لماذا لم تمتلك إيران نظام S-400 الروسي رغم تصاعد التهديدات الجوية من إسرائيل؟

أثارت الحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة على إيران في منتصف يونيو الماضي، وتحرّكات الولايات المتحدة الاستراتيجية لدعم إسرائيل، تساؤلات حادة بشأن مدى فعالية منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وخصوصًا في ظل غياب نظام الدفاع الجوي الروسي بعيد المدى “S-400” عن الترسانة الإيرانية.

لماذا لا تمتلك إيران منظومة S-400 الروسية؟

اتهمت مصادر إيرانية وغربية مؤيدة لطهران روسيا بعدم تزويدها بمنظومة “إس-400″، رغم كونها أحد أقرب الحلفاء العسكريين لطهران خلال السنوات الأخيرة.

وبرزت انتقادات شخصيات بارزة مثل نائب رئيس البرلمان الإيراني الأسبق علي مطهري، الذي أشار إلى أن روسيا سلّحت دولًا مصل تركيا وعرضت المنظومة على السعودية، لكنها امتنعت عن بيعها لإيران “حرصًا على علاقاتها مع إسرائيل”، وفق وصفه.

وذهب المنتقدون إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن روسيا لم ترد الجميل لطهران رغم دعم الأخيرة لجهود موسكو العسكرية في أوكرانيا، وخاصة عبر تزويدها بطائرات مسيرة متقدمة.

موسكو مترددة في دعم إيران بأي منظومة دفاعية

ورغم سجلّ موسكو السابق في التردد بشأن بيع أنظمة دفاعية متقدمة لإيران—إذ ألغت عقدًا لبيع نظام S-300 في 2009 بسبب ضغوط غربية—إلا أن الوضع تغيّر بعد عام 2015 مع تعمّق التعاون العسكري بين الجانبين، خصوصًا في الساحة السورية.

وبحلول عام 2019، أكدت روسيا مرارًا استعدادها لبيع منظومة S-400 لطهران، لكنها ادّعت أن الأخيرة لم تُبدِ اهتمامًا جديًا بإتمام الصفقة.

S-400 الروسي

في المقابل، تؤكد إيران اكتفاءها الذاتي بأنظمة محلية مثل “باور 373″، والتي قيل إنها أسقطت ثلاث طائرات إسرائيلية شبح من طراز F-35 خلال التصعيد الأخير.

غير أن هذه الرواية واجهت شكوكًا، خاصة في ظل استمرار عمليات F-35 داخل العمق الإيراني.

يرى مراقبون أن إحجام طهران عن شراء منظومات دفاعية أجنبية متطورة يعود لأسباب اقتصادية وسياسية، فضلًا عن رغبة النظام الإيراني في إظهار قدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية، وهو ما يبقي أسئلة فاعلية دفاعاتها الجوية مفتوحة أمام أي تهديدات مستقبلية محتملة.

دعم من طرف واحد

رغم الدعم الكبير الذي قدّمته إيران لروسيا في حربها المستمرة مع أوكرانيا، خصوصًا عبر تزويد موسكو بطائرات “شاهد” المسيّرة والتي أثبتت فاعليتها في استنزاف الدفاعات الأوكرانية، فإن هذا الدعم لم يُقابل بخطوات روسية مماثلة لتعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية.

روسيا تمتنع عن حماية طهران

وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن التعاون الاستراتيجي، امتنعت روسيا حتى الآن عن تزويد طهران بمنظومات دفاع جوي متقدمة من طراز “إس-400″، ما أثار تساؤلات في الأوساط السياسية والعسكرية الإيرانية حول مدى جدّية موسكو في دعم أمن إيران، خاصة في ظل التهديدات الجوية الإسرائيلية والأمريكية المتزايدة.

ويرى مراقبون أن هذا التباين يعكس اختلالًا واضحًا في موازين الشراكة بين الجانبين، حيث تبدو طهران أكثر سخاءً في دعم حليفها الروسي، مقابل تردد روسي في نقل تكنولوجيا دفاعية استراتيجية إلى إيران.

اقرأ أيضاً.. بدعم بريطاني.. دولة إسلامية قد تحصل على أفضل مقاتلة من الجيل الرابع المتقدم

زر الذهاب إلى الأعلى