لتمويل خططها المستقبلية.. معادن السعودية تدرس إصدار سندات دولية بقيمة 12 مليار دولار
تتجه شركة التعدين العربية السعودية “معادن”، أكبر شركات التعدين في السعودية، نحو دراسة إصدار سندات دولية خلال العام الحالي، وذلك ضمن خطتها الطموحة لتمويل برنامج استثماري بقيمة تتجاوز 12 مليار دولار حتى نهاية العقد الحالي.
محادثات تمويلية مع البنوك
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، بوب ويلت، أن “معادن” تجري حاليًا محادثات مع البنوك بشأن إمكانية إصدار السندات، مشيرًا إلى أن القرار النهائي بشأن هذا التمويل سيتخذ في وقت لاحق من العام الجاري، وفقًا لوكالة بلومبرج.
وذكر ويلت: “نخطط لإنفاق ما معدله 2.5 مليار دولار سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة لتنمية أعمالنا في قطاعات الفوسفات، والألمنيوم، والذهب، والمعادن الأساسية”.
وأضاف الرئيس التنفيذي أن الشركة تسعى للحفاظ على قدرتها على توظيف رأس المال بكفاءة، مؤكدًا أهمية تنفيذ المشاريع الجديدة دون التأثير سلبًا على ميزانية الشركة العمومية.
اقرأ أيضًا: ضمن رؤية 2030.. السعودية تسعى لاستثمار 100 مليار دولار في قطاع التعدين
التعدين كركيزة اقتصادية ثالثة
وتعتبر “معادن”، التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي أغلبية أسهمها، من أبرز الجهات الداعمة لخطط المملكة الهادفة إلى جعل التعدين الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي بعد النفط والبتروكيماويات.
يأتي ذلك ضمن رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز التنوع الاقتصادي.
سياق إصدارات الديون في السعودية
يأتي إعلان “معادن” عن خططها المحتملة لإصدار سندات ضمن سياق موجة من إصدارات الديون من قبل الحكومة والشركات السعودية لتمويل مشاريع استثمارية كبرى.
وكانت المملكة قد بدأت العام الجاري بإصدار سندات حكومية بقيمة 12 مليار دولار، إضافة إلى تمويل بقيمة 7 مليارات دولار لصندوق الاستثمارات العامة.
شراكة جديدة بين “معادن” و”أرامكو”
في خطوة جديدة ضمن جهود تعزيز دورها في التحول نحو الطاقة النظيفة، أعلنت “معادن” مؤخرًا عن مشروع مشترك مع شركة “أرامكو” السعودية للتنقيب عن المعادن المرتبطة بتحول الطاقة.
وأوضح ويلت أن الشركة تستهدف خلال العام المقبل إضفاء الطابع الرسمي على هذا المشروع المشترك والإعلان عن أولى الاكتشافات، بما يدعم تطوير صناعة البطاريات المحلية من خلال إنتاج كميات كبيرة من المعادن مثل الليثيوم.
جذب الاستثمارات الأجنبية
وتحاول السعودية زيادة جاذبية قطاع التعدين أمام الشركات الدولية لاستغلال المكامن المعدنية غير المستغلة بعد، وكجزء من هذه الجهود، أسست “معادن” بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة شركة “منارة المعادن”، التي تعمل على شراء الأصول الخارجية وتعزيز استثمارات المملكة في هذا القطاع.
وكانت “منارة” قد استحوذت مؤخرًا على 10% من الأعمال الأساسية التابعة لشركة “فالي” البرازيلية.
اقرأ أيضًا: ضمن رؤية 2030.. السعودية تسعى لاستثمار 100 مليار دولار في قطاع التعدين
استثمارات حذرة وطموحة
وفيما يتعلق بخطط “منارة” المستقبلية، أشار ويلت إلى أن الشركة تدرس حاليًا عدة صفقات دون الإفصاح عن عددها أو قيمتها.
كما أكد أن “منارة” تعتمد نهجًا استثماريًا حذرًا وطويل الأجل، مشددًا على أن الهدف ليس الإنفاق فقط، بل تحقيق استثمارات مستدامة تدعم استراتيجية المملكة في قطاع التعدين.
تأتي هذه التحركات في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز دور التعدين كجزء أساسي من الاقتصاد الوطني، مما يضع السعودية في موقع ريادي بين الدول المنتجة للمنتجات التعدينية على مستوى العالم.