متى يتوقف نزيف الاقتصاد المصري من الحرب الاسرائيلية على غزة؟ .. خبراء يجيبون
تباينت آراء الخبراء لـ”خاص عن مصر” حول تأثر الاقتصاد المصري بمختلف قطاعاته من الحرب الإسرائيلية على غزة.
المؤكد أن مصر تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر، وظهر هذا جلياً على حركة الملاحة في قناة السويس، فيما يرى البعض أن قطاع السياحة خصوصاً القطاع الفندقي سيشهد زيادات منتظرة لانتعاش القطاع في الفترة المقبلة، بعد تأثر لفترة.
تأثر الاقتصاد المصري من تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة
ولا شك أنه في ظل التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، تلعب الصراعات دورًا كبيرًا في التأثير على الاقتصاديات المحيطة وتعتبر الحرب في غزة من بين الصراعات التي تمتد تأثيراتها إلى دول الجوار، وعلى رأسها مصر.
ومع بدء الحديث عن إمكانات وقف الحرب في غزة، وتبرز العديد من التساؤلات حول تأثير هذا التطور على الاقتصاد المصري، وإن وقف النزاع في غزة لا يعني فقط إنهاء المعاناة الإنسانية، بل يحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية مهمة قد تسهم في تعزيز الاستقرار والنمو في مصر.
وكان أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي قد زار مصر مؤخراً للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، ومناقشة الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أصدر دراسة قال إن مصر شهدت تداعيات في مختلف المجالات وضغوطاً اجتماعية واقتصادية نتيجة الحرب الدائرة في غزة، قد تؤدي إلى تراجع التنمية البشرية لخمس سنوات، مشيراً إلى تضرر إيرادات مصر من السياحة وقناة السويس.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد المصري يعتمد بشكل كبير على السياحة والتحويلات المالية وعائدات قناة السويس والديون الخارجية وتدفقات رأس المال، وقال في دراسته التقييمة إن تداعيات الحرب تضغط على مسار الإصلاح الاقتصادي والتنمية في مصر.
تحديات تواجه مصر
وقدرت الدراسة انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لمصر بنسب تتراوح بين 2.6% و3.0% وفق السيناريو المتوقع، مع ارتفاع معدل البطالة من 7.8% إلى 8.7% في سيناريو الشدة المتوسطة و9.1% في سيناريو الشدة العالية.
وتسلط الدراسة الضوء على التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجه مصر، حيث تضررت مصادر الإيرادات الرئيسية للبلاد من السياحة وقناة السويس بشدة نتيجة للهجمات في منطقة البحر الأحمر، وما تلاها من تداعيات على النقل البحري مما أدى إلى تفاقم الضائقة الاقتصادية واستلزم اتخاذ تدابير انتعاش سريعة.
وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي انخفاض إيرادات السياحة وقناة السويس في السنتين الماليتين الحالية والمقبلة بحوالي 9.9 مليار دولار، و13.7 مليار دولار إذا اشتدت الحرب بمشاركة دول إقليمية أخرى وجهات فاعلة.
وتشير التوقعات إلى تراجع محتمل في مؤشر التنمية البشرية في مصر، قد يصل إلى المستوى المسجل عام 2018، وهو ما يمثل خسارة تصل إلى خمس سنوات في المكاسب التنموية.
وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير مستهدفة وإصلاحات سياسية لضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في مصر.
وتقترح الدراسة توصيات سياسية تشمل تعزيز آليات دعم الفئات السكانية الأكثر احتياجا، وتنفيذ إصلاحات سوق العمل وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
هدوء الأوضاع في غزة يعيد حركة الملاحة بكامل طاقتها
قال الدكتور وليد جاب الله، خبير اقتصادي، لم تستمر الحرب في غزة إلى الأبد ولم يسبق أن استمرت حرب إلى الأبد ولكن هذه الحرب صعوبتها كانت في أنها جاءت بعد أحداث صعبة سواء مرتبطة بتداعيات كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية أو حالة الاضطراب والصراع الجيوسياسي الذي يملئ العالم الأمر الذي جعلها بمثابة سكب للبنزين على النار الموقضة أساساً لتسبب خسائر كبيرة جداً للاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي وينتقل هذا الأثر إلى دول المنطقة والعالم.
وأوضح، أن هناك تفاؤل بشأن هدوء الأوضاع شئ إيجابي جداً ويمكن أن يكون له تأثير متفائل لكن لن يكون له تأثير حقيقي إلا إذا حدث بالفعل ليس فقط هدنة ولكن وقف لإطلاق النار بصورة شاملة.
وأكد جاب الله، أن الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني تأثر بصورة كبيرة جداً ومصر أيضاً تأثرت بفقدانها نحو 50% من إيرادات قناة السويس وهدوء الأوضاع يعيد حركة الملاحة في قناة السويس بكامل طاقتها لأن هناك ارتباط بين العمليات العسكرية في غزة وبين المشكلات التي تعركل الملاحة في البحر الأحمر عند مدخله حيث هناك تهديدات من الحوثيين تؤثر على حركة الملاحة.
وتابع، أن هدوء الأوضاع في غزة يترتب عليه هدوء الأوضاع في البحر الأحمر ويترتب عليه عودة الملاحة في قناة السويس التي تعتبر هي القطاع الأكثر استفادة من وقف إطلاق النار في غزة والاستفادة هنا لا تكون لمصر فقط ولكن للعالم بالكامل.
ونوه إلى أن عودة 12% من حركة التجارة العالمية إلى قناة السويس يؤدي إلى خفض كبير في تكلفة النقل بصورة تؤدي إلى خفض كبير في تكاليف العمليات الإنتاجية في الكثير من دول العالم، حيث يمر من القناة 12% من المواد الخام والطاقة والمواد تمت للصنع في العالم، بالتالي فإن مرورها من القناة التي هي أقل تكلفة من الدوران عبر طريق رأس الرجاء الصالح يترتب عليه أثر إيجابي بالنسبة لإيرادات القناة وأثر إيجابي بالنسبة للجهات التي تخرج منها وتصل إليها السلع والمنتجات والوقود الذي يمر عبر القناة.
ويتمنى الخبير الاقتصادي، أن استقرار الأوضاع في أقرب فرصة ليس فقط في غزة ولكن في كل بؤر الصراع في العالم بحيث يكون هناك فرصة أن يلتقط الاقتصاد العالمي أنفاسه.
صعوبة تعويض الخسائر من حرب غزة في الوقت الحالي
قال الدكتور محي عبد السلام، خبير اقتصادي، إن الحرب على غزة لها تأثير على الاقتصاد المصري خصوصاً الاقتصاد الداخلي والخارجي لمصر وتأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر.
وأكد عبدالسلام، أنه يجري حالياً مفاوضات في الوقت الحالي وراعي هذه المفاوضات هي الحكومة المصرية، بالإضافة للحكومة التركية والقطرية ووجود أمريكا وأن يحصل وقف للحرب أو هدنة أو لمدة تطول أو تقصر وهذا سوق يؤثر مباشرة على الاقتصاد المصري بالإيجاب، خاصة أن هذه الحرب يؤثر على مصر في مضيق باب المندب وسلاسل الإمداد عبر البحر الأحمر في الصادرات والواردات التي تذهب لقناة السويس وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في مصر بنسبة لا تقل من 10 – 15% بسبب هذا الإجراء.
وتمنى الخبير الاقتصادي، أن إجراء وقوف الحرب ينتهي على خير وإننا ننجح في مساعينا أن الحرب تنتهي وتتوقف لصالح شعب فلسطين طبعا أولاً وصالح الاقتصاد المصري.
وأوضح، أن مصر لا تستطيع تعويض الخسائر الذي تضر به الاقتصادي المصري في الوقت الحالي صعب جداً ولكن يمكن استفادة مصر هي استفادة مباشرة وأن مصر ستظل بلد الأمن والأمان وأن الاستثمار بطبعه استثمار جبان كما أن رأس المال رأس مال جبان وأن الاستثمارات الخارجية تبحث عن المناطق الأمنة في التشغيل كون أن هذه المناطق ملتهبة في الاستثمار فأول خطوة إيجابية أن الاستثمار الأجنبي سيتجه مباشرة للسوق المصري بعد فترة هروب نظراً لأن المنطقة كانت منطقة غير أمنة.
وثاني الخطوات المتوقعة عودة إيرادات قناة السويس لسابق عهدها لأن إيرادات قناة السويس تتأثر تأثير مباشر وانخفضت بنسبة لا تقل عن 60 إلى 70% من إيراداتها بسبب الحرب ما بين إسرائيل وفلسطين، والخطة الثالثة تعلق بالسياحة والمتوقع أن تبدأ في التحرك للأمام وستضخ موارد في الأجل القصير لا يقل عن 2 – 3 مليار دولار مع توقف الحرب.
زيادات منتظرة في القطاع الفندقي
من جانبه قال مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة، إذا توقفت الحرب على غزة ، فالتأثير المهم هو حماية الأرواح من الإبادة الجماعية التي ترتكب هناك، ويعود الإستقرار في فلسطين.
اقرأ أيضًا.. شروط وأسعار حجز شقق “فالي تاورز” في حدائق أكتوبر
وحول السياحة، من المتوقع بعد توقف الحرب أن تعود لطبيعتها، حيث كانت تعمل بمعدل ارتفاع سنوي 30% وكان هذا المعدل جيد بعد انتهاء كورونا ودائماً يزيد 30% سنوياً لكي نصل إلى 30 مليون سائح في عام 2024.
وأضاف: ستعمل الدولة على إحياء الخطة التي استهدفت زيادة الطاقة الفندقية وزيادة الطاقة على الطائرات وزيادة أعداد المطارات المصرية، والتي تأثرت سلبيا بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي، وأدت إلى تأثير على السياحة وتراجعت من نمو مستهدف 30% إلى زيادة 7% العام الماضي من أكتوبر إلى آخر العام، ومن أول الثلاثة أشهر من العام الجاري تحولت من 7% ومن أول العام الجاري سجلت زيادة إلى 4%.