مخطط اغتيال الشرع.. هل تنجح واشنطن في حماية الرئيس السوري من التصفية؟

حذّر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، من احتمالات استهداف واغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، في ظل ما وصفه بـ”تصاعد التهديدات من جماعات متشددة ومسلحين أجانب”، معربًا عن قلق بلاده من إمكانية تعرضه لمحاولة اغتيال.

في مقابلة مع موقع “المونيتور”، شدد باراك على أن الرئيس الشرع، الذي يقود المرحلة الانتقالية في سوريا، “قد يتحول إلى هدف للاغتيال من قبل جماعات متشددة غير راضية عن مسار الانفتاح السياسي وتوسيع قاعدة الحكم”.

وصرّح باراك بأن “تعزيز الشرع للحكم الشامل، وسعيه نحو التواصل مع الغرب، يمثل تهديدًا وجوديًا لبعض الفصائل المتطرفة التي ترى في ذلك نهاية لنفوذها”.

المقاتلون الأجانب وخطة اغتيال الشرع

تطرق التقرير إلى تحذيرات باراك من المقاتلين الأجانب الذين انضموا للشرع خلال الحملة العسكرية ضد نظام بشار الأسد. ورغم المساعي الجارية لدمجهم ضمن الجيش الوطني الجديد، فإنهم يبقون عرضة للتجنيد من قبل تنظيمات مثل “داعش”، في وقت تسعى فيه هذه الجماعات إلى استغلال المرحلة الانتقالية لإعادة ترتيب صفوفها.

وحذر المسؤول الأمريكي من أن “التأخير في تقديم الدعم الاقتصادي لسوريا سيفتح المجال أمام هذه الجماعات للظهور مجددًا، وهو ما يجب التحسب له مبكرًا”.

 اغتيال الشرع والأزمات الأمنية في سوريا

أشار باراك إلى أن التهديدات لا تقتصر على محاولات الاغتيال، بل تمتد إلى جملة من التحديات التي يواجهها الشرع، في مقدمتها دمج المقاتلين الأجانب ضمن المؤسسات النظامية، والتعامل مع القوات الكردية وإعادة هيكلتها داخل الجيش السوري، بجانب إدارة ملف معسكرات الاعتقال في شمال سوريا التي تضم آلاف المقاتلين.

ويُعتبر هذا الملف من أكثر القضايا حساسية، لا سيما في ظل اهتمام دولي بضرورة ضمان عدم عودة عناصر التنظيمات المتطرفة إلى الساحة.

إسرائيل توسع تدخلها العسكري والشرع يلوّح بالتطبيع

أفاد تقرير “المونيتور” بأن إسرائيل زادت من عملياتها البرية داخل سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد، الأمر الذي فرض تحديًا جديدًا أمام القيادة السورية.

ورغم هذا التصعيد، أبدى الشرع التزامه باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974، مشيرًا إلى إمكانية فتح صفحة جديدة مع إسرائيل، في حال توفرت الظروف السياسية المناسبة.

سوريا والصراع مع إسرائيل

أكد باراك في تصريحاته أن النزاع بين دمشق وتل أبيب “قابل للحل”، داعيًا إلى اتفاقية عدم اعتداء بين الطرفين، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.

وأضاف: “نحن نأمل في التوصل إلى تفاهم غير معلن بين إسرائيل والرئيس الشرع، يمنع أي تدخل عسكري قد يفاقم الوضع، ويقوض الاستقرار الذي تحقق بعد سقوط النظام السابق”.

هل ستنجح واشنطن في حماية الشرع من الاغتيال

تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى قدرة الولايات المتحدة على حماية الرئيس الشرع من التهديدات المتصاعدة، خاصة في ظل تعدد الجهات المعادية له، وتنامي نفوذ فصائل ما بعد الحرب.

وتدفع واشنطن باتجاه مزيد من التنسيق الأمني والاستخباراتي بين حلفائها، بدلًا من الانخراط المباشر على الأرض، في محاولة لتثبيت الاستقرار في سوريا الجديدة، ومنع أي اختراق من القوى المعادية للشرعية الانتقالية.

اقرأ أيضا

عقوبات محتملة على وزراء بحكومة نتنياهو | هل تقود بريطانيا انقلابا غربيا على إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى