مسؤولون سابقون يحثون ترامب على زيادة تمويل العلوم لمواجهة الريادة التكنولوجية للصين

القاهرة (خاص عن مصر)- دعا وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هاجل ومسؤولون آخرون في الأمن القومي ــ بما في ذلك شخصيتان رئيسيتان من ولاية دونالد ترامب الأولى ــ الكونجرس إلى تعزيز التمويل المخصص للبحوث العلمية الفيدرالية، لمواجهة الريادة التكنولوجية للصين.

يسلِّط نداؤهم العاجل الضوء على المخاوف المتزايدة من تفوق الصين على الولايات المتحدة في قطاعات التكنولوجيا الحيوية، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ديناميكيات القوة العالمية.

تخفيضات الميزانية تهدد البحوث العلمية

يأتي النداء بعد أيام فقط من اضطرار مؤسسة العلوم الوطنية ــ وهي وكالة رئيسية مسؤولة عن تمويل البحوث العلمية ــ إلى تسريح 170 موظفا في أعقاب الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بتقليص القوى العاملة الفيدرالية.

تشير التقارير إلى أن مئات عمليات التسريح الأخرى قد تكون وشيكة، مع وجود مليارات الدولارات في تخفيضات الميزانية المحتملة التي تلوح في الأفق بشأن مستقبل الوكالة.

في حين رفض المتحدث باسم مؤسسة العلوم الوطنية التعليق على مدى التخفيضات المخطط لها، وصفت مصادر داخلية القلق الواسع النطاق بين الباحثين، محذرين من أن التقدم العلمي الرئيسي قد يتعطل بشدة.

مواجهة الريادة التكنولوجية للصين: سباق لا يمكننا أن نتحمل خسارته

في رسالة حصلت عليها رويترز، موجهة إلى دونالد ترامب، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، ضغط المسؤولون السابقون من أجل الحصول على كامل المبلغ المخصص لمؤسسة العلوم الوطنية (16 مليار دولار) في السنة المالية 2025. وهم يزعمون أن الزعامة الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا المتطورة أمر بالغ الأهمية للأمن القومي والقوة الاقتصادية والتفوق العسكري، لمواجهة الريادة التكنولوجية للصين.

يحذر الخطاب من أن “الصين تقوم باستثمارات استراتيجية كبيرة في البحوث الأساسية والتطبيقية وتضع البلاد في موقف يتفوق علينا في المجالات الحرجة التي يمكن أن تحدد نتيجة الصراعات المستقبلية”. “هذا سباق لا يمكننا أن نتحمل خسارته”.

اقرأ أيضًا: ترامب يتوقع قبول بوتين لقوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا

الفجوة التكنولوجية: الولايات المتحدة ضد الصين

تشير الرسالة إلى النتائج التي توصل إليها معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، والتي تشير إلى تحول كبير في الزعامة التكنولوجية.

في الفترة ما بين عامي 2003 و2007، كانت الصين رائدة في ثلاث فقط من 64 تقنية حاسمة. ولكن بحلول عام 2023، تجاوزت الصين الولايات المتحدة في 57 من تلك المجالات – وهو مؤشر مثير للقلق على التوازن العالمي المتغير في الابتكار العلمي.

من بين المجالات المثيرة للقلق بشكل خاص مديرية التكنولوجيا والابتكار والشراكات التابعة لمؤسسة العلوم الوطنية، والتي تأسست في عام 2022. تم إنشاء هذا القسم لتحويل الأبحاث المتطورة إلى تطبيقات في العالم الحقيقي، وهي عملية حيوية للحفاظ على التفوق التكنولوجي للجيش الأمريكي.

مع ذلك، تشير التقارير الداخلية إلى أن أكثر من 20٪ من موظفي مديرية التكنولوجيا والابتكار والشراكات تم تسريحهم الأسبوع الماضي، مع احتمال إجراء المزيد من التخفيضات.

من الذي وقع على الرسالة؟

إلى جانب تشاك هاجل، من بين الموقعين البارزين كريس ميلر، الذي شغل منصب القائم بأعمال وزير الدفاع خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ودوج فيرز، مستشار الأمن الداخلي السابق في عهد ترامب.

تشير تحذيراتهم الحزبية إلى أن المخاوف الأمنية الوطنية المحيطة بالصعود التكنولوجي للصين تمتد إلى ما هو أبعد من الانقسامات السياسية.

ماذا بعد؟

في ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها الكونجرس من جانب المسؤولين الأمنيين السابقين، من المرجح أن تشتد المعركة حول تمويل مؤسسة العلوم الوطنية. والمخاطر عالية ــ ليس فقط بالنسبة للباحثين، بل وأيضاً بالنسبة لمستقبل التفوق التكنولوجي الأمريكي في عصر المنافسة الجيوسياسية الشرسة.

زر الذهاب إلى الأعلى