ليلة رعب في فرنسا.. مهرجان موسيقي يتحول إلى مسرح لهجمات وخز بالإبر تستهدف النساء

شهد مهرجان “عيد الموسيقى” الفرنسي السنوي، الذي أُقيم في 21 يونيو 2025، حالة من الفوضى بعد أن أبلغ 145 شخصًا في أنحاء فرنسا عن تعرضهم لوخز بإبر حقن خلال فعاليات المهرجان المنتشرة في جميع المدن، خصوصًا في باريس التي استقبلت “حشودًا غير مسبوقة”.
ووفقًا لصحيفة “ذا جارديان”، دفع ارتفاع هذه الاعتداءات المُقلِق، والتي استهدفت بالدرجة الأولى النساء والفتيات القاصرات، وزارة الداخلية وأجهزة الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مؤكدين أنهم يتعاملون مع الحوادث “بجدية قصوى”.
الشرطة تعتقل مشتبها بهم في ظل تحقيقات جارية
وبحسب مصادر أمنية، فقد اعتقلت الشرطة الفرنسية 12 مشتبها بهم في مدن متعددة، أبرزها أنجوليم وميتز، حيث تم ضبط أربعة مشتبه بهم في أنجوليم يشتبه في استهدافهم نحو 50 ضحية، ورجلين في ميتز أُلقي القبض عليهما بعد ضبط أحدهما بحوزته حقنة، بينما تعرّفت ضحية على الآخر.
وأكد مكتب المدعي العام المحلي أن الضحايا كانوا في الغالب قاصرين، وأن أحد المشتَبه بهم معروف بجرائم عنف سابقة.
وفي باريس، أفادت الشرطة بوقوع 13 حادثة حقن، ونقل 3 أشخاص بينهم فتاة تبلغ 15 عاما للمستشفى.
وأوضحت وزارة الداخلية أن بعض الضحايا خضعوا لاختبارات سمية لمعرفة ما إذا تم استخدام مخدرات اغتصاب مثل روهيبنول أو جي إتش بي، وهي مواد تسبب فقدان الوعي والارتباك أو تشويش الإدراك، مما يجعل الضحايا عرضة للاعتداءات.
تحذيرات على مواقع التواصل الاجتماعي ومخاوف تتعلق بالسلامة العامة
وقبل انطلاق المهرجان، حذرت الناشطة النسوية المؤثرة “أبريج سوور” من دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تشجع على استهداف النساء بحقن الإبر خلال الفعاليات.
وقد أدان لوران نونيز، قائد شرطة باريس، هذه الدعوات ووصفها بأنها “سخيفة للغاية” مؤكدا خطورة الحوادث التي وقعت، والتي اعتبرها “حادثا بالغ الخطورة”.
بدوره، صرّح عمدة مدينة ميتز فرانسوا جروسديدييه، علنا بأن 17 فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و20 عاما وقعن ضحايا لتلك الاعتداءات، مشيرا إلى تعاون جهات المراقبة والشرطة المحلية في تحديد هوية المعتدين والقبض عليهم، ومؤكدا دور التكنولوجيا الحديثة في ملاحقة الجناة.
العنف في المهرجانات وتحديات إنفاذ القانون
لم تقتصر الاضطرابات على حوادث الحقن فحسب، بل شهد المهرجان أيضا اضطرابات واسعة النطاق، حيث أُعتقل أكثر من 370 شخصا في فرنسا بسبب مخالفات مختلفة، من ضمنها 90 في باريس وحدها.
وتعرض 14 من المشاركين لإصابات خطيرة، بينهم فتاة تبلغ 17 عاما وُجدت مصابة بطعنات في البطن. كما أصيب 13 من رجال الشرطة أثناء تأدية مهامهم في تأمين الفعاليات.
السياق التاريخي والتهديدات المتكررة
لا تُعد هذه الحوادث الأولى من نوعها في فرنسا، إذ شهد يونيو 2022 موجة مماثلة من هجمات الحقن في النوادي الليلية والحفلات، حيث بلغ عدد البلاغات أكثر من 400، واستهدفت في الغالب الشابات. وفي ذلك الحين، دعت وزارة الداخلية إلى الحذر الشديد وضرورة الإبلاغ السريع والخضوع لاختبارات السموم.
وتجدر الإشارة إلى أن دولا أخرى عانت من ظاهرة مماثلة؛ ففي إسبانيا أبلغ عن 60 حالة في أماكن الحياة الليلية عام 2022، فيما أصدر البرلمان البريطاني تقريرا مفصلا حول حوادث الحقن في 2022، متابعا تحذيرات مماثلة صدرت في 2021.
اقرأ أيضًا: انهيار هدنة ترامب.. دماء المستوطنين تسيل إثر هجوم صاروخي إيراني جنوب إسرائيل وطهران تتأهب للأسوأ
دعوات لزيادة اليقظة
يرى الخبراء والمسؤولون أن تكرار هذه الهجمات يُبرز ثغرات واضحة في تدابير السلامة العامة خلال الفعاليات الجماهيرية، لا سيما تلك التي تستهدف الفئات الشابة والنساء.
ويشددون على أهمية التعاون المتواصل بين قوات الأمن، منظمي الفعاليات، ومنصات التواصل الاجتماعي لضمان حماية الجمهور وتعزيز الوعي الوقائي.