطوير المحرك، مع التركيز على الاستقلالية والمرونة التشغيلية للجانب الكوري.
المواصفات الفنية لمحرك F414 المستخدم حاليًا
يُعد محرك F414-GE-400K من أبرز المحركات التوربينية المروحية ثنائية البكرة، ويولد قوة دفع تبلغ 98 كيلو نيوتن بعد الاحتراق، مع نسبة دفع إلى وزن تبلغ 9:1.
يعتمد على تصميم F404 الأقدم، ويتميز باستخدام أنظمة تحكم رقمية متقدمة. ورغم كفاءته العالية واعتماده في طائرات مثل Gripen E وTejas Mk 2، فإنه لا يزال خاضعًا لقيود تصدير مشددة من قبل واشنطن.
مستقبل KF-21: بين القيود والفرص
في ظل استمرار الإنتاج المرخص لمحركات F414 حتى عام 2027، وتزامنًا مع بدء تنفيذ مشاريع محلية وبريطانية بديلة، تجد كوريا الجنوبية نفسها أمام مفترق طرق استراتيجي: إما الحفاظ على تحالفها التكنولوجي مع الولايات المتحدة، أو السعي نحو استقلالية صناعية بدعم بريطاني وأوروبي، تُعيد صياغة قواعد تصدير المقاتلات الكورية إلى أسواق عالمية جديدة.
اقرأ أيضاً.. بعد حصول دولة عربية على مقاتلة شبحية من الجيل الخامس.. السعودية تطور مقاتلات جيل سادس مع هذه الدول