ماركو روبيو يصل السعودية.. ماذا في جعبة وزير خارجية ترامب وأهدافه من زيارة المملكة؟

وصل وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى السعودية قادماً من إسرائيل، في زيارة تحمل أبعاداً سياسية معقدة، تتعلق بتطورات الحرب في غزة ومستقبلها، إضافة إلى ترتيبات دبلوماسية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

ماركو روبيو وإنهاء دور حماس

تأتي زيارة روبيو إلى الرياض بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، حيث كرر الموقف الأمريكي المتشدد تجاه حركة حماس، مؤكداً أن “لا مستقبل للحركة لا كقوة عسكرية ولا كحكومة تدير قطاع غزة”.

وبحسب تقارير فإن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تروج لخطة تقول إنها “جريئة”، وتهدف إلى إعادة إعمار غزة، لكنها تتضمن مقترحات مثيرة للجدل، أبرزها نقل سكان القطاع إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو أمر قوبل برفض عربي قاطع، واعتُبر محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب حقوق الفلسطينيين.

ويبدو أن زيارة روبيو تهدف إلى إقناع السعودية بلعب دور أكبر في هذا الملف، إما من خلال دعم رؤية واشنطن لمستقبل القطاع، أو على الأقل المساعدة في تهيئة الأجواء السياسية بين الأطراف المعنية.

ماركو وروبيو ودور السعودية في مفاوضات بوتين وترامب

الملف الفلسطيني ليس الوحيد على طاولة الوزير الأمريكي، إذ تأتي زيارته أيضاً بعد مكالمة هاتفية مطولة جمعت ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم الاتفاق على بدء مفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن الرياض قد تكون المكان المقترح لاستضافة لقاء بين مسؤولين أمريكيين وروس، وهو تطور يحمل أبعاداً استراتيجية، إذ يبدو أن واشنطن تراهن على دور سعودي كوسيط دولي، خاصة أن المملكة كانت طرفاً رئيسياً في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن قبل أيام.

لكن هذا الدور قد يضع السعودية في موقف حساس، خاصة أن الأوروبيين وأوكرانيا يتخوفون من أن تؤدي أي مفاوضات أمريكية روسية إلى “صفقة سرية” قد تكون على حساب كييف.

المخاوف الأوروبية والرد السعودي

التحركات الأمريكية الأخيرة أثارت قلقاً أوروبياً واضحاً، حيث يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي اجتماعاً في باريس لبحث موقف موحد تجاه المبادرات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا.

أما السعودية، فمن المرجح أن تلتزم بموقفها التقليدي الداعي إلى حل سياسي متوازن للأزمة الأوكرانية، لكنها تدرك أيضاً أن إدارة ترامب تسعى لإعادة ترتيب الأوراق الدولية، سواء في الشرق الأوسط أو في الصراع مع روسيا.

هل ينجح روبيو في تحقيق أهدافه؟

تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة وزير الخارجية الأمريكي على تحقيق اختراق حقيقي في الملفات الشائكة التي يحملها إلى الرياض. هل ستتجاوب السعودية مع الضغوط الأمريكية بشأن غزة؟ هل ستوافق على لعب دور في التفاوض بين واشنطن وموسكو؟ أم أن موقفها سيكون أقرب إلى التريث، بانتظار ما ستؤول إليه المعادلات الدولية؟

الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات، لكن الأكيد أن زيارة روبيو إلى المملكة ليست مجرد جولة دبلوماسية عادية، بل خطوة ضمن تحركات أمريكية لإعادة رسم ملامح المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط والعالم.

اقرأ أيضا

وفد إسرائيلي في القاهرة.. شروط نتنياهو التعجيزية تجعل عودة حرب غزة مسألة وقت

زر الذهاب إلى الأعلى