محصول القرن 21.. مصر تتوسع في زراعة الكاسافا

من أجل تخفيف الضغط على كثير من المحاصيل الزراعية خاصة الاستراتيجية منها على رأسها القمح، بدأت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تنفيذ خطة للتوسع في زراعة عدد من المحاصيل الجديدة بعد خضوعها لكثير من التجارب البحثية، وإثبات أنها تتلاءم مع الأجواء المصرية، ومن بين هذه المحاصيل محصول الكاسافا”.

وأجرى مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة خلال العامين الماضيين العديد من التجارب البحثية لزراعة محصول الكاسافا، وبالفعل أكدت النتائج التطبيقية نجاح زراعة الكسافا في محافظة الوادي الجديد، حيث أطلق عليه المركز “محصول القرن الواحد والعشرين” بسبب القدرة الكبيرة علي تحمل الحرارة العالية، فضلًا عن كونه محصول ذو احتياجات سمادية منخفضة، مما يجعله جذاباً لدى المزارعين والمستثمرين على حد سواء.

توفير الأمن الغذائي لـ المحاصيل الزراعية في مصر

من جانبه قال الدكتور محمد عزت نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمشروعات والمحطات البحثية، إن الكاسافا يعتبر محصول غير تقليدى من الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في توفير الأمن الغذائي فى مصر فى ظل التغيرات المناخية الحالية، وبالتالي يمكن زراعته بالأراضي المستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائي استراتيجى.

مواصفات محصول الكاسافا وأهميته الاقتصادية

وأوضحت وزارة الزراعة أن محصول الكاسافا عبارة عن “درنات” تشبه محصول البطاطا، وهو يدخل في دورات تصنيعية ومن ثمّ يتم خلط الناتج منها مع الدقيق لعمل كافة أنواع المخبوزات التي يدخل فيها القمح كعامل أساسي، كما أن المحصول تستخدم للأغذية الخاصة بمرضى حساسية الجلوتين.

اقرأ أيضًا: وزير الزراعة: توجيهات رئاسية بتقديم كافة أشكال الدعم لدول إفريقيا

وأكدت الوزارة أن المناطق التي تشتهر بزراعة المحصول هي المناطق الاستوائية مثل تايلاند وشرق آسيا ونيجيريا وكينيا، حيث يتم استخدامه كغذاء أساسي، سواء من خلال التقشير أو الفرم، وأشارت إلى أنه أنه ليس بطاطا كما أشيع، بل هو عبارة عن درنات تشبه البطاطا فقط، وبعد عملية الفرم لتلك الدرنات ينتج عنها “نشا”، فيما يخرج الدقيق من ناتج التقشير، بعد فرشه ونشره بالشمس.

وأوضحت الوزارة أن دقيق الكسافا هو دقيق خالٍ من الحبوب والجلوتين ومنخفض التأثير على مؤشر نسبة السكر في الدم، لأنه مصنوع من جذر نبات الكسافا، وهو يُستهلك بكثرة في البلدان النامية، كما أن الجزء الصالح للأكل من النبات يتمثل بجذوره أو درناته التي تؤكل كاملة أو تطحن الى دقيق يصنع منه الخبز والمعجنات.

ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية

بينما أشار الدكتور أحمد جمال رئيس البرنامج البحثي لمحصول الكاسافا بمركز بحوث الصحراء، إلى أن البرنامج تناول الاهتمام بهذا المحصول من عدة إتجاهات وهي توفير الشتلات وزراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة، كما تناول عملية الإكثار سواء الخضرى بالعقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلي أفضل الطرق التي تضمن الحصول علي أعلي إنتاجية ممكنة وأعلي صفات جودة للدقيق المستخرج والمنتجات الثانوية الآخري والتي من أهمها النشا.

اقرأ أيضًا: قطاع الزراعة في مصر يشهد طفرة ملموسة في الإنتاج

وأضاف أن البرنامج البحثي تناول أيضًا الاهتمام بدور المرأة الريفية ودمجها في محاور التنمية الزراعية من خلال التدريب العملى لعدد من السيدات والذي تضمن الطريقة المثلى والمراحل المختلفة للحصول علي الدقيق والنشا الناتجين من نبات الكاسافا حتي يتثنى الوصول إلي أفضل نسبة للخلط وأعلي جودة ممكنة أملا في تحقيق الأمن الغذائي.

الجدوى الاقتصادية لـ المحاصيل الزراعية الجديدة

من جانبه أكد د. سيد خليفة نقيب المهن الزراعية، أن البدائل التي تم طرحها مثل الشعير والبطاطا والكاسافا تحتاج إلى دراسات متعمقة وبيانات مدققة لمعرفة الجدوى الاقتصادية الخاصة بها، فرعم أنها نشويات إلا أنه ينبغي النظر إلى اعتبارات آخرى أهمها المساحات المزروعة بها.

وأشار “خليفة” إلى أن الحل الأمثل هو ما تتبعه الدولة حالياً وهو التوسع في المساحات المزروعة من القمح في المشروعات القومية في توشكى والعوينات وسيناء، أما تغيير ثقافة الاستهلاك لدى المصريين فإنه لن يتم بشكل سريع ويحتاج إلي أن يكون تدريجيًا.

Back to top button