مبان ومطابخ ومنشآت طبية.. ماذا تفعل إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا ؟

عززت إسرائيل وجودها العسكري في منطقة جبل الشيخ، حيث قامت بنقل غرف متنقلة وإقامة بنى تحتية جديدة لتأمين قواتها في ظل الظروف الجوية القاسية، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش الإسرائيلي سيبقى هناك لأجل غير مسمى لضمان الأمن.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن استكمال تجهيزات لوجستية شملت إقامة مبانٍ مؤقتة معزولة ضد البرد، وتوفير وسائل تدفئة ومولدات كهرباء، إضافة إلى تجهيز منشآت طبية لمعالجة إصابات البرد، ومطابخ ميدانية لتوفير الطعام الساخن للجنود.

كما تم توزيع معدات شتوية تشمل أكياس تدفئة ومعاطف مضادة للعواصف وأحذية خاصة بالثلوج، في إطار خطة لتعزيز قدرة الجنود على مواجهة فصل الشتاء القاسي في المنطقة الجبلية.

الاحتلال الإسرائيلي لجبل الشيخ بعد سقوط الأسد

جاءت هذه التحركات بعد أن توغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لجبل الشيخ في ديسمبر الماضي، عقب سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة الفصائل المعارضة على مناطق واسعة من الجنوب السوري.

واستغلت إسرائيل حالة الفراغ الأمني في المنطقة لتعزيز وجودها العسكري في الجبل الاستراتيجي، الذي يطل على سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل، ويعد نقطة مراقبة رئيسية تتحكم في مسارات عسكرية حيوية.

وتشكل السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ امتداداً لإجراءات الاحتلال في هضبة الجولان، التي ضمتها إسرائيل عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ومنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تابعت إسرائيل التطورات في الجنوب السوري عن كثب، مستفيدة من انهيار سلطة الدولة هناك لتعزيز نفوذها الأمني والاستخباراتي، لا سيما مع تصاعد نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة.

 بقاء غير محدد واستراتيجية طويلة المدى

خلال جولة ميدانية مع كبار الضباط، أكد وزير الدفاع كاتس، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في المنطقة العازلة وعلى قمة جبل الشيخ “لفترة غير محددة” لحماية مرتفعات الجولان والتجمعات السكانية في شمال إسرائيل.

وأضاف أن إسرائيل “لن تسمح لقوات معادية بالتمركز في المنطقة العازلة جنوب سوريا، من جبل الشيخ وحتى محور السويداء-دمشق”.

إسرائيل والدروز

كما أشار إلى أن بلاده تسعى إلى تعزيز العلاقات مع “السكان الودودين” في المنطقة، مع التركيز على الدروز الذين تربطهم علاقات تاريخية وعائلية مع الدروز داخل إسرائيل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد صرح خلال زيارة سابقة إلى جبل الشيخ بأن إسرائيل ستبقى في الموقع الاستراتيجي حتى التوصل إلى “ترتيب مختلف”. ورغم تأكيد المسؤولين الإسرائيليين أن هذه الخطوة مؤقتة، لم يتم تحديد أي جدول زمني لانسحاب محتمل للقوات.

زر الذهاب إلى الأعلى