لزيادة كميات السكر.. قنا تتزين بمحصول البنجر بعد نجاح زراعته في دشنا

شهدت الفترة الماضية تركيزًا كبيرًا من الدولة نحو التوسع في زراعة المزيد من الأراضي بمحصول بنجر السكر، بهدف زيادة الكميات المنتجة من المحصول الذي يدخل في عدة صناعات أهمها السكر والأعلاف.

ومن بين المناطق التي أُعيد بها زراعة المحصول مدينة دشنا في محافظة قنا، وذلك بعد ما يقرب من 20 عامًا من عدم زراعته في المدينة التي كانت تشتهر به في فترات كبيرة.

وتعتبر محافظة قنا من أكثر المحافظات التي يتم فيها زراعة محصول قصب السكر، وبالتالي دخلت المحافظة وبقوة في زراعة البنجر ما يؤهلها لتكون أكبر محافظات الصعيد إنتاجًا للمحاصيل السكرية.

بنجر السكر يُزرع في قنا

وتتوقع وزارة الزراعة استمرار زيادة المساحات المزروعة من المحصول في قنا، والتي أثبتت كافة التجارب أن أراضيها من أكثر الأراضي التي تجود بها زراعة المحصول، حيث إن نسبة الحلاوة في الإنتاج الخاص بها تكون مرتفعة مقارنة بأي محافظة أخرى.

اقرأ أيضًا: المساحة المنزرعة 600 ألف فدان.. التموين تعلن بدء موسم توريد بنجر السكر

وعادت تجربة زراعة البنجر إلى قنا منذ 3 سنوات في مساحة لا تتجاوز الخمسين فدانا، لكن من المتوقع أن تتراوح المساحة المزروعة بالمحصول خلال العام الحالي ما بين 500 و1000 فدان، وهو ما يبشر بإنتاج وفير سيتلقاه مصنع سكر دشنا.

المساحات المزروعة ببنجر السكر في مصر

وتجاوزت المساحات المزروعة بالمحصول خلال الموسم الحالي حاجز الـ 600 ألف فدان بمختلف المحافظات، خاصة بعد أن وافق مجلس الوزراء على تحديد الأسعار الاسترشادية  للمحاصيل السكرية لموسم 2025، حيث تقرر أن يكون سعر توريد طن قصب السكر 2500 جنيه، وسعر توريد طن بنجر السكر 2400 جنيه، وذلك في إطار تشجيع المزارعين على زراعة تلك المحاصيل الاستراتيجية المهمة.

 

اقرأ أيضًا: إعادة تشغيل مصنع سكر أبو قرقاص بعد تسلمه مليون طن بنجر

ويستهدف مجلس الوزراء من رفع أسعار التوريد التوسع في زراعة المحصول وزيادة الإنتاجية منه وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يسهم في سد احتياجات السوق المحلية، وتقليل فاتورة استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على العملة الأجنبية، فضلاً عن زيادة دخل المزارعين، ورفع مستوى معيشتهم، علاوة على زيادة تشغيل المصانع بأقصى طاقة ممكنة.

نصائح مهمة لزراعة بنجر السكر

وأعلنت وزارة الزراعة عن عدد من التوصيات الفنية للمزارعين من أجل الحصول على إنتاجية عالية من المحصول ومن بينها أن بنجر السكر يزرع فى جميع أنواع الأراضى كالطينية والرملية والملحية والقلوية، بينما تعتبر أكثر الأراضي مناسبةً له هي الأرض الصفراء الخفيفة.

وأوضحت الوزارة أن الفدان يحتاج إلى 4 كجم بذرة للزراعة اليدوية عديدة الأجنة ونصف إلى ثلاثة أرباع وحدة “الوحدة عبارة عن عبوة بذور البنجر تحتوى على 100000 بذرة وهى بذور وحيدة الأجن” للزراعة الآلية.

وأشارت إلي أن الحشائش منافس خطير للبنجر وتسبب خفض إنتاجية المحصول ويجب مكافحتها منذ تجهيز الأرض للزراعة، مع ضرورة إحكام ريتى الزراعة والمحاياة لتجنب ذبول البادرات وموتها، كما يجب حرث وتشميس الأرض عدة مرات وتجنب الأراضى التى كانت مزروعة بالفول السودانى، الطماطم، الفلفل، الباذنجان منعاً للإصابة بالنيماتودا.

اقرأ أيضًا: مجلس الوزراء يحدد سعر توريد طن قصب السكر 2500 جنيه و2400 جنيه للبنجر

وأكدت الوزارة أن المحصول الناتج من بنجر السكر يتأثر بميعاد الزراعة ومدى جودة إعداد وتجهيز الأرض للزراعة وإضافة الأسمدة بالكميات والمواعيد الموصى بها من قبل معهد بحوث المحاصيل السكرية ومقاومة الآفات، وفيما يتعلق بإعداد الأرض فيجب إجراء الحرث العميق، حيث تنمو جذور بنجر السكر داخل التربة بعمق 30-50 سم وتنعيم التربة وإجراء التسوية بالليزر لأنه يلزم أن تكون التربة جيدة التهوية ناعمة لحساسية محصول البنجر لمياه الرى والتخلص من الحشائش، كما أن التخطيط يجب أن يكون بمعدل 12-14 خطا فى القصبتين وعادة تكون 12 خطا.

أما فيما يتعلق بميعاد الزراعة فيوصى بالزراعة ابتداء من منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر ويمكن التبكير بالزراعة خلال شهر أغسطس مع مراعاة الحذر من دودة ورق القطن التى تهاجم بادرات بنجر السكر وكذلك مقاومة الحفار والدودة القارضة، ويتم العزيق على 3 مراحل الأولى خربشة حول الجذور بعد تكامل الإنبات لسد النابتة، الثانية قبل الخف مباشرة بالترديم الجزئى حول الجذور، والثالثة الترديم على الجذور لتصبح فى نصف الخط، كما يعتبر الرى من أهم العوامل المؤثرة فى إنتاج بنجر السكر حيث يعتبر محصول البنجر من أكثر المحاصيل حساسية لمياه الرى حيث يحتاج المحصول من 7 إلى 8 ريات.

برنامج لإنتاج تقاوي المحصول

من جانبه أكد د. سيد خليفة نقيب المهن الزراعية ضرورة العمل على إعداد برنامج وطني لإنتاج تقاوي بنجر السكر حتي يمكن للحكومة التوسع في المساحات المزروعة بالمحصول باعتباره الأقل استهلاكا للمياه من قصب السكر.

وأكد أن التوسع في زراعة بنجر السكر علي حساب قصب السكر يرتبط بقدرة الدولة علي إنتاج تقاوي بنجر السكر حاليا حتي لا تتعرض صناعة السكر الإستراتيجية لأية مخاطر مستقبلية.

وأضاف أن الحكومة حريصة علي تحقيق سعر عادل لمزارعي القصب والبنجر بما يحقق عائد مجز للمزارعين في ظل ارتفاع تكلفة الانتاج وزيادة أسعار مستلزمات الإنتاج.

وأشار إلي أن الرئيس السيسي وجه الحكومة بالعمل علي حل مشاكل الفلاحين لتسويق المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وخاصة محاصيل قصب السكر وبنجر السكر وفقًا للآليات التي تضمن حصول الفلاح علي سعر عادل يحقق الاستفادة الكبرى من الإنتاج الزراعي.

زر الذهاب إلى الأعلى