مدعومة بالمشاريع العملاقة.. توقعات بنمو قياسي للبنوك السعودية في 2025

تتزايد التوقعات بخصوص الأداء الجيد للبنوك السعودية خلال العام المقبل؛ وذلك مدعومًا بتطلعات نمو الإقراض، وهو ما يعكس التفاؤل بشأن زيادة وتيرة الأعمال في المشاريع العملاقة، بالإضافة إلى قروض الرهن العقاري.

وتشير الدراسات والتوقعات إلى أن أرباح القطاع المصرفي السعودي ستسجل نموًا يصل إلى نحو 8.8% خلال عام 2025، وهو ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في الأداء الاقتصادي للقطاع، وفقًا لوحدة التحليل المالي في “الاقتصادية”.

أداء ضعيف لأسهم بنك السعودية في 2024

وشهدت أسهم البنوك السعودية أداء ضعيفًا خلال تعاملات العام الحالي، حيث تراجع مؤشر القطاع بنحو 2%، بالرغم من تحقيق البنوك لأرباح قياسية بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.

وهذا التراجع في الأسعار أدى إلى تداول الأسهم بمكررات ربحية متدنية مقارنة بالسنوات الماضية.

وبحسب وحدة التحليل المالي، تشير التوقعات إلى أن قطاع البنوك سينهي العام الجاري عند مكرر ربحية يبلغ 11.97 مرة، وهو أدنى مستوى سنوي للمكررات منذ فترة طويلة، بينما تراوحت مكررات القطاع خلال العامين الماضيين بين 14 و 16 مرة تقريبًا وفقًا لبيانات بلومبرغ.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية الأحد 29 ديسمبر 2024.. تحديث نهائي

التباين في تأثير الفائدة على أسهم البنوك السعودية

وتأثرت أسهم البنوك في السعودية بعدة عوامل، كان من أبرزها التباين في تأثير معدلات خفض الفائدة على البنوك المختلفة.

وقد شهدت بعض البنوك مثل “بي إس إف” و”الأهلي” وكذلك مصرف الإنماء تراجعًا بوتيرة أسرع بعد خفض الفائدة، بينما شهدت أسهم مصرف الراجحي وبنك البلاد ارتفاعًا ملحوظًا.

ومن المتوقع أن يستمر الراجحي وبنك البلاد في تحقيق نتائج إيجابية خلال عام 2025، وهو ما يعزى إلى حساسيتها العالية لأسعار الفائدة وارتفاع تكلفة الأموال.

أرباح تفوق التوقعات في الربع الثالث

وشهدت البنوك السعودية المدرجة أرباحًا تفوق التوقعات خلال الربع الثالث من العام الجاري؛ حيث بلغت الأرباح 20.5 مليار ريال، ليصل إجمالي الأرباح خلال 9 أشهر إلى نحو 58.8 مليار ريال.

جاء هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة دخل العمولات مع نمو الإقراض الذي سجل زيادة بنحو 12.4%، ما فاق معدلات نمو الودائع التي سجلت زيادة بنحو 10.5%.

ورغم هذه الأرباح، فقد تأثرت ربحية بعض البنوك نتيجة لارتفاع تكلفة الأموال، خاصة تلك التي لديها ودائع جارية أقل.

كما تراجع هامش صافي إيرادات الفوائد للبنوك السعودية إلى 48% خلال الربع الثالث مقارنة بـ53% في العام الماضي.

بنوك السعودية
بنوك السعودية

الراجحي يقود النمو في 2025

وتتجه التوقعات إلى استمرار البنوك في تحقيق أرباح قياسية خلال العام المقبل، حيث من المتوقع أن تصل أرباح القطاع إلى قرابة 83 مليار ريال، مع تسجيل مصرف الراجحي نموًا كبيرًا.

كما يتوقع أن تزداد أرباحه بنسبة 17.3%، مما يعني أن ربحية المصرف ستصل إلى نحو 22 مليار ريال، وهو ما يمثل ربع إجمالي أرباح البنوك السعودية المدرجة.

علاوة على ذلك، يستفيد مصرف الراجحي، الذي يعد ثاني أكبر بنك في السعودية، من تراجع أسعار الفائدة، مما يعزز من عمليات الإقراض لفئة الأفراد، وهي الفئة التي يسيطر المصرف على حصة سوقية كبيرة فيها.

كما أن المصرف يتمتع بحصة سوقية كبيرة للودائع تحت الطلب بغير فوائد.

ورغم أن سهم الراجحي يتداول بمكرر ربحية يبلغ 21 مرة، وهو أعلى من مكررات باقي البنوك، إلا أن معدلات النمو المرتفعة قد توفر مساحة لزيادة القيمة السوقية للسهم.

توقعات بنمو متفاوت للبنوك السعودية

وبالنظر إلى باقي البنوك، من المتوقع أن يحقق بنك الجزيرة نموًا كبيرًا بنسبة 24% في العام المقبل، بعد أداء قوي خلال 9 أشهر من عام 2024، مدفوعًا بزيادة دخل التمويل.

أما البنك الأهلي، أكبر البنوك السعودية من حيث الأصول والودائع، فيتوقع أن يحقق نموًا بنحو 5.9%، بينما يتوقع أن يسجل بنك الرياض نموًا بنسبة 5.5%.

من ناحية أخرى، يتوقع أن يحقق مصرف الإنماء أرباحًا تقترب من 6 مليارات ريال في 2025.

اقرأ أيضًا: تبدأ الثلاثاء.. موجة قطبية شديدة البرودة تضرب السعودية

التوقعات المستقبلية لأسعار الأسهم

وتشير التوقعات إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين الأسعار المستهدفة للأسهم الحالية للبنوك السعودية وأسعارها الفعلية، حيث تصل الفجوة إلى نحو 40%، وهو ما يعكس التراجع الملحوظ في أسهم القطاع هذا العام.

ويتصدر “البنك الأول” الفروقات بين السعر المتداول والسعر المستهدف، حيث يتداول سهمه بفارق يبلغ 39% عن مستهدفه البالغ 45.9 ريال، يليه البنك الأهلي مع مستهدف عند 46 ريالاً للسهم.

أما بنك الرياض وبنك بي إس إف، فيتداولان دون مستهدفاتهما بنسبة تقارب 22% و21% على التوالي.

ومن المتوقع أن يواصل قطاع البنوك السعودية تحقيق نتائج إيجابية في عام 2025، بفضل استمرار النمو في الإقراض والمشاريع العملاقة، على الرغم من التحديات الناتجة عن تقلبات أسعار الفائدة.

كما تحافظ البنوك الكبرى مثل الراجحي والأهلي على مكانتها في السوق، بينما تشهد بعض البنوك الأخرى نموًا ملحوظًا، ما يعزز من آفاق القطاع بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى