زراعة

مزارعو القطن المصريون يحتفلون بموسم الحصاد والحوافز الحكومية

بداية حصاد القطن تحمل وعدًا بحصاد مثمر وفوائد المبادرات الحكومية الجديدة

يحتفل المزارعون المصريون مثل حسام سعيد بموسم حصاد القطن هذا العام ليس بوعدًا بحصاد مثمر فحسب، بل أيضًا بفوائد المبادرات الحكومية الجديدة التي تهدف إلى دعم العمود الفقري للاقتصاد الزراعي في مصر، وذلك وفقا لما نشرته وكالة أنباء شينخوا، وجلوبال تايمز.

حصاد وفير: المزارعون يحصدون المكافآت

بالنسبة لسعيد، مثل العديد من المزارعين في المنطقة، فإن حصاد القطن هو تتويج لأشهر من التفاني والعمل الجاد. “كل يوم لعدة أشهر، اعتنينا بهذه النباتات بالحب والرعاية”، قال سعيد لوكالة أنباء شينخوا. “عندما نحصد، لا نجمع القطن فقط، بل مكافآت عملنا وتفانينا”.

بحسب خاص عن مصر، يأتي حصاد هذا العام بأكثر من مجرد المحصول المادي – يحتفل المزارعون بمكاسب مالية كبيرة بفضل الجهود التي تقودها الحكومة لرفع أسعار القطن. يعد هيكل التسعير الجديد بمستقبل أكثر إشراقًا لسعيد وزملائه المزارعين، مما يوفر شريان حياة اقتصاديًا مطلوبًا بشدة.

قال سعيد، وهو يلتقط القطن بمهارة من البذور: “لقد أعطانا دعم الحكومة شعوراً بالأمان”. “يعد بأن عملنا الشاق سيكون موضع تقدير ويشجعنا على الاستمرار”.

دعم الحكومة يعزز دخل المزارعين

يمثل نظام التسعير الجديد زيادة كبيرة عن أسعار الموسم الماضي. حيث يباع القنطار متوسط ​​التيلة (حوالي 157 كيلوجرامًا من بذور القطن) الآن مقابل 10 آلاف جنيه مصري (حوالي 206 دولارات أمريكية) في صعيد مصر، بينما يبلغ سعر القنطار طويل التيلة 12 ألف جنيه مصري. ويتناقض هذا بشكل حاد مع أسعار العام الماضي التي بلغت 4500 و5500 جنيه مصري.
أثبت قرار الحكومة بزيادة أسعار القطن أنه كان قراراً تحويلياً يعزز دخل المزارعين. قهذا تحسن كبير عن أسعار العام الماضي. وتمثل المعدلات التي تضاعفت تقريباً نعمة مالية كبيرة للمزارعين، حيث تعمل على تحسين دخول الأسر وتشجيع المزيد من الاستثمار في الصناعة.

إحياء إرث “الذهب الأبيض”

لطالما كان القطن المصري، المعروف باسم “الذهب الأبيض”، محل تقدير لجودته الاستثنائية، حيث يمتد إرثه إلى قرنين من الزمان. يخلق مناخ البلاد وتربتها الخصبة ظروفًا مثالية للنمو، ولأجيال، كان القطن المصري مرادفًا للرفاهية في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، في أعقاب ثورة 2011، عانت الصناعة من إهمال الحكومة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج والجودة. والآن، أعادت الحكومة المصرية تركيز جهودها لإعادة تنشيط القطاع. وطموحهم هو مضاعفة إنتاج القطن واستعادة مكانة مصر كقائدة في سوق القطن العالمية.

استراتيجية النمو المستدام

قال مصطفى عمارة، المتحدث باسم معهد بحوث القطن في مصر: “لدينا استراتيجية لتعزيز الزراعة عبر ثلاثة مجالات رئيسية: تنوع البذور، وممارسات الزراعة المستدامة، والارتباطات بالسوق العالمية”. وتتضمن الاستراتيجية إدخال أصناف بذور مقاومة للمناخ تنضج مبكرًا وتنتج غلات أعلى. بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة الزراعة على تعزيز أساليب الزراعة المستدامة بيئيًا والتي تتوافق مع المعايير الدولية لضمان إنتاج قطن أنظف وأعلى جودة.

أقرا أيضا.. توتال إنرجيز تتوسع في قطاع الطاقة المصري وسط فرص استثمارية واعدة

وتركز جهود الحكومة أيضًا على تحديث نظام التسويق والتوزيع. ساعد نظام التداول الجديد، الذي تم إنشاؤه في عام 2019، في تعزيز القدرة التنافسية للقطن المصري على الساحة العالمية من خلال ربط المزارعين المحليين مباشرة بالأسواق الدولية. وأشار عمارة إلى أن “هذا النظام يربط مزارعينا مباشرة بالساحة العالمية”، مسلطًا الضوء على النطاق العالمي للقطن المصري.

التوسع والتوقعات المستقبلية

هذا العام، توسعت زراعة القطن إلى 311 ألف فدان، ارتفاعًا من 255 ألف فدان في الموسم السابق. ومن المتوقع أن ينتج هذا الارتفاع أكثر من مليوني قنطار من القطن، وهو ارتفاع ملحوظ عن 1.3 مليون قنطار في العام الماضي. ويتمثل الهدف الطويل الأجل للحكومة في زراعة 750 ألف فدان من القطن عالي الجودة بحلول عام 2030، وهي الرؤية التي تشير إلى مستقبل واعد لصناعة القطن في مصر.

وقال عمارة، “نهدف إلى زراعة 750 ألف فدان من القطن عالي الجودة بحلول عام 2030″، موضحًا مسارًا واضحًا نحو النمو المستدام والاعتراف العالمي بقطن مصر.

تفاؤل المزارعين بالمستقبل

بالنسبة للمزارعين مثل سعيد، جددت مبادرات الحكومة التفاؤل بالمستقبل. وبتشجيع من الأسعار المرتفعة والفرص الجديدة التي تجلبها، يخطط لمضاعفة مساحة القطن في الموسم المقبل. وقال وهو يحمل القطن الناعم بين يديه، وهو رمز للازدهار الذي يأمل هو والمزارعون الآخرون في تحقيقه الآن: “بهذه الأسعار، يمكننا الحفاظ على سبل عيشنا والاستثمار في ممارسات زراعية أفضل”.

مع بدء صناعة القطن في مصر فصلاً جديدًا، يحتفل المزارعون في جميع أنحاء البلاد بموسم حصاد مليء بالوعود، وذلك بفضل الدعم القوي من السياسات الحكومية التي تقدر جودة المحصول والعمل الجاد لأولئك الذين يزرعونه.

زر الذهاب إلى الأعلى