ليست أمريكا.. دولة تبدأ إنتاج أقوى الصواريخ الباليستية بمدى يصل لـ4000 كم

في خطوة قد تُعيد تشكيل التوازنات العسكرية في أوروبا وآسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بدء الإنتاج الكمِّي لصاروخ “أوريشنيك” الباليستي متوسط المدى.
وقال بوتين: “بدأ الإنتاج على نطاق واسع لهذا النظام الصاروخي الحديث، الذي أثبت فاعليته في ظروف القتال”.
ويُعد هذا الإعلان من أوضح المؤشرات على التوسع الروسي في تطوير قدرات هجومية متوسطة المدى، وسط استمرار الصراع في أوكرانيا وتصاعد التوتر مع الغرب.
ورغم أن أمريكا هي الدولة المشهورة بالصواريخ الباليستية، فإنَّ هذا الصاروخ ذا المدى البعيد يتم إنتاجه في المعسكر الشرقي في روسيا، وسط سباق تسلح خفي بين المعسكرين الغربي والشرقي.
روسيا تنتج صاروخ “أوريشنيك” .. قدرات فائقة بمواصفات استراتيجية
صُمّم صاروخ “أوريشنيك” ليملأ الفجوة بين صواريخ “إسكندر-إم” قصيرة المدى (500 كم) والصواريخ العابرة للقارات مثل “سارمات”.
ويُقدّر مدى الصاروخ الجديد بـ4000 كيلومتر، وهو قادر على حمل رؤوس حربية متعددة قابلة لإعادة التوجيه بشكل مستقل (MIRV)، بما في ذلك مركبات فرط صوتية، سواء برؤوس نووية أو تقليدية.
ويمثل هذا المزيج من المدى والدقة والقدرة على اختراق الدفاعات تحديًا كبيرًا للأنظمة الغربية، خصوصًا أن الصاروخ قادر نظريًا على استهداف منشآت حيوية في عمق أوروبا، مثل القواعد الأمريكية في غوام أو الأراضي البريطانية.
الظهور القتالي الأول يثير القلق الغربي
ظهر صاروخ “أوريشنيك” للمرة الأولى في ساحة المعركة في 21 نوفمبر 2024، حين استخدمته روسيا لضرب أهداف أوكرانية. ولم يكن معروفًا دوليًا قبل ذلك التاريخ، ما أثار صدمة لدى أجهزة الاستخبارات الغربية.
لاحقًا، صرّح السفير الروسي في لندن بأن ظهور هذه المنظومة أثّر على حسابات الحكومة البريطانية تجاه دعم أوكرانيا، وفرض “مزيدًا من الحذر” بشأن الهجمات العميقة على الأراضي الروسية.
دعم بيلاروسي وتوسع في الانتشار
ضمن استراتيجية توسيع نشر الصواريخ، أكدت موسكو أن صواريخ “أوريشنيك” ستُسلّم أيضًا إلى بيلاروسيا.
ووفق اتفاق تقاسم الأسلحة النووية بين البلدين، ستخضع الصواريخ التقليدية لسيطرة بيلاروسيا، بينما تظل الرؤوس النوووية في المرحلة النهائية تحت إشراف روسي مباشر.
ومن المتوقع نشر هذه المنظومات في بيلاروسيا قبل نهاية 2025، مع استعدادات لزيادة التوزيع إلى الخطوط الأمامية خلال الأشهر القادمة.
الطاقة الإنتاجية والإشكالات الصناعية
وفق تقييم صادر عن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يُمكن لروسيا إنتاج 25 صاروخًا من طراز “أوريشنيك” شهريًا، ما يعادل 300 صاروخ سنويًا.
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول تأثير هذا التسريع على إنتاج روسيا من الصواريخ العابرة للقارات، التي تتشارك مع “أوريشنيك” مكونات صناعية أساسية.
كما لم يتضح بعد ما إذا كانت بيلاروسيا ستقوم بتصنيع مركبات الإطلاق محليًا بالكامل، أم أن هذا سيقتصر على المركبات التي تستخدمها قواتها فقط.
اقرأ أيضًا: الصين تراقب الحرب على إيران| سفن تجسُّس تابعة لبكين ترصد الضربة الأمريكية على طهران من الخليج العربي