محمد هادي صالح.. حكاية منشد ديني باع قيادات حزب الله لـ إسرائيل بـ23 ألف دولار

كشفت تقارير صحفية لبنانية عن فضيحة أمنية من العيار الثقيل، حيث ظهر تورط محمد هادي صالح وهو شخصية معروفة ومقربة من حزب الله في قضايا تجسس لصالح إسرائيل، مما أدى إلى اهتزاز أوساط الحزب وسقوط رؤوس بارزة، وهو ما يفتح ملفًا جديدًا حول هشاشة الأمن الداخلي في التنظيم.

من هو المنشد الديني محمد هادي صالح

وبحسب صحيفة “لوريان لو جور” اللبنانية الناطقة بالفرنسية فإن محمد هادي صالح، المنشد الديني الشاب المقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، والمنتمي إلى البيئة الحاضنة لحزب الله، وجد نفسه في مركز فضيحة مدوية بعد اتهامه بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي مقابل مبالغ مالية.

ووَفْق الصحيفة فإن صالح، الذي يُعرف بصوته المميز وارتباطه بالمقاومة، أصبح اليوم أمام محكمة عسكرية بتهمة التخابر والتجسس.

تحقيق روتيني يفضح تجسس محمد هادي صالح

بدأت القضية بناءً على بلاغ عن تحويلات مالية مشبوهة كشف عنها سمسار لتحويل العملات المشفرة. بعد اعتقاله، تحولت التحقيقات من قضية مالية بسيطة إلى ملف معقد يكشف عن شبكة اتصالات هاتفية تربط صالح مباشرة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

وبدأت خيوط القضية تتكشف مع إعلان قاضي التحقيق العسكري عن اتهام صالح بتلقي 23 ألف دولار من إسرائيل لقاء خدمات تجسسية.

الأدلة التي تم جمعها خلال تفتيش هاتفه ومراجعة بياناته كانت كافية لإثبات تورطه في نقل معلومات حساسة عن مواقع استراتيجية تابعة لحزب الله، ما شكل خرقًا أمنيًا خطيرًا.

معلومات استخباراتية أدت إلى استهداف قيادات بارزة

وفقًا لمصادر قضائية وإعلامية، فإن المعلومات التي سربها صالح كانت محور ضربات جوية أودت بحياة قيادات بارزة في حزب الله، من بينهم حسن بير وابنه علي، خلال هجوم وقع في الضاحية الجنوبية في أبريل الماضي.

كما استُهدفت مدينة النبطية في 9 مايو، في واحدة من أشرس الغارات خلال الأشهر الأخيرة.

هذه الضربات جاءت نتيجة معلومات دقيقة عن مواقع وأماكن تحرك مسؤولي الحزب، ما يشير إلى عمق الخرق الأمني الذي تعرض له التنظيم.

خلفية عائلية وتعقيدات أمنية في قضية محمد هادي صالح

وفق تقارير، تثير خلفية صالح المزيد من الاستغراب، فهو ابن مقاتل في وحدة الرضوان، النخبة في حزب الله، وشقيق عنصر قُتل في صفوف الحزب.

هذه العلاقة العائلية توضح مدى عمق الاختراق، حيث تم استدراج شخص ينتمي لعائلة مقربة للتنظيم، ما يسلط الضوء على نقاط ضعف داخلية في بنية الحزب الأمنية.

كيف جند الموساد محمد هادي صالح ؟

بحسب المعلومات التي نشرتها الصحافة اللبنانية والإسرائيلية، فإن الموساد قام بتجنيد صالح عبر الإنترنت، مستغلًا الضائقة المالية التي كان يعاني منها. وبموجب ذلك، قدم صالح معلومات استخباراتية مهمة مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 23 ألف دولار.

هذا الأسلوب في التجنيد يعكس استراتيجيات استخباراتية حديثة تستهدف استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة لجذب عملاء جدد داخل أوساط التنظيمات المسلحة.

توسيع دائرة التحقيق

التحقيقات جارية على قدم وساق لكشف ملابسات أوسع، مع احتمال تورط جهات أخرى داخل حزب الله أو خارجها، خاصة مع وجود مؤشرات إلى أن هذه القضية ليست منفردة وإنما جزء من عمليات استخباراتية معقدة تهدف إلى زعزعة استقرار التنظيم.

وتأتي هذه القضية بعد سلسلة من التفجيرات والاغتيالات التي ضربت أركان الحزب، ما يعكس تحديات كبيرة تواجه الأمن الداخلي لحزب الله في ظل الضغوط الإقليمية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى