انطلاق قمة “مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض وسط اضطرابات بالمنطقة

القاهرة (خاص عن مصر) – يتوافد صناع السياسات وكبار المسؤولين الحكوميين ورؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين الماليين من جميع أنحاء العالم إلى العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع لحضور قمة مبادرة مستقبل الاستثمار الثامنة، وفقاً لصحيفة “ذا ناشونال“.

تحديات اقتصادية وجيوسياسية

وستتناول القمة السنوية المنعقدة بالرياض عدة موضوعات، أبرزها: “كيف سيشكل الاستثمار اليوم آفاق الغد”. ومع ذلك، من المرجح أن تحظى التحديات الاقتصادية العالمية المستمرة، فضلاً عن الرياح الجيوسياسية المعاكسة في المنطقة، من حرب إسرائيل وغزة، بنفس القدر من الاهتمام.

جدول الأعمال والمشاركون

سيضم الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام، والذي يبدأ في 29 أكتوبر، قادة عالميين ورجال أعمال وسياسيين ورؤساء تنفيذيين للبنوك الدولية، وخبراء في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد والطاقة، فضلاً عن كبار مديري الاستثمار الذين يديرون صناديق بأصول تقدر بتريليونات الدولارات.

وسيضع ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار ورئيس شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، جدول أعمال المؤتمر بخطاب رئيسي يوم الثلاثاء.

ثم سينضم إلى مناقشة حول الجغرافيا الاقتصادية مع شخصيات رئيسية من الشركات، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا ستيفان بانسيل، ورئيس بلاك روك لورانس فينك، ومؤسس سيتاديل كينيث جريفين، ورئيس سانوفي بول هدسون، ورئيسة ألفابت وجوجل روث بورات، والمؤسس المشارك لشركة فيسبوك إدواردو سافرين، بالإضافة إلى رئيس مجموعة بلاكستون ستيفن شوارزمان والمؤسس المشارك لشركة كارلايل ديفيد روبنشتاين.

وسوف ينضم كبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع المصرفي العالمي، بما في ذلك الرئيسة التنفيذية لمجموعة سيتي جروب جين فريزر، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية محمد الجاسر، والرئيس التنفيذي لمورغان ستانلي تيد بيك، ورئيس جولدمان ساكس ديفيد سولومون، ورئيس بنك سوميتومو ميتسوي ماكوتو تاكاشيما، والرئيس التنفيذي لمجموعة ستاندرد تشارترد بنك بيل ويذرز، إلى غيرهم من كبار مديري الأصول في المناقشات.

سيناقش كبار المسؤولين في عالم الشركات والتمويل موضوعات الاستثمار وكيفية توسيع الآفاق إلى قطاعات اقتصادية جديدة. ومع ذلك، ترى “ذا ناشونال” أن أي نقاش سوف يتأثر بشدة بالضعف الحالي في الاقتصاد العالمي والحرب في الشرق الأوسط، التي تفسد أي فرص للتعافي السريع.

توقعات صندوق النقد الدولي

وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي أبقى على توقعاته للاقتصاد العالمي لعام 2024 وسط تراجع التضخم، إلا أنه حذر من “درجة عالية من عدم اليقين” تلقي بظلالها على التوقعات. بعيداً عن التوقعات لمدة عام واحد، يواجه الاقتصاد العالمي فترة ضعيفة من النمو في الأمد المتوسط.

وقال الصندوق الثلاثاء: “بالنسبة للعديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، فإن التوقعات لمدة خمس سنوات أضعف من التوقعات لمدة عام واحد؛ مما يشير إلى أن الرياح المعاكسة المستمرة للنمو ستظل سائدة في الأمد المتوسط”.

ويقدر صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج العالمي بنسبة 3.2% في عام 2024 وفي عام 2025، دون تغيير عن تقديراته في يوليو. ومع ذلك، قال بيير أوليفييه جورينشاس، مدير الأبحاث في صندوق النقد الدولي، إنه أجرى مراجعات “سلبية كبيرة” للدول المنخفضة الدخل والنامية، بسبب كثافة الصراعات.

كما خفض الصندوق توقعاته لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 0.6% هذا العام مقارنة بتوقعاته في أبريل بنحو 2.1%، مدعومة بخفض إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية والصراعات في المنطقة.

ورغم أن الصندوق قال إنه من السابق لأوانه التنبؤ بالتأثيرات المحددة للحرب الجارية على الاقتصاد العالمي، فإن الاقتصادات في المنطقة عانت بالفعل بشكل كبير، وخاصة في غزة.

اقرأ أيضاً.. مدير المخابرات المركزية الأميركية يجري محادثات في الدوحة بشأن وقف الحرب في غزة

وانخفض الناتج المحلي الإجمالي لغزة بنحو 86% في النصف الأول من العام الجاري بسبب الحرب الإسرائيلية، التي تسببت في دمار واسع النطاق، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية المحتلة في النصف الأول بنسبة 25%، مع احتمال حدوث انخفاض آخر، حسبما قالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في إفادة صحفية في 4 أكتوبر.

وقالت في ذلك الوقت إن اقتصاد إسرائيل انكمش بنحو 20% في الربع الرابع من العام الماضي، ورغم حدوث بعض التعافي، إلا أنه ظل جزئياً فقط خلال الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام.

مناقشات حول مستقبل الطاقة وسط الإضطرابات

وأثرت تداعيات الصراع على أسعار النفط، التي ظلت متقلبة في الأشهر القليلة الماضية مع امتداد الصراع خارج حدود غزة إلى لبنان.

وسيناقش وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر السيناريوهات الناشئة في أسواق الطاقة العالمية خلال حلقتين نقاش مختلفتين في اليوم الأول من قمة مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض.

وفي وقت لاحق، سينضم خالد الفالح، وزير الاستثمار في المملكة، إلى بيوش جويال، وزير التجارة والصناعة الهندي، ووزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، ووزير التجارة البريطاني دوغلاس ألكسندر، ومؤسس بريدجواتر راي داليو، والمدير الإداري لمؤسسة التمويل الدولية مختار ديوب لتقييم ما ينتظر صناع السياسات وكيف يمكنهم الموازنة بين التفاؤل والحذر.

مبادرة الاستثمار في إفريقيا

كما سيتحدث الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك شو زي تشيو ورئيس مجلس إدارة مجموعة سوفت بنك والرئيس التنفيذي ماسايوشي سون أمام المندوبين في سلسلة تيتان أوف إندستري التابعة لمبادرة الاستثمار في إفريقيا.

وتعقد مبادرة الاستثمار في إفريقيا هذا العام جلسات حول إفريقيا وآفاق الاستثمار في بعض الاقتصادات سريعة النمو في القارة، قبل يوم واحد من القمة التي تستمر ثلاثة أيام. وستتبع سلسلة أفريقيا، التي ستضم متحدثين من قطاعات تشمل الحكومة والطاقة والشركات والبنوك، حلقات نقاشية تستكشف كيف يمكن للنساء في العالم المالي أن يصبحن صانعات التغيير.

الابتكار والاستدامة

وستكشف الكلمات والمناقشات في اليومين الثاني والثالث من قمة “مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض” تأثير المناخ وفرص الاستثمار في البنية التحتية والتحول الأخضر والتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن الجغرافيا السياسية للتكنولوجيا وسلاسل الإمداد والتوريد العالمية وآفاق الاستثمار في مناطق جغرافية وفئات أصول مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى