مشاريع مشتركة لتطوير السكك الحديدية وأنظمة الإشارات بين مصر وإيطاليا

شهد ميناء تريستا الإيطالي احتفالية كبيرة بمناسبة تشغيل خط الرورو المصري-الإيطالي، ووصول أول رحلة شحن بحري مباشرة بين البلدين، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، وماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والبنية التحتية الإيطالي.

أهداف استراتيجية للنقل والصناعة

تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مجالي النقل والصناعة، حيث يمثل تشغيل الخط الجديد جسرًا بحريًا بين مصر وإيطاليا يسهم في تعزيز التجارة البينية.

ويمكّن الخط من نقل البضائع، لا سيما الشاحنات المبردة والجافة، بين ميناء دمياط وميناء تريستا في غضون يومين ونصف فقط، مقارنة بستة أيام بالطرق التقليدية.

اقرأ أيضا.. الدولار يرتفع إلى 52 جنيهًا وفق تقديرات الحكومة المصرية

أكد الفريق مهندس كامل الوزير أن المشروع يترجم رؤية القيادة السياسية المصرية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات، كما أوضح أن الخط سيساهم في زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، لا سيما في قطاعي المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية، بفضل انخفاض تكاليف الشحن وسرعة وصول البضائع، مما يعزز تنافسية المنتج المصري عالميًا.

جلسة مباحثات لتعزيز التعاون

وعلى هامش الاحتفالية، عقد الفريق كامل الوزير جلسة مباحثات مع نظيره الإيطالي ماتيو سالفيني، ناقش الجانبان عددًا من المشاريع المشتركة، أبرزها:

إدارة وتشغيل القطار الكهربائي السريع في مصر بالتعاون مع شركة سكك حديد إيطاليا.

إنشاء شركة مشتركة لتجديد السكك الحديدية بالتعاون مع شركة “سالشيف” و”إيرتراك”.

تعزيز التعاون مع شركة “ميرمك” لتطوير نظم الإشارات وإنشاء مصنع لأنظمة الإشارات في مصر.

تستهدف هذه المشاريع توطين الصناعات التكنولوجية المتقدمة في مصر وتقليل الاعتماد على المكون الأجنبي، ما يساهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتلك الصناعات.

استثمارات جديدة في القطاع الصناعي

شهدت الزيارة أيضًا اجتماع الفريق كامل الوزير مع أندريا دياسبارو، نائب رئيس شركة “دانيللي” المتخصصة في معدات إنتاج الحديد، حيث أبدت الشركة رغبتها في إنشاء مصنع لإنتاج المواد الخام للحديد في مصر، بما يشمل المواسير غير الملحومة (Seamless Pipes). وأكد دياسبارو أن السوق المصرية تتمتع بمزايا تنافسية تجعلها الوجهة المفضلة للتوسع في المنطقة.

خطوة نحو تعزيز فرص العمل

أشار الوزير إلى أن تشغيل خط الرورو سيوفر أكثر من 2000 فرصة عمل للسائقين المصريين، إلى جانب فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لشركات النقل والشحن والوكلاء الملاحيين.

خطط مستقبلية للتعاون

من جهته، أكد ماتيو سالفيني حرص الجانب الإيطالي على تعزيز التعاون مع مصر في قطاعات النقل والصناعة. كما أعلن عن خطط لزيارة مصر في الربع الأول من عام 2025 لاستكمال المناقشات حول المشاريع المشتركة ومتابعة التطورات.

نحو شراكة استراتيجية طويلة الأمد

تؤكد هذه الخطوات أن العلاقات المصرية-الإيطالية تشهد نقلة نوعية، حيث يجسد خط الرورو نموذجًا عمليًا للتعاون الاستراتيجي الذي يعود بالنفع على الجانبين، سواء من حيث تسهيل حركة التجارة أو تعزيز فرص الاستثمار في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدمة.

زر الذهاب إلى الأعلى