لا تستخدم إلا لردع الدول النووية.. أمريكا تنقل قاذفات الشبح “بي-2” للشرق الأوسط تمهيدًا لضرب إيران

في خطوة تُشير إلى استعداد عسكري مُعزز، نشرت الولايات المتحدة قاذفات بي-2 الشبحية من قاعدتها في ميسوري، ويُعتقد أنها متجهة نحو المنشأة العسكرية الأمريكية الاستراتيجية في دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. يأتي هذا النشر في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، وتبادل الجانبين للقصف الصاروخي والجوي.
قاذفات بي-2 الشبحية: مفتاح ضربات خارقة للتحصينات
تُعدّ قاذفة بي-2 سبيريت الشبحية واحدة من أكثر الطائرات تطورًا في الترسانة الأمريكية، وهي قادرة على حمل حمولات تقليدية ونووية. والأهم من ذلك، أنها الطائرة الوحيدة المُجهزة لحمل قنبلة “جي بي يو-57” الخارقة للذخائر الضخمة – المعروفة باسم “قنبلة خارقة للتحصينات” – المُصممة لتدمير المنشآت تحت الأرض شديدة التحصين.
يقول محللون عسكريون إن منشأة فوردو النووية في إيران، الواقعة على عمق يزيد عن 300 قدم داخل جبل، ستكون هدفًا محتملًا لمثل هذه الذخائر إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراء مباشر.
بينما لم يتضح بعد ما إذا كانت الوجهة النهائية للقاذفات هي دييغو غارسيا أم القاعدة الجوية الأمريكية في غوام، فقد ارتبط رمز نداءها – MYTEE21 – سابقًا بمهام قاذفات الشبح.
وقد دعمت عملية النشر ثماني طائرات إمداد، مما يؤكد خطورة العملية ونطاقها.
- تصميم صنداي تايمز
التداعيات الدبلوماسية: عامل دييغو غارسيا
يتطلب إطلاق الضربات من دييغو غارسيا من الولايات المتحدة الحصول على إذن من المملكة المتحدة، التي تحتفظ بسيادتها على قاعدة الجزيرة. ولن يكون هذا الإذن ضروريًا للمهام التي تُطلق من غوام، مما يمنح واشنطن خيارات متعددة للمرونة التشغيلية.
قرار ترامب يلوح في الأفق مع تزايد المخاوف النووية الإيرانية. صرّح الرئيس ترامب يوم الخميس بأنه سيقرر “خلال الأسبوعين المقبلين” ما إذا كان سيأذن بشن ضربة عسكرية على إيران، مشيرًا إلى “احتمال كبير لإجراء مفاوضات قد تُعقد أو لا تُعقد مع إيران في المستقبل القريب”.
إلا أن النشر السريع لقاذفات بي-2 خلال عطلة نهاية الأسبوع أثار تكهنات بأن البيت الأبيض قد يستعد للتحرك في وقت أبكر مما كان مُقترحًا في البداية.
في حديثه للصحفيين، حذّر ترامب من أن إيران قد تكون على بُعد “أسابيع فقط، أو بالتأكيد في غضون أشهر”، من تطوير سلاح نووي – وهو تطور قال إن الولايات المتحدة “لا يمكن أن تدعه يحدث”.
وواجهت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، ضغوطًا لإلغاء شهادتها السابقة أمام الكونجرس بأن إيران لا تُصنّع سلاحًا نوويًا، حيث طعن الرئيس ترامب في تقييمها بشكل مباشر. وأوضحت غابارد لاحقًا أن تصريحاتها أُخرجت عن سياقها.
اقرأ أيضًا: استهدف طهران.. الكتاب الذي ألهم نتنياهو في حربه على إيران
إسرائيل تُصعّد ضرباتها؛ مقتل قائد إيراني كبير
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن موجة جديدة من الهجمات على مواقع تخزين وإطلاق الصواريخ الإيرانية، استمرارًا لسلسلة الضربات الانتقامية التي هزت المنطقة منذ 13 يونيو.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن الجيش الإسرائيلي قتل سعيد إيزادي، القائد المخضرم في فيلق القدس الإيراني، في غارة على مبنى سكني في مدينة قم. وكان إيزادي متهمًا بتمويل وتسليح حركة حماس الفلسطينية المسلحة قبل هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا لوزارة الصحة الإيرانية، قُتل ما لا يقل عن 430 شخصًا وجُرح 3500 في إيران منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. في غضون ذلك، أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 24 مدنيًا في إسرائيل.
المواجهة النووية في قلب الأزمة
اندلعت شرارة الهجوم الإسرائيلي على إيران بسبب اتهامات طويلة الأمد بأن إيران تسعى إلى صنع أسلحة نووية، وهي تهمة تنفيها طهران، وتصر على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
يشير التعزيز العسكري الأمريكي السريع والعمليات الإسرائيلية المستمرة إلى أن الشرق الأوسط على شفا تصعيد أكبر، مع بقاء مصير المنطقة – وربما العالم أجمع – معلقًا في الميزان.