مصر تبدأ تصنيع مقاتلة شبحية من الجيل الخامس مع هذه الدولة الإسلامية| قواعد اللعبة تتغير

وافقت تركيا رسميًا على انضمام مصر إلى برنامج إنتاج المقاتلة الشبحية التركية من الجيل الخامس “قآن”، لتصبح القاهرة شريكاً في التصنيع والتطوير، في خطوة غير مسبوقة تعكس تحوّلاً كبيرًا في علاقات البلدين العسكرية، وتعيد ترتيب أوراق القوة الجوية في الإقليم، وفقاً لتقرير تم نشره على موقع دويتش فيل الألماني.

التحرك المشترك يأتي بعد سنوات من التوتر السياسي بين القاهرة وأنقرة، الذي انتهى بمصافحة تاريخية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان في الدوحة، سرعان ما أعقبتها تقاربات اقتصادية ودبلوماسية، لكن التحالف العسكري الناشئ يبدو الأكثر تأثيرًا على توازنات القوة الإقليمية، وذلك في تطور لافت يحمل أبعاداً استراتيجية عميقة.

مصر تدخل رسمياً في مشروع تركيا .. “قآن” الشبحية

لأول مرة، تتجاوز العلاقات العسكرية بين مصر وتركيا نطاق التدريب والتبادل، لتصل إلى إنتاج مشترك لطائرة مقاتلة فائقة التطور. المقاتلة الشبحية “TF-X Kaan”، التي تطورها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI)، تُعد واحدة من أبرز مشاريع الجيل الخامس عالميًا، وتطمح أنقرة والقاهرة إلى منافستها للطائرات الأمريكية والصينية والروسية على حد سواء.

وبحسب وسائل إعلام تركية، تم اتخاذ قرار إشراك مصر في البرنامج بعد زيارة وفد عسكري مصري لمرافق تصنيع “قآن”، واطلاعه على النموذج الأولي للطائرة، تمهيدًا لتوقيع مذكرة تفاهم شاملة نهاية عام 2025.

طائرة شبحية بمواصفات عالمية

تتميّز المقاتلة “قآن” بقدرتها على المناورة العالية، وتقنياتها الإلكترونية المتقدمة، وقدرتها على التخفي من الرادارات والطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت. وتشير التقديرات إلى أن تصميمها استند بشكل كبير إلى تقنيات هندسة عكسية مستوحاة من طائرات صينية وروسية.

اختبار النموذج السادس للمقاتلة التركية “قآن”

وتملك تركيا خبرة تراكمية سابقة من مشاركتها في برنامج F-35، حيث أنتجت نحو 900 مكون للطائرة قبل استبعادها من المشروع.

إسرائيل تراقب بصمت.. ومخاوف من نهاية احتكارها للتفوق الجوي

التحاق مصر بنادي الدول المالكة لتقنية الجيل الخامس يضع حداً للتفوق الجوي الإسرائيلي المطلق، والذي حافظت عليه تل أبيب لعقود بدعم أمريكي مباشر.

فإسرائيل كانت حتى وقت قريب الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مقاتلات F-35، بينما فشلت الإمارات وتركيا وحتى السعودية في الحصول عليها، إما بفعل فيتو إسرائيلي أو قيود أمريكية صارمة.

واليوم، باتت القاهرة على بعد خطوات من امتلاك مقاتلة لا تقل في الخصائص التقنية عن “F-35″، ما يعزز من قدرتها على الردع بعيد المدى والتخفي والضربات الدقيقة، وهو ما يُقلق مراكز القرار في تل أبيب، رغم غياب التصريحات الرسمية.

معادلة إقليمية جديدة .. القاهرة وأنقرة بدل طهران؟

يرى محللون أن التحالف المصري التركي يشكل رداً استراتيجياً على الانفراد الإسرائيلي بالتفوق العسكري الجوي، ويأتي أيضًا في سياق إضعاف محور “إيران – سوريا” الذي تراجع تأثيره بعد حرب أبريل مع إسرائيل.

ووفقًا لتقارير عبرية، فإن “التهديد القادم لإسرائيل” بات يتمثل في تركيا، وليس طهران فقط، خصوصاً مع تحركات أردوغان الأخيرة في سوريا ودعواته الصريحة لمواجهة إسرائيل.

السيسي وأردوغان
السيسي وأردوغان

في المقابل، تبدو مصر مستعدة لتوظيف هذا التعاون الجديد ليس فقط لتحسين قدراتها الجوية، بل لتعزيز دورها الإقليمي كقوة رادعة، وهو ما أكدته زيارات رسمية متكررة بين مسؤولي البلدين، شملت شركات الصناعات الدفاعية المتقدمة.

من الهيمنة إلى التوازن .. مصر تعيد صياغة عقيدتها الدفاعية

انخراط مصر في مشروع “قآن” الشبحية لا يعكس فقط تحديثًا نوعيًا في سلاح الجو، بل يكشف عن تحول في العقيدة العسكرية المصرية نحو بناء قدرة ردع استراتيجية حقيقية، بعيدة عن الاعتماد المطلق على السلاح الأمريكي.

فبينما تحافظ القاهرة على سياساتها الدفاعية القائمة على “عدم المبادرة بالعدوان”، فإن امتلاكها لمقاتلة شبحية يمنحها ميزة هجومية محتملة وقوة ردع فعّالة ضد أي تهديد خارجي .. فالرسالة باتت واضحة .. لم تعد مصر تكتفي برد الفعل.. بل أصبحت جاهزة للعب دور محوري في إعادة تشكيل المشهد الأمني في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً.. “الديك الإسرائيلية” تفشل في غزة وتجد طريقها إلى جيوش أوروبا .. شاهد

زر الذهاب إلى الأعلى