مجمع “سايبر سبارك” الاستخباري بإسرائيل تحت نيران إيران.. ماذا حدث في بئر السبع ؟

في ضربة نوعية مفاجئة، أعلنت إيران صباح الجمعة تنفيذ هجوم صاروخي باليستي دقيق استهدف منشأة استخباراتية إسرائيلية في مدينة بئر السبع، جنوبي إسرائيل.
وقالت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، إن صاروخًا باليستيًا أطلقته القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أصاب مبنى “غاف يام 4″، ودمره بالكامل. وأوضحت أن المبنى المستهدف يضم منشآت عسكرية واستخباراتية ضمن مجمع “سايبر سبارك”، وهو أحد أكثر المواقع الأمنية حساسية في إسرائيل.
ما طبيعة المنشأة التي دُمرت في بئر السبع؟
تُعد منشأة “غاف يام 4” واحدة من أبرز البِنى التحتية الرقمية والاستخباراتية داخل مجمع “سايبر سبارك” في بئر السبع.
ووفقًا للمصادر الإيرانية، فإن المنشأة كانت تُستخدم في تدريب عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على تقنيات التجسس السيبراني وتشغيل الطائرات بدون طيار، وكانت تتبع لأجهزة الأمن والجيش الإسرائيليين.
المجمع يضم كذلك فروعًا لشركات تكنولوجية عالمية مثل “مايكروسوفت” و”آي بي إم” و”دييل”، إلى جانب مراكز أبحاث عسكرية وجامعية.
6 إصابات بعد استهداف إيران لـ بئر السبع
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أسفر الهجوم عن إصابة 6 مدنيين بجروح طفيفة، جراء سقوط الصاروخ في مرآب للسيارات قرب المبنى المستهدف.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنَّ الانفجار تسبب في حفرة كبيرة واشتعال النيران بعدة مركبات، بينما انتشرت صور على مواقع التواصل تظهر تصاعد دخان أسود كثيف من الموقع، وتضرر عدد من المباني المجاورة.
كما أعلنت شرطة بئر السبع أن فرق الإنقاذ أخلت السكان من داخل المبنى المتضرر بعد تعرضه لأضرار كبيرة.
إخفاق دفاعي إسرائيلي
وفق تقارير فإن أحد أبرز أبعاد هذه الضربة كان فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، رغم حساسية الموقع الجغرافي.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الإيراني كان يحمل رأسًا متفجرًا يزيد وزنه على 300 كيلوجرام، واخترق المجال الجوي دون أن يتم رصده أو اعتراضه.
هذا الفشل دفع قيادة الجيش إلى فتح تحقيق عاجل لمعرفة سبب تعطل المنظومات الدفاعية، في وقت يتزايد فيه القلق من قدرة إيران على ضرب أهداف دقيقة داخل العمق الإسرائيلي.
الهجوم تسبب في إطلاق صافرات الإنذار في مناطق واسعة من النقب، لا سيما بالقرب من قاعدة “نواتيم” الجوية الإسرائيلية، في إشارة إلى حجم التهديد.
لكن رغم التحذيرات الصوتية، لم تتحرك منظومة “القبة الحديدية” ولا أي من الدفاعات الجوية الأخرى لاعتراض الصاروخ، الأمر الذي أثار انتقادات داخلية في إسرائيل حول مستوى الجاهزية العسكرية.
إسرائيل ترد بقصف منشآت نووية
الرد الإسرائيلي لم يتأخر، إذ أعلن الجيش شنّ هجمات جوية على عشرات الأهداف داخل الأراضي الإيرانية، منها ما وصفه بمركز “لتطوير الأسلحة النووية” في طهران.
التطورات الميدانية المتسارعة في الحرب بين إسرائيل وإيران دفعت دولاً غربية إلى التحذير من انفجار إقليمي واسع خاصة في ظل الحديث عن استعدادات أمريكية عسكرية في منطقة الخليج.. ما عزز المخاوف من حرب شاملة تهدد الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا: بعد إعلان الولاء لطهران.. هل يقترب حزب الله من دخول معركة إيران وإسرائيل؟