مأساة أم.. طبيبة فلسطينية تستقبل جثامين 9 من أبنائها خلال عملها في غزة

وصلت آلاء النجار، طبيبة الأطفال العاملة في مستشفى التحرير بمجمّع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، إلى دوامها صباحاً كعادتها، لم تكن تعلم أن هذا اليوم سيحوّل حياتها إلى مأساة لا توصف، حين عادت جثامين تسعة من أطفالها محمولة إلى ذات المستشفى الذي تعمل فيه.

بعد دقائق من مغادرتها المنزل، عاد زوجها، الطبيب حمدي النجار، أدراجه إلى البيت في خان يونس، قبل أن تستهدفه غارة جوية إسرائيلية مفاجئة، أسفر القصف عن استشهاد تسعة من الأطفال، فيما نجا الطفل العاشر مصاباً بجروح، وأُصيب الأب إصابة حرجة نُقل على إثرها إلى العناية المركزة.

صدمة في المجمع الطبي بعد وصول جثامين أطفال طبيبة غزة

في لحظة واحدة، تحوّل المستشفى إلى مسرح مأساوي. استقبلت آلاء جثامين فلذات كبدها الواحد تلو الآخر، وهي ترتدي معطفها الأبيض الذي لطالما احتضن صرخات الأطفال المرضى، لكنه اليوم لم يستطع احتواء دموعها وهي تودّع أبناءها.

وقال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، في تصريح رسمي:”هذا ما تعيشه كوادرنا الطبية في القطاع. لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام باستهداف العائلات بشكل متعمّد”.

ارتفاع حصيلة الشهداء الأطفال

بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد الشهداء من الأطفال حتى الآن 16,503، في حصيلة تعكس حجم الاستهداف المباشر والمتواصل للمدنيين، لا سيما الفئات الأضعف، من قبل قوات الاحتلال منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر  2023.

أفادت مصادر طبية بأن 54 شهيداً ارتقوا في الساعات الأخيرة نتيجة الغارات الإسرائيلية، بينهم عشرات الأطفال والنساء. واستهدف القصف مناطق متفرقة، من بينها خان يونس ودير البلح ومخيم النصيرات، وسط استمرار الإنذارات بالإخلاء القسري للأحياء السكنية في شمال القطاع.

دعوات لوقف استهداف المستشفيات

ودعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف استهداف المستشفيات، بعد تعرض مستشفى العودة في تل الزعتر للقصف المباشر، الذي أشعل النيران في مخزن الأدوية ومنع فرق الدفاع المدني من الوصول لإطفائه.

رغم الكارثة الإنسانية، لم تُفتح المعابر بشكل كامل، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن دخول 90 شاحنة مساعدات، في أول قافلة منظمة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهو رقم لا يلبي أدنى متطلبات السكان المنكوبين.

طبيبة غزة رمز لصمود الأمهات تحت القصف

قصة آلاء النجار، طبيبة غزة، ليست استثناءً، بل صورة موجعة لواقع آلاف الأمهات اللواتي يعشن تحت الحصار والنار. لم تكن فقط أمًّا، بل طبيبةً، وزوجةً، وإنسانةً فُجعت بجريمة مركّبة لم تستثنِ أي شيء تحبّه. قصتها تلخص وجع وطنٍ ينزف، ويواصل المقاومة بالحياة رغم كل شيء.

اقرأ أيضا

يراها حربًا أبدية.. كيف يؤثر تعيين رئيس الشاباك الجديد على مستقبل الوضع في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى