متحف في امستردام يعرض لوحات جديدة من بورتريهات الفيوم
استعرض متحف “ألارد بيرسون” بمدينة أمستردام في هولندا مجموعة كبيرة من اللوحات الجنائزية المعروفة عالميًا باسم “بورتريهات الفيوم” لأول مرة بعد أن استعارها المتحف من مخازن متحفي “اللوفر” و”J.Paul Getty”.
بورتريهات الفيوم هي لوحات جنائزية تم اكتشافها في مقبرة بمنطقة الفيوم في مصر حيث تم العثور عليها عليها على التوابيت التي تحمل الجثث المحنطة لتتعرف عليها روحها بعد عودتها مرة أخرى وتعود تلك اللوحات إلى عام 30 ميلاديًا
وتُعد بورتريهات الفيوم من فريدة من نوعها لعدة أسباب أولها هو العصر التي تم إنتاجها به فمُعظم الأعمال الفنية التي وصلت إلينا من العصور القديمة وصلت إلينا في شكل تماثيل وأثار وليس لوحات فنية وحتى اللوحات المرسومة التي وصلت إلينا من عصر المصريين القدماء لم تكن بتلك الواقعية والحرفية التي صُنعت بها لوحات الفيوم الكلاسيكية التي تحمل تفاصيل رائعة وتعطي لنا انطباعًا عن كيف عاش المصريون في هذا الوقت.
وتُظهر بورتريهات الفيوم مظهرًا غاية في الندر حيث تجمع اللوحات ملامح المصريين بالثقافة الهلنستية التي عرفتها مصر في عهد الفراعنة البطالمة.
فنرى في اللوحات سيدات بملامح مصرية نراها حولنا اليوم في كل مكان لكن بملابس وتسريحات شعر وإكسسوارات بطلمية
ونرى الشباب اليافع ذو الملامح المصرية الحادة بذقن طويلة وهو ما لم يكن معهودًا بمصر القديمة حيث اعتبر المصري أن الذقن رجس وكان يتخلص فورًا منها لكن في هذا العصر كان يمتثل للموضة اليونانية والتي تمثلت في الذقن الطويلة المشذبة.
كما تدل اللوحات أيضًا على براعة ومهارة المصري القديم في الرسم نظرًا لأنه لا يمكنك إجراء تعديلات بعد الانتهاء منها
ولكن على الرغم من أن الصور تبدو وكأنها واقعية، إلا أن مسألة ما إذا كانت حقيقية للحياة تظل محل نقاش حيث من الصعب الحكم على المدى الذي تعكس به اللوحات الشكل الحقيقي لهؤلاء الأشخاص , على سبيل المثال، إذا كانوا يمتلكون المجوهرات التي نراها في الصور ,فمن الممكن أن يكون الناس في اللوحات أكثر ثراءً قليلاً مما كانوا عليه في الواقع.