مبعوث ترامب يثير الجدل.. هل تلحق السعودية وسوريا ولبنان بقطار التطبيع؟

أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن هناك فرصة لانضمام كل من سوريا ولبنان إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، مشيراً إلى أن التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة قد تساهم في تمهيد الطريق أمام تحولات غير متوقعة في مواقف بعض الدول.
وأعرب ويتكوف خلال فعالية نظمتها الجالية اليهودية في واشنطن، الثلاثاء، عن تفاؤله بجهود إقناع المملكة العربية السعودية للانضمام إلى اتفاقيات التطبيع، التي بدأت عام 2020 بتوقيع الإمارات والبحرين ثم السودان والمغرب اتفاقيات مع إسرائيل برعاية أمريكية.
ووفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”، أضاف ويتكوف: “يمكن للبنان أن ينضم إلى اتفاقيات إبراهيم للسلام، وكذلك سوريا، في ظل المتغيرات العميقة التي تشهدها المنطقة” .
ويرى محللون أن أي خطوة تجاه التطبيع، سواء من سوريا أو لبنان، أو السعودية ستظل رهينة لتطورات الأوضاع الإقليمية، ومدى تأثير اللاعبين الدوليين على المشهد السياسي في المنطقة، خاصة في ظل استمرار التوترات غزة أو بين واشنطن وطهران، وانعكاسات ذلك على دول المنطقة.
السعودية والتطبيع المشروط
بالنظر إلي موقف السعودي، نري أنه رغم تصاعد التكهنات حول احتمال انضمام الرياض إلى اتفاقيات التطبيع، إلا أن المملكة حافظت على موقفها الثابت، الذي يشترط تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية قبل أي خطوة في هذا الاتجاه.
وينسجم هذا الموقف مع مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وتنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مقابل تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.
لبنان بين تجريم التطبيع واحتمالاته
ويُعد لبنان من الدول التي تجرّم قانونياً أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، حيث تنص القوانين اللبنانية على معاقبة كل من يتواصل أو يتعاون مع الجانب الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ذلك، يرى بعض المراقبين أن المتغيرات الإقليمية، والضغوط الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، قد تدفعه إلى إعادة النظر في سياساته الخارجية على المدى البعيد خاصة بعد تقلص هيمنة حزب الله على القرار السياسي في البلاد.
وخلال العقود الماضية، تبنى لبنان موقفاً داعماً لمبادرة السلام العربية، وشددت الحكومات المتعاقبة على أن أي تطبيع لا يمكن أن يتحقق قبل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية.
سوريا والتطبيع.. تحولات محتملة
أما في سوريا، فإن الموقف الرسمي من إسرائيل لم يتغير بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. ورغم أن نظام بشار الأسد كان في عداء طويل مع إسرائيل، ودعم فصائل مسلحة في المنطقة، إلا أن التطورات الميدانية الأخيرة قد تفرض واقعاً مختلفاً.
ولم تبدِ الإدارة الجديدة في دمشق أي موقف واضح تجاه ملف العلاقات مع إسرائيل، لكن بعض التصريحات الصادرة عن مسؤولين سوريين أكدت أن سوريا لا تريد أن تكون مصدر تهديد لدول الجوار، وهو ما يفتح المجال أمام احتمالات متعددة بشأن مستقبل العلاقة بين الجانبين.
اقرأ أيضا
سوريا لا تقبل القسمة وسلاحها بيد الدولة.. رسائل قوية من الشرع في افتتاح الحوار الوطني