اقتصاد

مصدرو العنب المصريون يرحبون بارتفاع الطلب رغم انخفاض الأسعار  

قدم موسم العنب المصري لعام 2024، على الرغم من ارتفاع الطلب، للمزارعين والمصدرين فرصًا وعقبات، وفقا لتقرير نشره موقع فروت نت.

رغم انخفاض الإنتاج الإجمالي وانخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف، تمكن القطاع الزراعي وموسك العنب من الصمود. ومع ذلك، فإن مزيجًا من العوامل، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالطقس وتقلبات العملة والاختناقات اللوجستية، جعله عامًا صعبًا على العديد من أصحاب المصلحة.

موسم مختلط: الطلب يرتفع بينما الأسعار منخفضة

وفقا لتقرير فروت نت، اتسم موسم العنب المصري لعام 2024 بالطلب القوي، لكن الأسعار لم ترتفع وفقًا لذلك. ووفقًا لمينا عيسى، مؤسس ومستشارة تصدير الأعمال الزراعية في RejoicePro، انخفضت أحجام العنب بشكل كبير، بنسبة تصل إلى 25٪، مقارنة بالعام السابق. وكان هذا الانخفاض يرجع إلى حد كبير إلى شتاء دافئ بشكل غير عادي أثر على خصوبة الأشجار ووزن العناقيد. ونتيجة لذلك، انخفضت غلة العنب، وخاصة الأصناف الحمراء.

استفاد المصدرون من زيادة الطلب، حيث أشار أحد المصدرين الكبار إلى أن “هذا العام كان على قدم المساواة مع العام السابق بسبب البرامج المستقرة والطلب”. ومع ذلك، شهد المزارعون انخفاضًا في إنتاجهم، على الرغم من أن البعض وجدوا العزاء في حقيقة أن الأسعار في الاتحاد الأوروبي كانت مستقرة نسبيًا.

جلبت العنب الأبيض الخالي من البذور أسعارًا تتراوح بين 11 و 13 يورو لكل كرتونة 5 كجم، في حين بيع العنب الأحمر الخالي من البذور مقابل 12 إلى 14 يورو. في السوق المحلية المصرية، تضاعفت أسعار المزرعة عن العام السابق، حيث ارتفعت من 30-40 جنيهًا مصريًا للكيلوجرام إلى 60-70 جنيهًا مصريًا هذا الموسم.

أقرا أيضا…خطوة هامة للصناعات الكيميائية.. بيلفينجر العالمية توسع حضورها في مصر بعقد مهم مع كيما

الطقس وانخفاض قيمة العملة: ضربة مزدوجة

سمح موسم الحصاد الممتد لكل من الأصناف البيضاء والحمراء الخالية من البذور للمزارعين بالاستفادة من الطلب القوي، لكن ارتفاع التكاليف – الذي تفاقم بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري – قلص أرباحهم. تم شراء مواد التعبئة والتغليف بالفعل بأسعار أعلى قبل انخفاض قيمة العملة، مما زاد من الضغط على هوامش الربح. ويؤكد عيسى أنه على الرغم من ارتفاع العائدات هذا الموسم، إلا أن المزارعين واجهوا تكاليف أعلى بنسبة 30-40%، مما جعل البيئة الاقتصادية أكثر تحديًا.

وبينما أدى عدم القدرة على التنبؤ بالطقس إلى انخفاض الإنتاج الإجمالي، ظلت الجودة قوية، مع وجود عدد قليل من الشكاوى التي أبلغ عنها العملاء. وقد حقق محصول العنب الأبيض المبكر هذا العام أداءً جيدًا مقارنة بالعنب الأحمر، مما ساعد في استقرار إنتاج الصناعة في مناخ صعب.

التحديات اللوجستية وأزمة البحر الأحمر

كانت أزمة البحر الأحمر المستمرة واحدة من أكثر المخاوف إلحاحًا بالنسبة للمصدرين هذا الموسم، والتي عطلت طرق التجارة وتسببت في تأخير الشحن. وكان العديد من المصدرين مترددين في إرسال الشحنات إلى الشرق الأقصى، حيث امتدت أوقات العبور إلى 30-40 يومًا.

خلقت هذه التأخيرات، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل بالشاحنات إلى الموانئ المصرية، عقبات إضافية. وعلى الرغم من هذه التحديات، استفادت العنب المصري من الافتقار إلى المنافسة حيث أعاقت أزمة البحر الأحمر أيضًا الهند، وهي منافس رئيسي في السوق الأوروبية.

وتبرز القضايا اللوجستية في مصر بشكل أكبر من خلال الوقت الذي تستغرقه الشحنات للوصول إلى أوروبا. إن نقل العنب من مصر إلى روتردام قد يستغرق ما يصل إلى 12-15 يومًا، والصناعة في حاجة ماسة إلى حلول شحن أسرع. وبدون تحسينات في الخدمات اللوجستية، يواجه المصدرون خطر مواجهة حالات العرض الزائد في الأسواق الرئيسية مثل أوروبا، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل أكبر.

كانت إحدى النقاط المضيئة للمصدرين المصريين هذا العام هي ندرة العنب في السوق، مما سمح لهم بالحفاظ على أسعار تنافسية على الرغم من انخفاض الأحجام. كما قدم خفض قيمة العملة ميزة طفيفة، حيث سمح للمصدرين بتقديم أسعار أكثر جاذبية مقارنة بالموردين الآخرين. وتشير مينا عيسى إلى أن الطلب من المستوردين الأوروبيين نما بشكل كبير، مع زيادة البرامج بنسبة 20-30٪ في بداية الموسم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى