لماذا يشكل محور الصومال ومصر وإريتريا أهمية استراتيجية للعالم؟
تحالفات القرن الأفريقي..الأهمية المتزايدة لمحور الصومال ومصر وإريتريا
يحمل التحالف الناشئ بين الصومال ومصر وإريتريا آثارًا كبيرة على الاستقرار الإقليمي والتجارة الدولية، بحسب تحليل نشرته تركيا توداي، لعبد الحقاني عبد الله، المستشار الأول بوزارة الإعلام الصومالية.
وبحسب ما نقله خاص عن مصر، تنشأ أهمية منطقة القرن الأفريقي، من كونها نقطة محورية للتوتر الجيوسياسي والمنافسة والصراع. فموقعها على حدود البحر الأحمر وخليج عدن يجعلها مركزًا بحريًا بالغ الأهمية يربط بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
الأهمية الاستراتيجية للقرن الأفريقي
من الناحية الجيوسياسية، تعد منطقة القرن الأفريقي واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية. ويؤكد قربها من مضيق باب المندب، نقطة الاختناق للتجارة البحرية العالمية، على أهميتها. ولطالما كانت البلدان في المنطقة، وخاصة الصومال، تُعَد لاعبين محوريين بسبب سيطرتها على طرق الشحن الحيوية والوصول إلى الموارد البحرية.
على الرغم من صراعاتها الداخلية، فإن ساحل الصومال، الأطول في أفريقيا، يضعها في مركز التجارة البحرية العالمية والإقليمية. إن الموقع الاستراتيجي للبلاد على طول المحيط الهندي وخليج عدن لا يوفر فرصًا اقتصادية فحسب، بل يمنحها أيضًا نفوذًا جيوسياسيًا.
أقرا أيضا.. رغم المليارات.. مصر وتونس لا تظهران اهتماما باتفاقية الهجرة مع الاتحاد الأوروبي
التحديات التاريخية والتحالفات المتغيرة
واجهت الصومال اضطرابات داخلية لعقود من الزمان، مع التهديد المستمر للإرهاب وعدم الاستقرار السياسي الذي يعيق تقدمها. ومع ذلك، قطعت البلاد خطوات كبيرة نحو التعافي، وخاصة منذ إنشاء الحكومة الفيدرالية في عام 2012. ومع ذلك، يستمر المشهد السياسي الإقليمي في التطور، وخاصة مع تشكيل تحالفات جديدة، مثل الشراكة الثلاثية بين الصومال ومصر وإريتريا.
كانت القمة الثلاثية في أسمرة، إريتريا، في 10 أكتوبر 2024، بمثابة تحول كبير في الدبلوماسية الإقليمية. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس الإريتري أسياس أفورقي على رؤيتهم المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي والأمن والاستقرار.
الاستقرار الإقليمي وتهديد التدخل الخارجي
كانت النتيجة الأساسية للقمة هي التأكيد الجماعي على احترام السيادة والسلامة الإقليمية في المنطقة. بالنسبة للصومال، التي تواصل إعادة البناء بعد سنوات من الصراع، كان هذا التزامًا حيويًا. أدان القادة أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للدول في منطقة القرن الأفريقي، مما يشير إلى موقف موحد ضد القوى المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
تم تسليط الضوء على هذا الموقف من خلال إنشاء لجنة مشتركة ثلاثية، تتألف من وزراء خارجية الصومال ومصر وإريتريا. وتتولى اللجنة مهمة تعزيز التعاون الاستراتيجي، وخاصة في مكافحة الإرهاب ومعالجة تحديات الأمن الإقليمي.
اتفاقية الدفاع: تعزيز القدرات العسكرية للصومال
تلقت استراتيجية الدفاع الصومالية دفعة كبيرة مع اتفاقية الدفاع الموقعة مع مصر في 14 أغسطس 2024. تضمنت هذه الاتفاقية توفير المعدات العسكرية والتدريب والتدريبات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، تعهدت مصر بدعم حفظ السلام، وهو عنصر حاسم في معركة الصومال المستمرة ضد التمرد، وخاصة من جماعات مثل حركة الشباب.
إن مشاركة مصر تجلب موارد عسكرية حاسمة إلى الصومال، مما يعزز قدرة الجيش الوطني الصومالي على حماية الحدود والحفاظ على الاستقرار. ويسلط هذا التعاون العسكري المتزايد الضوء على جبهة موحدة بين الدول الثلاث لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الداخلية والخارجية.
دور إريتريا في التحالف
إن مشاركة إريتريا في التحالف مع الصومال ومصر تشير إلى إعادة تنظيم كبيرة في توازن القوى الإقليمي. تاريخيًا، كانت لإريتريا علاقة معقدة مع إثيوبيا، اتسمت بالنزاعات الإقليمية والعلاقات الدبلوماسية المتوترة. يعكس إدراج إريتريا في هذا التحالف مصلحتها الاستراتيجية في موازنة نفوذ إثيوبيا المتزايد وتأمين مكانتها في الشؤون الإقليمية.
تتمتع موانئ إريتريا، مثل مصوع وعصب، بقيمة استراتيجية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالأمن البحري. توفر الاتفاقية الثلاثية لإريتريا منصة لتعزيز نفوذها الإقليمي مع المساهمة في جهود الأمن الجماعي لدول القرن الأفريقي.
التوترات الإقليمية: اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال
إن ما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي هو اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال، التي تم توقيعها في الأول من يناير 2024، والتي تمنح إثيوبيا حق الوصول إلى ميناء بربرة وتحدد خطط إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر. وقد كانت هذه الاتفاقية نقطة خلاف رئيسية، وخاصة بالنسبة للصومال، التي تنظر إلى أرض الصومال باعتبارها جزءًا من أراضيها السيادية.
التوترات الإقليمية: اتفاقية إثيوبيا وأرض الصومال
إن الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال، الذي تم توقيعه في الأول من يناير 2024، والذي يمنح إثيوبيا حق الوصول إلى ميناء بربرة ويحدد خطط إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي. وقد كان هذا الاتفاق نقطة خلاف رئيسية، وخاصة بالنسبة للصومال، التي تنظر إلى أرض الصومال باعتبارها جزءًا من أراضيها السيادية.
وكان رد فعل الحكومة الصومالية سريعًا، حيث طردت سفير إثيوبيا واتهمت إثيوبيا بدعم الفصائل المسلحة داخل الصومال. وقد أثار هذا الخلاف الدبلوماسي مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع بين الصومال وإثيوبيا، مما زاد من توتر الاستقرار الإقليمي. ويُنظر إلى اتفاقية الدفاع بين الصومال ومصر على أنها استجابة مباشرة لهذه التوترات، مما يشير إلى تصميم الصومال على حماية سيادتها ومواجهة تحركات إثيوبيا.
التداعيات العالمية والمشاركة الدولية
تتمتع منطقة القرن الأفريقي بأهمية بالغة بالنسبة للقوى العالمية، ليس فقط بسبب دورها في التجارة الدولية ولكن أيضًا بسبب قربها من مناطق الصراع في الشرق الأوسط. بالنسبة لدول مثل تركيا، التي أقامت حضوراً اقتصادياً ودبلوماسياً راسخاً في الصومال وإثيوبيا، فإن التوترات المتصاعدة في المنطقة تشكل تحديات. وقد سعت تركيا إلى تحقيق التوازن في علاقاتها مع كلتا الدولتين، من خلال الانخراط في جهود الوساطة لتهدئة الوضع.
كما استجاب المجتمع الدولي للتوتر المتصاعد، داعياً إلى ضبط النفس والحوار. ويُنظر إلى القمة الثلاثية على أنها جهد استباقي لمعالجة التحديات الإقليمية داخلياً، دون تدخل خارجي.