مبادرة دولية جديدة حول ليبيا.. هل تُصلح الأمم المتحدة ما أفسده الساسة؟

منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أوائل 2011، تعيش ليبيا حالة من الفوضى السياسية، وسط صراعات وانقسامات بين شرق البلاد وغربها.

ويتواجد في ليبيا حاليا حكومتين، احداهما معترف بها دوليا مقرها في العاصمة طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى منافسة في الشرق وتحظى بدعم المشير، خليفة حفتر، فضلا عن مجلسين تشريعيين.

بجانب تعدد ولاءات الساسة الليبيين وموالاتهم للدول الإقليمية التي تعزز الانقسام لتحقيق مصلحتها على حساب مصلحة الشعب الليبي.

كما يتواجد في ليبيا مجلس رئاسي يتنازع السلطات مع رئيسي الحكومتين، فضلا عن وجود أذرع مسلحة وميليشيات موالية لكل جهة سياسية ما يجعل من اللجوء للسلاح هو الحل الأسهل لفرض الإرادة السياسية بالقوة.

اقرأ أيضًا: روسيا تسارع لتعزيز قواعدها في ليبيا بعد انهيار نظام الأسد

وعلى مدار أكثر من 10 سنوات شهدت البلاد الكثير من التدخلات الدولية والمبادرات الأممية في محاولة للم شمل القوى السياسية وبدء عملية سياسية جديدة تصل في النهاية لانتخاب رئيس جديد وبرلمان.

ومع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، انسحب الاهتمام الدولي عن الأزمة الليبية بشكل كبير، وهو ما أدخل البلاد في حالة من الجمود السياسي نتيجة توقف الضغوط الدولية على أطراف النزاع.

خطة جديدة لحل الأزمة

وفي محاولة جديدة لحل الأزمة، أعلنت الأمم المتحدة عن خطة جديدة لمساعدة ليبيا في تنظيم انتخابات وتوحيد الحكومتين المتنافستين في البلاد وإصلاح المؤسسات.

وذكرت المبعوثة الأممية إلى ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي، قدمت إلى الشعب الليبي خطة بعثة الأمم المتحدة من أجل مبادرة سياسية شاملة بين الليبيين.

وأضافت أن الخطة ستساعد البلاد على تخطي الجمود السياسي الحالي والمضي قدما نحو إجراء انتخابات وطنية وتجديد شرعية المؤسسات الليبية المنتهية الصلاحية.

حوار وطني برعاية أممية

ووفق خوري، فإن بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستنشئ لجنة استشارية للمساعدة في حل القضايا الانتخابية وتمهيد الطريق لانتخابات عامة.
وقالت خوري، إن ليبيا واجهت في السنوات الأخيرة رياحا اقتصادية معاكسة، فضلا عن التدخل الخارجي، من دون أن تنتقد دولا معينة.
وأكدت أن “ليبيا لديها القدرة على أن تصبح منارة استقرار وازدهار في منطقة البحر المتوسط وخارجها.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة ستسعى إلى الإشراف على حوار لتطوير “رؤية وطنية موحدة” لمستقبل البلاد.

ترحيب دولي واسع بالمبادرة الجديدة حول ليبيا

رحبت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة لدى ليبيا، بالإحاطة التي قدمتها القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، لمجلس الأمن الدولي، والتي حددت فيها النهج المقترح من جانب البعثة الأممية لدفع العملية السياسية في ليبيا إلى الأمام.

وأكدت سفارات الدول الخمس، في بيان الثلاثاء، دعم الجهود الشاملة إلى التوصل إلى اتفاق سياسي قادر على عكس مسار التفتت المؤسسي، وتوحيد الحكومة وعلى نطاق أوسع البلاد، وإنشاء مسار موثوق نحو انتخابات رناسية وبرلمانية شاملة وحرة ونزيهة وشفافة، بما يتماشى مع التطلعات المشروعة للشعب الليبي ومتوافق مع قرارات مجلس الأمن.

الامتناع عن أي مبادرات موازية حول ليبيا

وأكدت في البيان، على استعدادها لبذل كل ما في وسعها لضمان نجاح هذه الجهود، مشجعة جميع أصحاب المصلحة الليبيين على الانخراط في عملية الأمم المتحدة بحسن نية وبروح التسوية.
ودعت جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي مبادرات موازية وغير منسقة، والتي قد تؤدي إلى تقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى