محمد عايش لسه عايش.. حكاية لبناني خرج حيا بعد 5 شهور تحت الأنقاض

وسط الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية والتفجيرات التي اجتاحت البلدات في الجنوب اللبناني، ظهرت قصة محمد عايش لتكون بمثابة بريق أمل وسط اليأس.
محمد عايش، شاب من كفركلا وناشط ضمن صفوف حزب الله، كان من بين العديد من المقاتلين الذين فُقدوا خلال العمليات العسكرية، أثناء القضف الإسرائيلي على جنوب لبنان وبينما كانت البلدات تتهاوى تحت وطأة القصف، تعرض منزله للانهيار بالكامل، فوجد نفسه محاصراً تحت الأنقاض دون أن يترك له أحد مهرباً.
محمد عايش .. 5 أشهر تحت الأنقاض
وفقاً لتقارير من الأهالي والمصادر المحلية، نجا محمد من تحت الأنقاض بفضل ملجأ كان جزءاً من المنزل الملاصق لمنزل جده، وهو مبنى يعود للسبعينات من القرن الماضي.
حينما وقع الانهيار، كان هذا المبنى قد تحول إلى مخزن مؤونة استخدمه الأهالي لتخزين المواد الغذائية لفترات طويلة، وبمحض الصدفة، وجد محمد نفسه في قبو صغير داخل هذا المخزن، مما وفر له حماية مؤقتة من الأمطار والتفجيرات.
استمرت حياة محمد تحت الأنقاض لمدة خمسة أشهر، حيث ظل منعزلاً دون أي اتصال بالعالم الخارجي، وتقول الروايات إن محمد ظل صامداً في ذلك المكان حتى تمكنت قوات محلية من التنقيب عن أنقاض المنطقة، إذ لم يتمكن حتى كلاب البوليسية من اكتشاف أثره.
معجزة بقاء محمد عايش على قيد الحياة
عندما بدأت جهود الإنقاذ والوصول إلى المناطق المتضررة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من كفركلا في 18 فبراير الجاري، انتشرت أخبار العثور على محمد في الساعات الأولى من اليوم، وقد عاد الشباب والأهالي إلى البلدة، واستطاعوا بمساعدة فرق البحث والإنقاذ الوصول إلى الموقع حيث كان محمد لا يزال على قيد الحياة.
سرعان ما أصبحت قصة محمد حديث القرية والعديد من القرى الحدودية، حيث تبادل الناس الروايات عن معجزة نجاته، واعتبروها بمثابة رمز لصمودهم وإصرارهم على البقاء رغم الدمار والفوضى، وقد تداول الأهالي كلمات مثل “محمد عايش” كصرخة أمل ترددها القرى في مواجهة واقع الحرب والدمار.
أين السيد حسن نصر الله
بحسب إحدى الروايات المُنتشرة، فإن محمد وبعد إنقاذه من تحت المنزل، سأل عن الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر الماضي.
وبحسب المتداول وسط الأهالي فإنه قال: “طمنوني عن السيد”، وهو دليل، بحسب متناقلي الرواية، على انقطاعه الكامل أثناء كل الفترة، التي كان فيها عالقا تحت الأرض عن أي شيء يحدث فوقها.
رسائل أمل وصمود
لم يكن نجاح محمد في النجاة مجرد حادثة فردية، بل أصبحت قصته رمزاً لمقاومة شعبية في الجنوب اللبناني، فقد عبر الأهالي عن اعتقادهم أن قصة محمد تعكس قوة الإرادة والصمود في وجه الظروف القاسية.
وأشار بعض الشباب إلى أن مثل هذه القصص تلهمهم لمواصلة النضال ضد الاحتلال، في ظل تفاقم الأزمة والدمار الذي خلفته الحرب.
وأثناء حديث أحد أهالي كفركلا، أوضح قائلاً: “محمد عايش هو بريق أمل، ورغم كل شيء، يثبت أن الحياة تستمر حتى في أسوأ الظروف.”
كما أضاف آخر: “هناك أكثر من محمد، لكن قصته تظل الأكثر وضوحاً وألمًا، لأنها تذكرنا بأننا قادرون على البقاء مهما واجهنا.”
اقرأ أيضا
نتيناهو وصفه بـ مؤلم وصعب وحزين.. ماذا ينتظر إسرائيل اليوم الخميس وما علاقة حماس؟