للحفاظ علي قيادتها العالمية.. مصر تنشئ مجلس مزارعي ومصدري الفراولة

القاهرة (خاص عن مصر)- لطالما عُرفت مصر بأنها واحدة من أكبر منتجي ومصدري الفراولة في العالم، سواء كانت طازجة أو مجمدة. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الموقف القيادي، واجه القطاع تحديات ملحة هددت نموه في المستقبل، وفقا لتقرير موقع فريش بلازا.

في هذا الشهر، تم اتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام بتأسيس مجلس مزارعي ومصدري الفراولة، وهي منظمة ضرورية للغاية مصممة لتوحيد اللاعبين في الصناعة والمسؤولين الحكوميين وأصحاب المصلحة.

معالجة التحديات العاجلة التي يواجهها القطاع

وفقًا لعماد مهدي، الرئيس التنفيذي لشركة مشاتل الفيروز، فإن تشكيل المجلس يأتي في وقت حاسم. وأشار مهدي إلى أن “المجلس جاء متأخر، لكننا نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى”.

يهدف المجلس، بدعم من وزارة الزراعة، إلى معالجة الصعوبات التي تواجه صناعة الفراولة، بما في ذلك تغير المناخ، وتدهور جودة النبات، وقضية إغراق السوق، التي أدت إلى انخفاض الأسعار.

لسنوات، حافظت مصر على مكانتها كأكبر مصدر للفراولة المجمدة والمصنعة في العالم. وفي سوق الفراولة الطازجة، تتنافس مصر على المركز الثاني أو الثالث على مستوى العالم. ومع ذلك، يشير المهدي إلى أن الهيكل المجزأ للقطاع – الذي يهيمن عليه صغار المزارعين والتعاونيات – أعاق الجهود الرامية إلى معالجة هذه القضايا بشكل فعال. سيوفر المجلس المشكل حديثًا هيئة مركزية لتسهيل التنسيق واتخاذ القرار عبر سلسلة القيمة بأكملها.

أقرا أيضا.. المستشارون العسكريون المصريون يصلون الصومال.. إعادة تشكيل قوة القرن الإفريقي

التركيز الاستراتيجي على جودة النباتات وتطوير الأصناف

سيكون تحسين جودة نباتات الفراولة أحد مجالات التدخل الرئيسية للمجلس. وأوضح المهدي أن تغير المناخ، إلى جانب الممارسات الاحتكارية لوكلاء المربين، أدى إلى انخفاض جودة النباتات. لم يقدم هؤلاء الوكلاء للمزارعين المصريين الدعم الفني أو أحدث الأصناف اللازمة للبقاء قادرين على المنافسة. سيتولى المجلس الآن دور استيراد النباتات وفقًا لمعايير صارمة وتوزيعها في ظل ظروف محسنة.

بالإضافة إلى ذلك، سلط المهدي الضوء على أهمية تطوير أصناف الفراولة المصرية المصممة خصيصًا للواقع المناخي المحلي. إن هذه الخطوة من شأنها أن تقلل بشكل كبير من اعتماد مصر على الأصناف الدولية، وتخفف العبء المالي المرتبط بحقوق استخدام هذه الأصناف. ويخطط المجلس للتعاون مع مؤسسات البحث لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة.

تحسين ممارسات الصناعة والخدمات اللوجستية

إلى جانب معالجة جودة النبات، سيركز المجلس على إصلاح ممارسات الصناعة. ووفقاً لمهدي، “يتمثل دور المجلس ورسالته المباشرة في كسر الفوضى التي تسود الصناعة”.

سيشمل ذلك تحديد مواعيد إطلاق الحملة الرسمية، وتحديد حصص التصدير على أساس احتياجات البلدان المقصد، وإدخال معايير التعبئة والتغليف الموحدة. كما يعتزم المجلس إجراء عمليات تدقيق منتظمة للجودة وتنفيذ تبادل الأسعار لضمان استقرار السوق بشكل أكبر.

ستكون الخدمات اللوجستية، التي تم تحديدها كقضية بالغة الأهمية، مجالاً آخر من مجالات التركيز. وأكد مهدي أن أكثر من 30٪ من محصول الفراولة يضيع بين القطف والتعبئة. ويُنظر إلى تحسين مناولة الفاكهة وتخزينها، إلى جانب معالجة التكلفة العالية للنقل الدولي، على أنها حيوية للحد من النفايات وزيادة الربحية.

من المتوقع أن يعمل المجلس بشكل وثيق مع الحكومة لحل القضايا المتعلقة باللوجستيات الخاصة بالنقل، وخاصة فيما يتعلق بالازدحام في الموانئ الدولية.

التعلم من أفضل الممارسات العالمية

يهدف المجلس، الذي يرأسه اللواء (لواء) أشرف الشرقاوي، إلى الحفاظ على مكانة مصر في سوق الفراولة العالمية من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة للمنظمات المماثلة في إسبانيا وهولندا وإيطاليا والمغرب. كما سيسعى مجلس مزارعي ومصدري الفراولة إلى تكرار نجاحات المجالس الزراعية في مصر، مثل تلك الخاصة بالحمضيات والبطاطس والتمور، والتي قدمت نماذج فعالة لإدارة وتوسيع القطاعات الزراعية.

زر الذهاب إلى الأعلى