مخطط جديد لنشر الفوضى في سوريا.. ماذا حدث في القرداحة؟

بعد أشهر من الهدوء النسبي الذي أعقب تغيير السلطة في سوريا في ديسمبر، عادت التحديات الأمنية لتتصدر المشهد، خصوصًا في منطقة القرداحة بالساحل السوري التي شهدت تحركات ميدانية مقلقة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتشير معلومات رسمية إلى رصد نشاط متزايد لعناصر مرتبطة بالنظام السابق، تسعى لإرباك الوضع الأمني واستهداف الاستقرار الهش الذي بدأت ملامحه بالتشكل.
ضبط مستودع متفجرات في ريف القرداحة
أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء الخميس، عن اكتشاف مستودع يحتوي على عبوات ناسفة معدّة للتفجير في قرية “بحمرة” الواقعة بريف القرداحة في محافظة اللاذقية.
وأكدت الوزارة أن العملية جاءت نتيجة متابعة أمنية استهدفت شبكات يُشتبه بارتباطها بمحاولات تخريب تستهدف مناطق تعتبر آمنة نسبيًا.
في عملية أمنية دقيقة ومحكمة، تمكنت مديرية أمن اللاذقية من ضبط مستودع ضخم في قرية بحمرة بريف القرداحة، يحتوي على عبوات ناسفة معدّة للتفجير، كانت موجّهة لاستهداف المناطق الآمنة وزعزعة الاستقرار. pic.twitter.com/HTlVoRYkIy
— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) May 15, 2025
وتُعد القرداحة واحدة من المناطق التي كان لها وزن رمزي وأمني كبير في عهد النظام السابق، ما يُعطي لهذا التطور بُعدًا سياسيًا وأمنيًا لافتًا.
علاقة مستودع القرداخة بالتطور السياسي في سوريا
جاء الكشف عن المستودع في وقت تشهد فيه الحكومة السورية الجديدة تقدمًا في ملفات عدة، أبرزها تحسّن العلاقات الإقليمية وبدء خطوات لرفع تدريجي للعقوبات الدولية.
ويُعتقد أن هذا التقدم أثار حفيظة أطراف متضررة من المشهد الجديد، ما قد يفسر عودة بعض مظاهر العنف في مناطق مثل الساحل السوري.
هجمات مسلحة سابقة في اللاذقية وطرطوس
في مطلع مارس الماضي، شهدت منطقتا اللاذقية وطرطوس سلسلة هجمات مسلحة استهدفت حواجز ونقاط أمنية، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون.
وأشارت السلطات حينها إلى أن المهاجمين ينتمون إلى مجموعات مرتبطة ببقايا الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام السابق، دون الكشف عن تفاصيل التحقيقات الجارية.
شبهات بدعم خارجي للمجموعات المتورطة
بحسب وسائل إعلام سورية، أفادت مصادر أمنية بوجود دلائل على تلقي بعض المجموعات المسلحة دعمًا من أطراف خارجية، على رأسها إيران، التي تحتفظ بقنوات اتصال مع بعض الشخصيات العسكرية المنتمية للنظام القديم.
وتُشير هذه المصادر إلى أن بعض الهجمات الأخيرة جرى التنسيق لها عبر شبكات تهريب ونقل أسلحة تعمل من خارج الأراضي السورية.
تحديات تواجه برامج التسوية
كانت السلطات السورية قد أطلقت منذ ديسمبر الماضي برنامجًا لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، يهدف إلى نزع فتيل المواجهة وتشجيع الانخراط في الحياة المدنية أو مؤسسات الدولة. إلا أن عددًا من الفصائل والقيادات في الساحل رفضت المشاركة في هذه التسويات، مفضّلة العمل السري والاحتفاظ بالسلاح، ما يعقّد مهمة إعادة الأمن في تلك المناطق.
بنية أمنية غير مرئية في مناطق نفوذ سابق
وفق تقارير، فإن بعض المناطق في الساحل السوري لا تزال تضم بنية أمنية خفية لعناصر النظام السابق، تشمل مستودعات للسلاح وشبكات تهريب وخلايا نائمة.
ويُخشى أن تستغل هذه البنية الوضع الانتقالي لشن هجمات أو عمليات اغتيال تؤثر على مسار الاستقرار السياسي والأمني.
مخاوف من عودة الفوضى
وفي بيان لها، أكدت وزارة الداخلية السورية أنها مستمرة في ملاحقة كل من يثبت تورطه في تقويض الأمن أو تهديد حياة المواطنين.
كما تشير إلى أن العمليات الأمنية الأخيرة تهدف إلى منع عودة النشاط المسلح الذي كان سائدًا في المراحل السابقة.
في المقابل، تُبدي الأوساط الأمنية مخاوف حقيقية من أن يؤدي تراجع الضغط الأمني أو تساهل في التعامل مع بعض الملفات إلى استغلال ذلك من قبل الجهات التي تسعى لخلق حالة من الفوضى المستمرة.
اقرأ أيضًا: مجلس الأمن يتدخل بعد أحداث طرابلس.. هل تدفع ليبيا ضريبة صراع الدبيبة والمنفي؟