لخفض الاستثمارات الخارجية.. الصندوق السيادي السعودي يقلص حصته في “نينتندو” اليابانية
في خطوة تعكس استراتيجية الصندوق السيادي السعودي لتقليص حصصه الدولية، أعلن الصندوق عن خفض جديد في حصته في شركة الألعاب الإلكترونية اليابانية “نينتندو”.
وقد تزامن هذا التراجع مع مساعي الصندوق التابع للمملكة العربية السعودية، لتقليص الاستثمارات الدولية في محفظته بنسبة تتجاوز الثلث.
تخفيض الحصة في “نينتندو”
ووفقًا لإشعار صادر عن وزارة المالية اليابانية، تقلصت حصة صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شركة “نينتندو”، التي يقع مقرها في مدينة كيوتو، إلى 5.26% من 6.29%.
والانخفاض يأتي بعد فترة قصيرة من انخفاض حصة الصندوق في نوفمبر الماضي من 7.5%، حيث باع أكثر من 17 مليون سهم من الشركة على مدار 6 أسابيع حتى أكتوبر.
ويمثل هذا التراجع في الحصة جزءًا من استراتيجية أوسع للصندوق لتقليص استثماراته الدولية في إطار تحسين استراتيجيته الاستثمارية.
اقرأ أيضًا: سعر الذهب في السعودية اليوم الإثنين 2 ديسمبر 2024
زيادة سعر سهم “نينتندو” رغم البيع
وفي الوقت ذاته، شهد سهم “نينتندو” في بورصة طوكيو زيادة طفيفة بنسبة 0.5% ليصل إلى 8855 ينًا يابانيًا، رغم عمليات البيع التي أجراها الصندوق السيادي السعودي.
ويظهر هذا النمو في سعر السهم قدرة “نينتندو” على الحفاظ على قيمتها السوقية في ظل الضغوط التي شهدتها بعض الاستثمارات من الصندوق السيادي السعودي.
التوجه الاستثماري للصندوق السيادي السعودي
ويعتبر هذا التراجع في حصة “نينتندو” جزءًا من سياسة أوسع يتبناها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، والتي تهدف إلى تقليص حجم الاستثمارات الدولية في محفظته.
وفي تصريحات لمحافظ الصندوق، ياسر الرميان، خلال “مبادرة مستقبل الاستثمار” التي استضافتها الرياض في أكتوبر الماضي، أشار إلى أن الصندوق يستهدف تقليص نسبة استثماراته الدولية من 30% إلى ما بين 18% و20% من إجمالي محفظته الاستثمارية.
وهذا التوجه يأتي في إطار إعادة التوازن لمحفظة الصندوق وضمان تحقيق أفضل العوائد المالية للمملكة في المستقبل.
تخفيض أكبر لاستثمارات الصندوق السيادي السعودي
ويعد هذا التوجه خفضًا أكبر لمستوى الاستثمارات الدولية المستهدف، إذ كان الرميان قد أعلن في فبراير الماضي عن خطط لتخصيص 20% إلى 25% من محفظة الصندوق للاستثمارات الدولية.
ويعكس هذا التوجه رغبة السعودية في إعادة توجيه استثماراتها إلى الأسواق المحلية والإقليمية وزيادة التركيز على الفرص المحلية في قطاعات متنوعة، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
- شركة نينتندو اليابانية
مستقبل استثمارات الصندوق السيادي السعودي
من جهة أخرى، تظهر البيانات المتوفرة أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يواصل إجراء تعديلات استراتيجية على محفظته بما يضمن تحقيق أهداف السعودية في تنويع الاقتصاد الوطني.
ومع التخفيض في الاستثمارات الدولية، يسعى الصندوق بشكل متزايد إلى تعزيز استثماراته في المشاريع المحلية والقطاعات التي تدعم رؤية المملكة 2030، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في إستراتيجية المملكة الاستثمارية على المدى الطويل.
الاستثمارات السعودية في قطاع الألعاب الإلكترونية
وتستمر المملكة العربية السعودية في تعزيز وجودها في قطاع الألعاب الإلكترونية على مستوى عالمي، حيث تقوم الحكومة السعودية بشراء حصص في شركات الألعاب اليابانية والكورية كجزء من خطة استراتيجية تبلغ قيمتها 38 مليار دولار لتحويل المنطقة إلى مركز رئيسي لألعاب الفيديو في الشرق الأوسط.
ويعتبر قطاع الألعاب الإلكترونية أحد القطاعات الاستراتيجية التي تركز عليها المملكة في مساعيها لتنويع الاقتصاد وتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030.
اقرأ أيضًا: مسارات مترو الرياض | تفاصيل الخطوط والمحطات وأسعار التذاكر
الرياض مركزًا للألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط
وفي إطار هذه الخطة الطموحة، استضافت السعودية في يوليو الماضي أول بطولة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، وهو حدث يعكس التوجه القوي نحو جعل المملكة مركزًا رئيسيًا في هذا القطاع.
ومن المنتظر أن تنظم المملكة ثاني أولمبياد للألعاب الإلكترونية في العام المقبل، مما سيعزز مكانتها كوجهة رائدة لهذه الصناعة على مستوى المنطقة.
كما تسعى السعودية إلى تحويل العاصمة الرياض إلى مركز عالمي لهذا القطاع المتنامي، حيث توفر بيئة تشجع على الابتكار والتطوير في مجال ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية.
وتهدف هذه الخطوات إلى تحقيق هدف المملكة في توظيف هذه الصناعة كجزء من استراتيجية أكبر لتنويع الاقتصاد الوطني بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وتوفير فرص اقتصادية وتعليمية للشباب السعودي في مختلف المجالات التكنولوجية.
كما تؤكد هذه التحركات من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على رغبة المملكة في إعادة هيكلة محفظتها الاستثمارية بما يتماشى مع أهدافها الاقتصادية طويلة الأجل.
وفي الوقت نفسه، تواصل المملكة تعزيز مكانتها كقوة رائدة في قطاع الألعاب الإلكترونية، مستفيدة من استثماراتها الاستراتيجية في شركات مثل “نينتندو” وغيره من الشركات العالمية، مع التطلع إلى أن تصبح الرياض مركزًا عالميًا لهذا القطاع الناشئ.