لم تحدث منذ 1948.. خطوة غير مسبوقة من إسرائيل في سوريا.. ماذا حدث

في خطوة غير مسبوقة منذ احتلال الجولان السوري عام 1967، بدأ الجيش الإسرائيلي بتنظيم جولات سياحية لعامة الإسرائيليين داخل أراضٍ سوريا المحتلة التي تقع خارج السياج الحدودي، تحت إشراف مباشر من قيادة المنطقة الشمالية والفرقة 210، وبالتنسيق مع مجلس الجولان الإقليمي وسلطة الطبيعة والمتنزهات.
وبحسب تقارير صحفية، تشمل هذه الجولات مواقع نادراً ما سُمح بزيارتها من قبل، مثل وادي الرقاد حيث يلتقي نهر اليرموك بجريان الوادي عند نقطة التماس الثلاثية بين سوريا ولبنان وإسرائيل.
كما تشمل الجولة مناطق استراتيجية مثل معبر الحمة، جبل الروس، جبل الشيخ، ونفق سكة الحجاز التاريخي.
جيش إسرائيل ينظم جولات سياحية في سوريا
وفق ما أوردته صحيفة “هآرتس” تنفّذ هذه الجولات خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، وتتم تحت حراسة مشددة من الجيش الإسرائيلي، ما يُضفي عليها طابعًا عسكريًا واضحًا، رغم تغليفها بغلاف “السياحة البيئية والتاريخية”.
ويؤكد مراقبون أن هذه التحركات تسعى لتثبيت واقع أمني وسياسي جديد في المنطقة، خصوصاً في ظل غياب الدولة السورية وفقدان النظام السيطرة على الحدود الجنوبية منذ سنوات.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” وصفت الخطوة بأنها غير مسبوقة منذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948، مؤكدة أن الجولات تشمل مناطق تُعدّ “عسكرية مغلقة” بموجب القوانين الإسرائيلية ذاتها.
إسرائيل تتجاوز المنطقة العازلة في سوريا
بالتزامن مع فتح هذه المناطق للسياحة، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات توغل بري داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة، خصوصاً في بلدة الحميدية.
ونقلت الصحيفة عن سكان محليين أن الجيش الإسرائيلي أقام حواجز ترابية ومنعهم من دخول أراضيهم، كما داهم المنازل وأمر السكان بتسليم أسلحتهم مؤقتاً، في سلوك يُشبه إجراءات الاحتلال الكلاسيكية.
إسرائيل تمنع المواشي من الرعي في سوريا
ووصف أحد سكان الحميدية، ما يجري قائلاً: “أشعر وكأنني أسرق من أرضي”، مضيفًا أن الجنود يمنعون حتى الماشية من الرعي في أراضٍ سورية صارت ضمن المنطقة المحظورة.
وأُجبر سكان القرية على استخدام طرق التفافية طويلة للوصول إلى منازلهم، في ظل تحكم كامل للجيش الإسرائيلي بالحركة والهوية.
عمليات عسكرية متواصلة
بحسب ما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مصادر عسكرية إسرائيلية، نفذ الجيش منذ فبراير الماضي 89 عملية توغل بري و29 غارة جوية ومدفعية في جنوب غربي سوريا، إلى جانب 35 غارة في مناطق أخرى.
وتمّت مداهمة مواقع سورية عسكرية سابقة تابعة للنظام، وجرى تدمير دبابات وناقلات جنود وصواريخ وقذائف هاون.
يقول الجيش إن هذه العمليات تهدف إلى “إزالة التهديدات الموجهة ضد سكان الجولان”، بينما يرى مراقبون أنها جزء من خطة إسرائيلية لتوسيع نطاق السيطرة الميدانية وتكريس واقع احتلال طويل الأمد، مستغلة الفراغ السيادي السوري بعد سقوط النظام في الجنوب.
استثمار الانهيار السوري
ووفق مراقبون فإن فتح الجولان المحتل أمام المستوطنين في هذا التوقيت يثير تساؤلات سياسية وأمنية كثيرة، لا سيما أن بعض المناطق التي تشملها الجولات كانت تحت سيطرة المعارضة قبل الإطاحة بالنظام، وأخرى جرى احتلالها بعد انهياره.
وتشير الدلالات إلى أن إسرائيل لا تكتفي بالتحكم العسكري، بل تمضي نحو تكريس الحضور المدني والتاريخي والثقافي، تمهيدًا لفرض وقائع يصعب تغييرها مستقبلاً.
وفي ظل صمت دولي وتراجع الدور الأممي، تتقدم إسرائيل خطوة تلو الأخرى نحو إعادة رسم حدود الجولان المحتل، وسط فراغ سياسي وأمني يجعل من الأرض السورية ساحة مفتوحة لمزيد من التمدد.
اقرأ أيضا
بعد طلب دمشق.. أول تعليق رسمي من روسيا على تسليم الأسد- ماذا قالت؟