ليست الأجواء الباردة.. الزراعة تحذر من خطر شديد على محصول القمح

القمح هو المحصول الرئيسي في مصر، وهو صاحب النصيب الأكبر من المساحات المزروعة بين كل المحاصيل في مختلف المحافظات، وذلك يرجع إلى أن مصر من أكبر دول العالم في استهلاك المحصول، بالإضافة إلي أنها أيضًا من أكبر مستوردي القمح في العالم.

ووصلت المساحة المزروعة من القمح خلال العام الماضي إلي حوالي ثلاثة ملايين فدان بإنتاجية تجاوزت 10 ملايين طن، كما تسعى وزارة الزراعة كل عام إلى زيادة المساحات المزروعة من المحصول لزيادة الإنتاج المحلي، وتقليل معدلات الاستيراد وبالتالي توفير المزيد من العملة الصعبة لقطاعات أخرى.

تحذير شديد اللهجة لمزارعي القمح

وحذر تقرير صادر عن قسم بحوث القمح بمعهد المحاصيل الحقلية، من أن الأجواء الباردة في الوقت الحالي هي الأنسب لنمو وازدهار محصول القمح، لكنها في الوقت نفسه تتسبب في ظهور العديد من الحشرات التي تسبب مخاطر كبيرة على المحصول وإنتاجيته، وأكد على ضرورة تطبيق معاملات المكافحة الموصى بها ضد الآفات التي تنتشر في مثل هذا التوقيت من العام مثل حشرة المن، ودودة الحشد الخريفية والتي قد تقلص حدود الإنتاجية المتوقعة.

اقرأ أيضًا: كيف تخطط مصر لزيادة مساحات القمح؟ الزراعة تكشف تفاصيل «الخطة 2027»

وأكد التقرير أن عدم تطبيق إجراءات المكافحة الموصى بها تجاه تلك الحشرات قبل تفاقم درجة الإصابة يسبب العديد من المشاكل المحصول، وقال التقرير إنه يجب البدء فورًا في إجراءات المكافحة فور اكتشاف 30 إلى 40 حشرة في حالة المن، شريطة استخدام المبيدات المتخصصة الموصى بها، أو الماء المخلوط بالصابون.

مكافحة الحشائش لتقليل معدلات الإصابة

من جانبها قالت الدكتورة هدى الغرباوي رئيس بحوث بقسم بحوث القمح بمعهد المحاصيل الحقلية، إن القمح ينمو بشدة في الأجواء الباردة، ونفس الأمر ينطبق على الأعداء الطبيعية لهذا المحصول الاستراتيجي المهم وفي مقدمتها الحشائش، وبالتالي يجب توفير كافة السبل اللازمة ليحصل النبات على الغذاء دون مشاركة أعدائه الطبيعية وفي مقدمتها الحشائش.

اقرأ أيضًا: للحصول على أعلى إنتاجية.. تقييم سلالات جديدة من القمح لبدء زراعتها السنوات المقبلة

وأضافت أن مكافحة هذه الأعداء الطبيعية يجب أن تتم في وجود مياه الري، وخاصة قبل تنفيذ رية المحاياة، والتي يستتبعها مكافحة الحشائش الرفيعة، وأشارت إلى أهمية وجود المياه في التربة قبل تنفيذ إجراءات مكافحة الحشائش الرفيعة أو العريضة لأنها تسمح بنفاذ المبيدات والمركبات الكيميائية المتخصصة لمسام هذه الآفات، بما يضاعف من درجة الإبادة المأمولة.

الحماية من إصابة القمح بالصدأ

وأكدت ضرورة اتباع الإجراءات والتوصيات الواجب اتباعها للحيلولة دون إصابة محصول القمح ببعض الأمراض، وفي مقدمتها أصداء القمح، موضحًا أن الالتزام بها وبتطبيقها، يقلص احتمالات الإصابة، ويعزز قدرة المزارع على تحقيق أفضل معدلات الإنتاجية والربحية الاقتصادية المأمولة.

اقرأ أيضًا: أهم محصول مصري.. كيف يتم حماية القمح من الطقس البارد؟

وأشارت إلى أن اختيار الصنف المقاوم يمثل أبرز ركائز خطة مكافحة الإصابة بـ”أصداء القمح”، وأضافت أنه يتم عقد اجتماعات متواصلة مع منتجي التقاوي، للتوقيع على السياسة الصنفية المعتمدة التي يتوجب مراعاتها، والتي تتماشى مع الظروف البيئية السائدة في كل نطاق جغرافي داخل الجمهورية، بما يعزز قدرة هذه الأصناف على تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية.

استنباط أصناف جديدة من التقاوي

من جانبه أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أنه يتم خلال الفترة الحالية العمل على استنباط أصناف جديدة من التقاوى والبذور للمحاصيل الاستيراتيجية عالية الجودة والإنتاجية ومقاومة للتغيرات المناخية وتسهم في ترشيد المياه، مؤكدًا على دعم القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي لكل الأبحاث العلمية التطبيقية الجادة التي تسهم في خدمة المجتمع وتحقيق الأمن الغذائي.

اقرأ أيضًا: جهاز مستقبل مصر يؤمن احتياجات الدولة من القمح حتى يونيو المقبل

وقال وزير الزراعة: نسعى إلى زيادة متوسط إنتاجية الفدان من 22 إردبًا إلى 25 إردبًا الأمر الذي يوفر كثيرًا من تكاليف استصلاح الاراضي الصحراوية الباهظة، ووجه الوزير بزيادة الحقول الإرشادية للمزارعين على مستوى الجمهورية في كافة المحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح باعتباره أحد أهم محاور الأمن الغذائي

بينما قال د. علاء خليل مدير معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية إنه خلال السنوات العشر الماضية انتشرت الأصناف الحديثة والزراعة على مصاطب مما أدى إلى ترشيد استهلاك المياه وتوفير كبير فى كميات التقاوى المستخدمة فى الزراعة الأمر الذي انعكس ذلك على زيادة المساحة المزروعة لتصل إلى أكثر من 3 ملايين فدان بإنتاجية تصل إلى 10 ملايين طن مما يُسهم فى تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

زر الذهاب إلى الأعلى