مشروع ضم ومقترح هدنة.. تفاصيل خطة نتنياهو وترامب للسيطرة على الضفة وغزة

كشفت إسرائيل والولايات المتحدة عن ملامح متزامنة لتحركات خطيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن ما وصفه مراقبون بخطة أشمل للسيطرة المزدوجة الأولى عبر فرض السيادة على الضفة، والثانية عبر فرض تهدئة مشروطة في غزة.
دعا وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، خلال اجتماع مع زعيم المستوطنين يوسي داجان، إلى التحرك فوراً لضم الضفة الغربية، معتبراً أن “الوقت قد حان” لتطبيق السيادة الإسرائيلية عليها.
وقال ليفين وفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل: “أعتقد أن هذه الفترة، بعيداً عن القضايا الحالية، هي وقت الفرصة التاريخية التي يجب ألا نضيعها”.
سيادة إسرائيل على الضفة بعد تدمير غزة
وأضاف: “حان وقت السيادة، حان وقت تطبيقها. موقفي في هذا الأمر صارم، وهذا أمر واضح. يجب أن تكون هذه القضية على رأس قائمة الأولويات”.
وتعكس هذه التصريحات تصعيداً في لهجة الحكومة اليمينية في إسرائيل، التي ترى في الانشغال الدولي بحرب غزة فرصة سانحة لتوسيع مشروعها الاستيطاني في الضفة، بدعم ضمني أو صمت من حلفائها.
تقرير أممي يتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية
بالتوازي مع هذا التوجه، أصدرت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تقريراً صادماً بعنوان “من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية”.
وجاء في التقرير أن عدداً من الشركات يشارك بشكل مباشر في دعم المشروع الاستيطاني، ويستفيد من “نموذج اقتصادي يقوم على الفصل العنصري وتهجير الفلسطينيين”.
ألبانيز وصفت إسرائيل بأنها تطبق سياسة ممنهجة تهدف إلى “استبدال السكان الفلسطينيين، وتجريدهم من ممتلكاتهم وهويتهم”، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يتحول تدريجياً إلى اقتصاد مبني على الإبادة الجماعية، على حد وصفها.
الحكومة الإسرائيلية رفضت التقرير واعتبرت المقررة الأممية “منحازة”، مؤكدة أنها لا تتعاون مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي تتهمه تل أبيب بالتحامل.
ترامب يضغط على حماس للقبول بهدنة في غزة
في سياق متصل، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة على خط الوساطة في غزة، حيث دعا حركة حماس إلى القبول بـ”مقترح نهائي” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، قال إن إسرائيل وافقت عليه.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال”:”ممثليّ أجروا محادثات طويلة ومثمرة مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة… هذا هو المقترح النهائي. آمل من أجل مصلحة الشرق الأوسط أن تقبل حماس به، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً”.
المقترح الذي سيُسلم عبر وسطاء من قطر ومصر، يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، وإطلاق نصف الرهائن الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين ورفات، مع فترة سماح للمفاوضات حول إنهاء الحرب.
حماس ترفض وإسرائيل تتمسك
بينما أبدت حماس استعداداً مبدئياً لإبرام اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين، فإنها لا تزال ترفض نزع سلاحها أو تفكيك بنيتها العسكرية، وهو الشرط الذي تضعه إسرائيل لأي تسوية نهائية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، هذا الأسبوع، إن تل أبيب وافقت على الهدنة ومقترح تبادل الرهائن، لكنه حمّل حماس مسؤولية التعطيل.
من جهتها، تعتبر الحركة أن أي تهدئة يجب أن تضمن رفع الحصار عن غزة وضمانات دولية لوقف العدوان، لا مجرد هدوء مؤقت لصالح إعادة التموضع الإسرائيلي.
هل تُطبَّق خطة غزة والضفة على الأرض؟
يرى مراقبون أن التحرك الإسرائيلي لتسريع خطوات الضم في الضفة، بالتزامن مع مسعى أمريكي لفرض هدنة مشروطة في غزة، يعكس محاولة لتثبيت واقع جديد في الأراضي الفلسطينية.
وهو سيناريو يُعيد للأذهان فصول “صفقة القرن” التي أطلقها ترامب عام 2020، والتي جُمدت لاحقاً. إلا أن الرئيس الأمريكي يعود اليوم محاولاً توظيف الحرب لصناعة “نصر دبلوماسي” قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولو على حساب القضية الفلسطينية.
اقرا أيضا.. تل أبيب تهدد صنعاء بعد طهران.. هل تفتح قاذفات B-2 جبهة جديدة في اليمن؟