مباحثات أمريكا وإيران.. لماذا في سلطنة عمان ؟

تعود سلطنة عمان إلى الواجهة من جديد، مع إعلان استضافتها جولة مرتقبة من المحادثات المباشرة بين إيران وأمريكا وسط تضارب في التصريحات بشأن طبيعة هذه اللقاءات.
تضارب حول طبيعة المباحثات بين أمريكا وإيران
بحسب تقارير فقد أثار الإعلان عن المحادثات المنتظرة جدلاً بين العاصمتين، فبينما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن اللقاءات ستكون مباشرة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنها ستُجرى بشكل غير مباشر في 12 أبريل الجاري في مسقط، وعلى مستوى دبلوماسي رفيع.
إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، سارعت لنفي الرواية الإيرانية، مؤكدة أن المباحثات ستكون مباشرة، وهو ما يعكس استمرار التوتر وغياب الثقة بين الطرفين، حتى في ما يتعلق بتوصيف شكل التفاوض.
وساطة عمان بين أمريكا وإيران
تتمتع سلطنة عمان بتاريخ طويل من الحياد السياسي والدبلوماسي، ما جعلها الخيار المفضل في الملفات الشائكة بين إيران والغرب، فبينما تتبنى العديد من الدول الخليجية مواقف حادة تجاه طهران، اختارت مسقط البقاء على مسافة واحدة من الجميع، دون أن تنخرط في تحالفات عدائية.
ولا تنتمي عمان إلى المحور السني التقليدي في المنطقة، إذ تتبع المذهب الإباضي، ما يجنّبها كثيرًا من الصراعات المذهبية، ويمنحها موقعًا فريدًا على الخارطة الدبلوماسية الإقليمية.
علاقات راسخة بين سلطنة عمان وطهران
منذ سنوات، تحافظ سلطنة عمان على علاقات قوية مع إيران، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. ولم تشارك في أي من الحملات الإقليمية التي استهدفت عزل طهران، بل أبقت تمثيلها الدبلوماسي في العاصمة الإيرانية على حاله، حتى في ذروة التوتر بين السعودية وإيران في 2016.
كما ساهمت في نقل الرسائل بين الطرفين الأمريكي والإيراني، واحتضنت في السابق المحادثات السرية التي سبقت توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
تجربة تفاوضية موثوقة
بحسب تقارير يُنظر إلى أجهزة الدولة العمانية، خصوصًا الاستخبارات والدبلوماسية، باعتبارها من بين الأكفأ والأكثر قدرة على الحفاظ على السرية وتوفير بيئة آمنة للحوار. ولم تتورط مسقط في صراعات عسكرية، ما يجعلها بيئة محايدة ومقبولة لدى جميع الفرقاء.
كما سبق أن لعبت دورًا في محادثات بين واشنطن والحوثيين، وسعت إلى التهدئة في ملفات إقليمية معقدة، مثل الأزمة السورية والخلاف السعودي الإيراني.
موقع جغرافي مثالي
يمثل الموقع الجغرافي لعمان عنصرًا مهمًا في اختيارها لاستضافة المحادثات. فهي قريبة من إيران ودول الخليج على السواء، ما يسهّل الحركة اللوجستية والدبلوماسية، ويمنحها أفضليات عملية لا تتوفر في دول أخرى.
وسيط اللحظات الحرجة
منذ أن أعادت السعودية وإيران تطبيع العلاقات في 2023، كثفت عمان من تحركاتها لتقريب وجهات النظر بين طهران وعواصم عربية أخرى. وقد نقل السلطان هيثم بن طارق رسائل بين القاهرة وطهران، في محاولات لإعادة العلاقات بين مصر وإيران.
ويبدو أن عُمان، التي لطالما نجحت في لعب دور الوسيط الهادئ، تعود اليوم إلى الواجهة، في لحظة حرجة من تطور الملف النووي الإيراني..فهل تنجح في ذلك ؟
اقرأ أيضا
عودة حسن روحاني.. ماذا قال رئيس إيران الأسبق عن المفاوضات بين طهران وواشنطن؟