ليست السعودية .. دولة إسلامية تبدأ إنتاج أول صاروخ فرط صوتي بسرعة 5 ماخ

كشفت تركيا عبر شركتها المحلية “روكيتسان” عن أول صاروخ فرط صوتي من إنتاج محلي بالكامل، في خطوة نوعية تُعدّ نقلة كبرى في مسيرة الصناعات الدفاعية الوطنية.
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة السابعة عشرة من معرض الصناعات الدفاعية الدولي “آيدف 2025″، الذي انتهى في 27 يوليو الماضي في إسطنبول بمشاركة دولية واسعة تمثلت في أكثر من 40 وفداً رسمياً من مختلف أنحاء العالم.
تركيا تُنتج صاروخ “تايفون بلوك-4”.. خصائص تقنية متفوقة
الصاروخ الجديد، الذي أطلق عليه اسم “تايفون بلوك-4” (Typhoon Block-4)، يأتي بطول يبلغ 10 أمتار ووزن يقارب 7200 كيلوجرام.
ويتميّز بقدرته على بلوغ سرعات تتجاوز 5 ماخ – أي ما يعادل أكثر من 6000 كيلومتر في الساعة – ومدى عملياتي يصل إلى 800 كيلومتر، ما يجعله من بين أقوى الصواريخ الفرط صوتية الموجودة حالياً على الساحة العالمية.
وبهذه القدرات، يكتسب الصاروخ قدرة عالية على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، وهو ما يضعه في خانة الصواريخ الاستراتيجية ذات الطابع الردعي، القادرة على تنفيذ ضربات دقيقة وعميقة ضد أهداف عالية القيمة، حتى في ظل أقسى بيئات الحرب الإلكترونية والدفاعية.
تأكيد على الاكتفاء الذاتي وتعزيز الردع
وخلال مراسم الكشف عن الصاروخ، صرح المدير العام لشركة “روكيتسان”، مراد أكينجي، بأن “تايفون بلوك-4” يُجسّد مرحلة متقدمة في سعي تركيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تكنولوجيا الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، مؤكداً أن هذه القفزة التكنولوجية تضع تركيا في موقع متقدم ضمن نادي الدول المالكة لهذه المنظومات المعقدة.

وأضاف أكينجي أن السرعة الخارقة للصاروخ تُعد من أبرز عناصر قوته، حيث تمنحه القدرة على تقليص وقت رد الفعل بالنسبة للعدو، مما يعزز من فعاليته كوسيلة ردع متقدمة في ميادين المعارك المستقبلية.
ورغم تحفظه على كشف المدى الفعلي للصاروخ، إلا أن الإشارات التقنية تؤكد أنه صُمم ليخدم أهدافًا استراتيجية تتجاوز النطاقات التكتيكية التقليدية.
الجيش التركي يتأهب لدمج “تايفون” ضمن منظومته القتالية
من جهته، صرّح قائد القوات البرية التركية، سلجوق بيرقدار أوغلو، بأن أنظمة متقدمة من طراز “تايفون بلوك-4” ستكون جزءًا أساسيًا من البنية القتالية للجيش التركي، مشيراً إلى أن عمليات دمج الصاروخ ضمن القوات المسلحة ستبدأ قبل نهاية العام الجاري.
واعتبر بيرقدار أوغلو أن هذه المنظومة الجديدة تشكل تحولاً مفصليًا في العقيدة الدفاعية التركية، حيث توفر القدرة على الردع بعيد المدى والضرب الدقيق من خارج مدى التغطية التقليدية للعدو، وهو ما يمنح الجيش مرونة عملياتية فائقة في ساحات المعركة الحديثة.
منظومة تسليحية متكاملة.. من الجو إلى الأرض
إلى جانب صاروخ “تايفون”، استعرضت “روكيتسان” مجموعة متقدمة من الأنظمة القتالية، أبرزها صاروخ “غوك بورا” (Gökbora): صاروخ جو-جو بعيد المدى مزوّد بمحرك نفاث، قادر على إصابة أهداف تتجاوز 160 كيلومتراً، ويتميّز بإمكانية الاشتباك خارج مدى الرؤية.
وكذلك الذخيرة الانتحارية “أرن” (AREN): ذخيرة متسكعة (loitering munition) يبلغ مداها 100 كيلومتر، تُستخدم لضرب أهداف ديناميكية ذات أولوية عالية بدقة متناهية.
بالإضافة إلى صاروخ جو-أرض “R-300”: يمتاز بمدى يتجاوز 500 كيلومتر، وقدرات على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية في العمق، ما يعزز من قدرات الضربات بعيدة المدى للقوات الجوية.
آيدف 2025: منصة للعرض والتصدير وفتح آفاق جديدة
ويُعد معرض “آيدف 2025″، منصة محورية لعرض أحدث الابتكارات في مجالات الدفاع والفضاء، حيث يشارك فيه أكثر من 400 شركة عالمية تمثل 44 دولة، إضافة إلى حضور وزراء دفاع وقادة جيوش من 33 دولة، ما يعكس تنامي الثقل الدولي للصناعات الدفاعية التركية.
وقدّمت “روكيتسان” خلال المعرض أكثر من 60 منظومة قتالية متنوعة، ما يكرّس مكانتها كلاعب رئيسي في سوق السلاح العالمية، ويعزز من فرص تصدير الصواريخ والتقنيات التركية إلى حلفاء وشركاء استراتيجيين في مناطق مختلفة من العالم.
اقرأ أيضاً.. سافروق.. دولة عربية تنتج طائرة مسيرة انتحـ.ـارية هجومية بسرعة 200 كم| ليست السعودية