مشروع قناطر ديروط.. قفزة نوعية في الري لـ 18% من الأراضي الزراعية في مصر
القاهرة (خاص عن مصر) – يعد مشروع إنشاء قناطر ديروط الجديدة أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها وزارة الموارد المائية والري في مصر.
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين نظام الري في مساحة زراعية كبيرة تشمل خمس محافظات في صعيد مصر، وهي أسيوط، المنيا، بني سويف، الفيوم، والجيزة، في حين يمثل المشروع جزءًا من جهود الحكومة المصرية المستمرة لتحديث البنية التحتية المائية وتعزيز كفاءة استخدام الموارد المائية.
أهداف مشروع قناطر ديروط
ويهدف المشروع إلى تحسين عملية الري في زمام 1.60 مليون فدان، مما يمثل 18% من مساحة الأراضي الزراعية في مصر، في حين يشمل المشروع إنشاء سبع قناطر جديدة وهي: فم بحر يوسف، الإبراهيمية، البدرمان، الديروطية، أبو جبل، إيراد الدلجاوي، والساحلية.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء كوبري علوي ومباني للتشغيل والتحكم، فضلًا عن تطوير نظام إدارة ومتابعة توزيع المياه في 45 موقعًا داخل نطاق المشروع.
اقرأ أيضًا: حوافز غير مسبوقة.. مصر تجذب 5 شركات عالمية للاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية
أهمية قناطر ديروط
وتعد قناطر ديروط من أقدم المنشآت المائية في مصر، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى حوالي 150 عامًا، ومع تقدم الزمن وتزايد الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، ظهرت الحاجة إلى إنشاء قناطر جديدة لتحل محل القديمة.
كما يهدف المشروع إلى تحسين نظام التحكم في تصرفات الترع، مما يعزز من كفاءة توزيع المياه ويضمن وصولها بشكل منتظم إلى الأراضي الزراعية المستفيدة، وهذا التحسين في نظام الري سيزيد من إنتاجية الفدان ويعزز من القدرة الإنتاجية الزراعية في المناطق المستهدفة.
التمويل والتعاون الدولي
والمشروع هو نتاج لتعاون طويل الأمد بين مصر واليابان في مجال الموارد المائية، حيث يشمل التعاون تنفيذ العديد من المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية المائية في مصر.
علاوة على ذلك، يعد هذا المشروع استمرارًا لأعمال إحلال وتأهيل المنشآت المائية الرئيسية الواقعة على بحر يوسف، والتي تضمنت إنشاء عدة قناطر جديدة بتمويل ياباني مثل قناطر اللاهون وفم ترعة الجيزة.
التقدم في الأعمال
وبحسب بيانات وزارة الموارد المائية والري، تم إنجاز حوالي 56% من أعمال المشروع حتى الآن، وتتضمن الأعمال المنجزة إنشاء وتطوير القناطر الجديدة، بالإضافة إلى تركيب أنظمة التحكم الآلي الحديثة التي تسمح بمراقبة تصرفات المياه بشكل دقيق وفعال.
وهذه الأنظمة ستساعد في تحسين إدارة الموارد المائية وتقليل الفاقد منها، مما ينعكس إيجابًا على الزراعة والبيئة في المناطق المستهدفة.
اقرأ أيضًا: ما هي بدائل صندوق النقد الدولي؟.. هذه المؤسسات قد تنقذ مصر من جحيم الديون المشروطة
الفوائد المتوقعة
من المتوقع أن يسهم مشروع قناطر ديروط الجديدة في تحقيق العديد من الفوائد، منها تحسين كفاءة الري، حيث سيعزز المشروع من قدرة نظام الري على توصيل المياه بكفاءة إلى الأراضي الزراعية، مما يزيد من إنتاجية الفدان ويعزز من القدرة الإنتاجية الزراعية.
ومن خلال توفير نظام تحكم آلي متطور، سيساعد المشروع في تقليل الفاقد من المياه وضمان توزيعها بشكل عادل ومنتظم، بالإضافة إلى أن المشروع سيعزز من القدرة الإنتاجية للمزارعين في المناطق المستفيدة، مما يسهم في تحسين مستوى معيشتهم وزيادة الدخل الزراعي.
ومن خلال تحسين إدارة الموارد المائية، سيسهم المشروع في تحقيق استدامة بيئية طويلة الأمد وتقليل التأثيرات السلبية على البيئة.
التحديات والمخاطر
رغم الفوائد العديدة المتوقعة من مشروع قناطر ديروط الجديدة، هناك بعض التحديات والمخاطر التي قد تواجه تنفيذ المشروع، منها التحديات التقنية حيث تتطلب الأعمال الإنشائية استخدام تقنيات حديثة ومتطورة، مما يتطلب تدريب الكوادر الفنية وتوفير المعدات اللازمة.
ويتطلب المشروع تحقيق توازن بين تحقيق الفوائد الاقتصادية وحماية البيئة، مما يستدعي تنفيذ دراسات بيئية دقيقة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على البيئة.
ويمثل مشروع إنشاء قناطر ديروط الجديدة خطوة هامة نحو تحسين نظام الري في مصر وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، ومن خلال التعاون الدولي والاستفادة من الخبرات العالمية، تسعى الحكومة المصرية إلى تطوير بنيتها التحتية المائية وضمان استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.
والتقدم الملحوظ في تنفيذ هذا المشروع يعكس التزام مصر بتحقيق أهدافها التنموية وتطوير قطاع الزراعة بما يتماشى مع خططها الاستراتيجية المستقبلية.