ماذا لو اندلعت حرب عسكرية بين الصين والولايات المتحدة.. من ينتصر؟

في ظل التصعيد المتواصل وسباق التسلح بين أقوى دول العالم، تظهر التساؤلات على الساحة عما إذا قامت حرب عسكرية بين الصين والولايات المتحدة مع تحييد القوة النووية لكل دولة واحتمالات اندلاع مواجهة عسكرية بين التنين الشرقي والنسر الغربي .. وهما القوتان الأكبر على الساحة الدولية.

ومع تزايد الإنفاق العسكري وتحديث المنظومات القتالية لدى الطرفين، تعود المقارنة بين الجيشين الأمريكي والصيني إلى الواجهة، في مشهد يعكس سباق تسلح حقيقي يضع العالم على حافة صراع قد يُغيّر شكل النظام الدولي لعقود قادمة.

من ينتصر في الحرب .. أمريكا أم الصين؟

فمن يتفوق؟ ومن يملك الكلمة العليا إذا ما اندلع النزاع؟ الإجابة تكمن في تحليل عسكري شامل لموازين القوة بين القوتين العظميين.

التفوق المالي .. أمريكا تموّل السيطرة العالمية

تمتلك الولايات المتحدة اليد العليا عندما يتعلق الأمر بميزانية الدفاع، بإنفاق يبلغ 886 مليار دولار في عام 2025، تموّل واشنطن تحديث ترسانتها النووية، وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، والطائرات الشبحية، والأنظمة الكهرومغناطيسية.

هذا الحجم الضخم من التمويل يعكس استراتيجية توسعية عالمية قادرة على خوض صراعات متعددة الجبهات.

في المقابل، خصصت الصين نحو 225 مليار دولار للدفاع، وهي ثاني أعلى ميزانية عالميًا، لكنها لا تزال أقل من ربع ما تنفقه أمريكا، ما يُبرز محدودية قدرة بكين على خوض حرب شاملة خارج نطاقها الإقليمي حتى الآن.

حرب عسكرية بين الصين والولايات المتحدة.. الصين تهيمن بقوة بشرية هائلة

عدد السكان يمثل ميزة استراتيجية واضحة للصين، التي يبلغ تعدادها 1.4 مليار نسمة، مقابل نحو 341 مليون نسمة في الولايات المتحدة. هذا الفارق العددي ينعكس مباشرة في حجم الجيش الصيني، الذي يُعد الأكبر في العالم بنحو 764 ألف جندي نشط و510 آلاف من الاحتياط.

ورغم امتلاك أمريكا قوة أقل عدديًا من الجنود النظاميين (150 ألفًا فقط)، إلا أنها تُعوّل على الاحترافية، التقنية، والكفاءة القتالية العالية، مستفيدة من منظومة دعم لوجستي عالمية غير مسبوقة.

سلاح الجو .. أمريكا تحتفظ بالتفوق النوعي

يُعد التفوق الجوي أحد أبرز ركائز الهيمنة العسكرية الأمريكية. مع أكثر من 13 ألف طائرة عسكرية، منها ما يقرب من 1800 مقاتلة، تبرز طائرات مثل F-22 رابتور وF-35 لايتنينغ II باعتبارها رأس الحربة في أي مواجهة محتملة، خاصة بقدراتها الشبحية والقتال الشبكي بعيد المدى.

رافال بديلة عن F-35
مقاتلات أمريكية طراز F-35 .. رمز التفوق الجوي

الصين تحاول اللحاق بالولايات المتحدة

في المقابل، تملك الصين نحو 3300 طائرة عسكرية، تتنوع بين الجيل الرابع والخامس، مثل J-20 الشبحية وJ-16 وJ-10C.

ورغم التقدم الواضح في التصميم والتصنيع، لا تزال القدرات الصينية متأخرة تقنيًا، خصوصًا في مجال محركات الطائرات وأنظمة القتال المترابطة.

المروحيات الهجومية .. تفوق أمريكي كاسح

تُظهر مقارنة المروحيات الهجومية استمرار الهيمنة الأمريكية، حيث تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 1000 مروحية قتالية، في مقدمتها AH-64 Apache التي أثبتت جدارتها في مختلف النزاعات.

أما الصين فتكتفي بنحو 280 مروحية هجومية، أبرزها Z-10، التي رغم حداثتها تبقى محدودة في القدرات مقارنة بالأباتشي أو تايغر الأوروبية.

الدروع الثقيلة .. الصين تتفوق على أمريكا

تمتلك الصين أكبر أسطول دبابات في العالم (نحو 6800 دبابة)، تتقدمها Type 99A وZTZ-99 ذات التصميم المحلي والتقنيات المتطورة في التسديد والحماية.

دبابة ZTZ-99 الصينية

ومع ذلك، فإن الدبابة الأمريكية M1A2 Abrams SEPv3، رغم قلة عددها (نحو 4600)، تُعد من بين الأقوى عالميًا من حيث الحماية الإلكترونية، التوجيه، والدروع التفاعلية.

بمعنى آخر، تفضل الصين الكثافة العددية، فيما تركز أمريكا على الفعالية النارية والتكامل التكنولوجي.

البحر قوة الصين الصاعدة .. لكن أمريكا لا تزال الحَكَم

الصين تملك أكبر عدد من القطع البحرية حول العالم (754 قطعة)، بما يشمل المدمرات، الفرقاطات، والكورفيتات.

في المقابل، تضم البحرية الأمريكية 440 قطعة فقط، لكنها تتفوق من حيث النوع والقدرة على الانتشار العالمي السريع.

ورغم العدد الكبير للكورفيتات الصينية، تظل هذه السفن محدودة الفعالية في المياه العميقة أو في الحروب طويلة الأمد، في مقابل حاملات الطائرات الأمريكية التي تجوب المحيطات وتفرض الهيمنة البحرية المطلقة.

ولكن إذا ما قامت الحرب على الأرض الصينية فإنها ستكون لها الغلبة بالتأكيد.

حاملات الطائرات .. لا مقارنة

تُعد حاملات الطائرات رمز القوة الأمريكية بامتياز. تمتلك الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات نووية، إلى جانب 9 حاملات مروحيات هجومية، وهي قوة لا تضاهيها أي دولة أخرى.

USS-NIMITZ حاملة الطائرات نيميتز
حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتز”

في المقابل، لا تمتلك الصين سوى 3 حاملات طائرات، أبرزها “فوجيان” التي دخلت الخدمة التجريبية مؤخرًا. وعلى الرغم من التقدم الصيني في هذا المجال، فإنها لا تزال تفتقر للخبرة التشغيلية، ولأنظمة إطلاق متقدمة على مستوى نظيراتها الأمريكية.

تحت الأمواج.. أمريكا تتفوق صامتًا

الغواصات النووية تمثل ركيزة الردع الاستراتيجي. تمتلك أمريكا نحو 70 غواصة، بينها غواصات هجومية من فئة Virginia، وأخرى استراتيجية تطلق صواريخ باليستية من فئة Ohio.

الصين تملك 61 غواصة، بعضها نووي من طراز Jin-class، لكنها لا ترقى من حيث نظم التخفي والقدرة على البقاء تحت الماء لفترات طويلة.

الحرب المقبلة.. لمن الكلمة الأخيرة؟

رغم القفزات النوعية التي تحققها الصين في مجالات الطائرات بدون طيار، الدفاعات الجوية، والصواريخ الباليستية، تبقى الولايات المتحدة متقدمة بفارق مريح من حيث الجاهزية الشاملة، البنية التحتية العسكرية العالمية، والتقنيات القتالية الحديثة.

لكن الصين لا تلعب لعبة الأرقام فقط، بل تسعى لتغيير قواعد الاشتباك بالتكتيك، والإنتاج السريع، والقدرات السيبرانية.

وفي حال اندلاع مواجهة مباشرة، قد تستطيع الصين إحداث صدمة إقليمية سريعة، لكنها لن تستطيع الحفاظ على التفوق أمام قوة نيرانية أمريكية تتوزع على خمس قارات، وتمتلك أقمارًا صناعية، حلفاء عسكريين، وتفوقًا استخباراتيًا هائلًا.

التفوق لا يزال أمريكيًا.. لكن الخطر قادم من الشرق

حتى اللحظة، تبقى كفة القوة تميل لصالح الولايات المتحدة، لكن بكين لم تقل كلمتها الأخيرة بعد. وإذا استمرت الصين بهذا النسق المتسارع من التطوير والابتكار العسكري، فإن النظام العالمي كما نعرفه قد يواجه إعادة تشكيل كبرى خلال العقد القادم.

اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية تتفوق على عدوها اللدود براجمة صواريخ من إنتاجها.. مداها يصل لـ400 كم

زر الذهاب إلى الأعلى