لأول مرة.. البحرية الإسرائيلية تعترض 8 طائرات إيرانية مسيّرة باستخدام “البرق الواقي”| شاهد

أعلنت القوات البحرية الإسرائيلية عن اعتراض 8 طائرات مسيّرة، أُطلقت من إيران باتجاه أهداف إسرائيلية، في عملية تُعد أول استخدام عملياتي لمنظومة الدفاع الجوي البحري “البرق الواقي”.
نُفّذت العملية بواسطة طرادات إسرائيل طراز “ساعر 6” التي كانت تقوم بدوريات في المياه الساحلية، في ظل تصاعد التوتر مع إيران.
إسرائيل تعلن اعتراض المسيرات كأول استخدام عملي لـ”البرق الواقي”
تكشف هذه العملية عن تحوّل نوعي في استراتيجية الدفاع الإسرائيلي، حيث برزت أهمية الجبهة البحرية في التصدي لتهديدات منخفضة الكلفة ومرتفعة الخطورة، كالطائرات المسيّرة والصواريخ الجوّالة، خاصة تلك القادمة من ساحل إيران أو عبر وكلائها.
ما هو “البرق الواقي”؟
“البرق الواقي” نظام دفاعي قامت بتطويره شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، ويمثل لإسرائيل نقلة في قدرات الدفاع الجوي البحري، بفضل دمجه بين رادار متقدم MF-STAR، ومستشعرات كهروضوئية، وصواريخ اعتراضية قادرة على إصابة أهداف على بعد 150 كيلومترًا.
تم تصميمه خصيصًا للتعامل مع الطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، والتهديدات السطحية القريبة.
كورفيت “ساعر 6”.. قلب الدفاع البحري
سفن “ساعر 6” التي نُشر عليها النظام، هي طرادات متطورة بُنيت في ألمانيا خصيصًا لحماية البنية التحتية الحيوية لإسرائيل في البحر، بما في ذلك منصات الغاز.
يبلغ طولها نحو 90 مترًا، وتضم تسليحًا متنوعًا، يشمل صواريخ مضادة للسفن، وطوربيدات، ونظم حرب إلكترونية، مما يجعلها منصة مثالية للدفاع متعدد الأبعاد.
الطائرات المُسيّرة.. التهديد الإيراني المتكرر
تعكس الطائرات المُسيّرة المستخدمة – والتي يُشتبه بأنها من طراز “شاهد-136” – ملامح الاستراتيجية الإيرانية غير المتكافئة، والتي تعتمد على تكتيك الإغراق بأعداد كبيرة لاختبار أو إنهاك أنظمة الدفاع الجوي.
وقد أثبتت هذه المسيّرات فعاليتها في عدة جبهات، من أوكرانيا إلى الخليج واليمن.
بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.. أين وقع الهجوم؟
لم تكشف إسرائيل عن الموقع الدقيق لعملية الاعتراض، سواء كانت في البحر المتوسط قرب منصات الغاز، أو في البحر الأحمر قرب مضيق باب المندب.
لكن العملية توضح التمدد العملياتي المتزايد للبحرية الإسرائيلية في مناطق بعيدة عن السواحل التقليدية.
من فوكولاند إلى غزة.. تطور الدفاع الجوي البحري
منذ حرب فوكلاند، تغيّر مفهوم الدفاع الجوي البحري مع دخول أنظمة مثل “فالانكس” و”إيجيس”، إلا أن صعود الطائرات المسيّرة فرض تحديات جديدة.
أنظمة مثل “البرق الواقي” تمثّل الجيل الجديد القادر على التعامل مع أهداف منخفضة البصمة، وسريعة، وصعبة الاكتشاف.
هل تُغيّر “ساعر 6” شكل الحرب البحرية الحديثة؟
بالمقارنة مع المدمرات العملاقة كالأمريكية “أرلي بيرك”، تبدو “ساعر 6” صغيرة الحجم، لكنها تحمل تسليحًا كثيفًا، ما يجعلها نموذجًا للقوات البحرية متوسطة الحجم التي تحتاج لموازنة الكفاءة والتكلفة في ظل تصاعد التهديدات.
الشفافية والغموض: ما الذي لم يُعلَن؟
رغم إعلان إسرائيل عن إسقاط 25 طائرة بدون طيار منذ بدء التصعيد، لا توجد بيانات مستقلة تؤكد نوعية هذه الطائرات أو أهدافها أو حتى مدى التهديد الحقيقي.
كما لم تؤكد إيران رسميًا مسؤوليتها، ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة، من الحرب بالوكالة إلى عمليات تضليل استراتيجية.
رسائل استراتيجية تتجاوز الصراع الحالي
تكشف العملية عن أبعاد أكبر من مجرد نجاح تكتيكي، إذ تُمثل اختبارًا لأنظمة دفاعية جديدة في بيئة بحرية مزدحمة بالتهديدات، ورسالة ردع موجهة لإيران ووكلائها، وحتى لدول أخرى في الشرق الأوسط تمتلك برامج طائرات مسيّرة ناشئة.
لحظة فاصلة في تطور الدفاع البحري الإسرائيلي
يمثل أول استخدام ناجح لمنظومة “البرق الواقي” لحظة فاصلة في تطور الدفاع البحري الإسرائيلي، ويعكس الحاجة العالمية المتزايدة إلى أنظمة دفاعية مرنة وقادرة على مواجهة التهديدات غير المتكافئة.
ومع تطور الطائرات المسيّرة بوتيرة متسارعة، ستبقى هذه المواجهات اختبارًا دائمًا لقدرة إسرائيل – وغيرها من الدول – على التكيف مع ساحات القتال المتغيرة.
اقرأ أيضًا: هل تتدخل أمريكا في الحرب ضد إيران؟ سيناريو قصف المواقع النووية واحتمالات التصعيد