لأول مرة.. دولة أوروبية تستورد نظام القبة الحديدية من إسرائيل لحماية سمائها

أعلنت وزارة الدفاع الرومانية رسميًا اعتزامها اقتناء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تعتمد هذا النظام القصير المدى عالي الفعالية، في إطار مساعيها لتعزيز قدرات الناتو الدفاعية على الجبهة الشرقية، في خطوة غير مسبوقة على مستوى أوروبا.
رومانيا تعتمد القبة الحديدية الإسرائيلية كدرع جوي
وزير الدفاع الروماني، إيونوت موشتينيو، كشف خلال مقابلة مع التلفزيون الوطني (TVR)، أن بلاده تعتزم توقيع اتفاقية شراء النظام في خريف العام الجاري، ضمن برنامج طموح لتحديث قدرات الدفاع الجوي القصير والقصير جدًا (SHORAD/VSHORAD)، لحماية المنشآت العسكرية والمدنية ومراكز المدن الحيوية.
وأشار الوزير إلى أن اختيار القبة الحديدية جاء استنادًا إلى أدائها المثبت في التصدي لموجات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، كما حدث مؤخرًا في التصدي للهجمات الإيرانية على تل أبيب.
واعتبر أن امتلاك نظام مماثل أصبح ضرورة مُلحَّة في ظل تصاعد التهديدات على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي مع روسيا.
استثمار دفاعي نوعي.. وصفقة متعددة الطبقات
الصفقة المرتقبة تُعد تحولاً في توجه رومانيا الدفاعي، إذ تأتي في إطار موازنة دفاعية لعام 2025 تُخصص قرابة 30% منها لبرامج التسلّح، في مؤشر واضح على الأولوية التي توليها بوخارست لتعزيز منظوماتها الدفاعية المتقدمة.
وبحسب مصادر دفاعية مطلعة، ستتضمن الحزمة الدفاعية عدة بطاريات من نظام القبة الحديدية، تشمل صواريخ “تامير” الاعتراضية، ورادارات EL/M-2084، ووحدات القيادة والسيطرة.
ويُتوقع أن تكون المنظومة قادرة على التعامل مع طيف واسع من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات دون طيار، وصواريخ الكروز، وقذائف المدفعية.
كما تُخطط رومانيا لصفقات تكميلية تشمل منصات SHORAD متنقلة، وسفن كورفيت مسلحة بصواريخ، لتعزيز حضورها البحري والدفاعي على سواحل البحر الأسود، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية خاصة على حدودها مع أوكرانيا.
- منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تصل أوروبا عبر رومانيا
القبة الحديدية .. درع متنقل فعّال ضد التهديدات المعقدة
نظام القبة الحديدية، المطوّر من قبل شركة رافائيل الإسرائيلية بالتعاون مع صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI)، يُعتبر من أكثر أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى فعالية على مستوى العالم، مع سجل عملياتي تجاوز نسبة نجاحه 90% في اعتراض آلاف المقذوفات منذ دخوله الخدمة عام 2011.
يعتمد النظام على ثلاث وحدات رئيسية: رادار EL/M-2084، ونظام إدارة المعركة والتحكم النيراني، ومنصة إطلاق مزودة بما يصل إلى 20 صاروخ “تامير” لكل بطارية.
ويتميّز بقدرته على تحديد مسار القذائف بدقة، واعتراض تلك التي تُهدد مناطق مأهولة أو أهدافًا استراتيجية فقط، ما يقلل من الكلفة التشغيلية ويزيد الكفاءة.
انعكاسات إقليمية وتوسّع محتمل داخل الناتو
تُشكّل هذه الصفقة سابقة استراتيجية في أوروبا، وقد تمهّد الطريق أمام دخول أوسع لتكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية ضمن منظومات الناتو.
ويُنظر إلى رومانيا، بحكم موقعها الجغرافي المطل على البحر الأسود وحدودها مع أوكرانيا ومولدوفا، كخط دفاع متقدم للحلف في مواجهة التهديدات الشرقية، مما يجعل من تعزيز قدراتها الجوية أمرًا حيويًا.
ومع بدء تنفيذ الصفقة، يُتوقع أن ترتفع الجاهزية الرومانية بشكل كبير، وتُعزز مساهمتها في بنية الدفاع الجوي المشترك للناتو، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية قرب حدود الحلف.
اقرأ أيضًا.. الوكالة الذرية تحذر: ألمانيا تمتلك قدرات نووية “كامنة” وتفصلها أشهر عن امتلاك السلاح