رياضة

تقرير أجنبي: مصر تبني مدينة أولمبية جديدة قد تغير التاريخ

سلطت منصة “TheB1M” الضوء على مدينة مصر للألعاب الأوليمبية، حيث قالت إن استاد العاصمة الإدارية الجديدة المذهل في مصر قد يغير التاريخ، حيث تم افتتاح الأستاد الذي يتسع لـ 93000 متفرج في العام الماضي وهو محور المدينة الأولمبية الضخمة، التي يتم بناؤها حاليًا في العاصمة الإدارية الجديدة.

وأشارت المنصة المتخصصة في متابعة المشروعات الإنشائية، في تقرير تنقله “خاص عن مصر“، أن الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا بنت خلال السنوات الماضية مدينة أولمبية ضخمة، حيث تستعد لاستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2036. وتتميز هذه المدينة بمجموعة كاملة من المرافق الرائعة، بعضها لا يزال قيد الإنشاء، وتقف كأكبر مجمع رياضي من نوعه في إفريقيا.

وتقول منصة “TheB1M” إن مصر تبذل قصارى جهدها في محاولة للحصول على أول دورة ألعاب أولمبية للقارة، وإذا نجحوا في ذلك، ستكون هذه لحظة تاريخية لأفريقيا بأكملها وقد تغير عالم الرياضة إلى الأبد.

لقد كانت الألعاب الأولمبية قائمة منذ قرون، حيث أقيمت النسخة الأولى للألعاب الأوليمبية القديمة في مدينة أوليمبيا في اليونان عام 776 قبل الميلاد، ثم وُلدت الألعاب الأولمبية الحديثة من جديد في عام 1896 في أثينا. ولكن بطريقة أو بأخرى، لم تغامر الألعاب الأوليمبية الحديثة طوال تاريخها الممتد لـ128 عامًا أبدًا بزيارة ثاني أكبر قارة في العالم: إفريقيا.

ويوضح التقرير أن سبب عدم تنظيم إفريقيا للأولمبياد لا يرجع إلى أن الدول الأفريقية لم تتقدم أبدًا بطلب استضافة الألعاب. فقد حاولت مصر سابقاً دون جدوى الفوز بالألعاب الأولمبية في ثلاث مناسبات منفصلة. ولكن هل يمكن لهذه المدينة الأولمبية الجديدة أن تغير التاريخ إلى الأبد؟

المدينة الأوليمبية ليست سوى جزء من لغز أكبر

وتعاني القاهرة من الاكتظاظ السكاني. والحل الذي قدمته الحكومة هو بناء عاصمة جديدة تتكلف المليارات في الصحراء، وتعد العاصمة الإدارية الجديدة هي مدينة بحجم سنغافورة وهذه المدينة الأوليمبية هي إحدى جواهرها.

وحتى لو كان المشروع جريئًا، فهذا لا يعني أنه ليس مثيرًا للإعجاب. إذا كان هناك أي شخص لديه تاريخ في البناء المذهل، فهو المصريون. فقط انظر إلى مجمع معبد الكرنك أو مسجد الرفاعي أو الهرم الأكبر في الجيزة.

مصر تبني مدينة أوليمبية جديدة قد تغير التاريخ
أستاد المدينة الأوليمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة

الهندسة المصرية مادة أسطورية

ومع هذه السمعة المذهلة تأتي ضغوط هائلة، حيث يحمل مهندسو هذا المشروع توقعات أكثر من 100 مليون شخص على أكتافهم. وتتكون المدينة من مجموعة كاملة من الأماكن الرياضية بما في ذلك الساحات والصالات الرياضية والملاعب المختلفة. كما تتميز بانها تضم عدداً من العقارات للإقامة وفندقاً والمستشفى وحتى المسرح.

وتعد جوهرة المدينة الأوليمبية هي الاستاد الأوليمبي المكون من ثلاث مستويات من المدرجات، حيث بدأ العمل فيه في عام 2019 وتم تنفيذه من قبل المقاول أوراسكوم ومجموعة MJW الإيطالية، وقد تم الانتهاء منه العام الماضي ويقف كأكبر أستاد في الشرق الأوسط.

كما هو الحال مع معظم الملاعب الرياضية الحديثة، تم بناؤه بشكل دائري لتوفير أفضل زوايا الرؤية والصوتيات للجماهير، ويقع الاستاد على مساحة 128 ألف متر مربع، ويضم ملعب كرة قدم ومضمار لألعاب القوى، ويحيط به ثلاثة مستويات من المدرجات.

العاصمة الإدارية تستضيف البطولة العربية العسكرية للفروسية
مدينة مصر الدولية للألعاب الأوليمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة

التكاليف الباهظة وراء استضافة الألعاب الأولمبية

ومع بناء المرافق أو البدء في تنفيذها، وإقامة شبكات الطرق الرئيسية ومطار جديد تم تشييده بالقرب من العاصمة الإدارية والمدينة الأوليمبية، فإن عرض مصر لاستضافة الألعاب الأولمبية سيكون أقوى من أي وقت مضى.

صور الأقمار الصناعية بتاريخ اليوم لمدينة مصر للألعاب الأوليمبية

ويشير التقرير أن تكلفة إستضافة مثل هذه الفعاليات لن تكون رخيصة، فعندما تتوزع بين بناء أماكن جديدة، والإقامة، وروابط السفر والاحتفالات، تصبح التكاليف فلكية.

ويوضح التقرير أن دورة لندن الأولمبية في 2012 تكلفت أكثر من 14 مليار دولار، وبلغت طوكيو في عام 2020 13 مليار دولار، وتم الإبلاغ عن بكين في عام 2008 بمبلغ مذهل يقارب 40 مليار دولار.

كما يذكر أن مساهمات اللجنة الأولمبية الدولية لا تكفي لتغطية التكاليف، حيث كانت المساهمة في دورة طوكيو للألعاب في عام 2020 أقل من 2 مليار دولار، بينما لا تميل الإيرادات إلى الاقتراب من تغطية التكاليف، في حين حققت طوكيو 5.8 مليار دولار، أي أقل بـ 7 مليارات دولار من إجمالي المبلغ المدفوع لإقامة الحفل الرياضي.

وتضم الألعاب الأوليمبية الصيفية 32 رياضة، وكل منها تحتاج إلى منشأة عالمية المستوى، ولا يوجد الكثير من الدول في أفريقيا التي كانت لديها البنية الأساسية اللازمة في الماضي، ولكن هذا يتغير الآن بعد إنشاء المدينة الأوليمبية المصرية.

مصر تبني مدينة أوليمبية جديدة قد تغير التاريخ

كانت جنوب أفريقيا في المقدمة، عندما استضافت كأس العالم لكرة القدم 2010، كانت خطوة بارزة للرياضة في أفريقيا. وفي عام 2030، ستتمكن من مشاهدة المغرب يشارك في استضافة بطولة كرة القدم، لكن مصر تريد نقل الأمور إلى المستوى التالي من خلال الفوز باللجنة الأوليمبية الدولية.

وقال البروفيسور أشرف عاشور، أستاذ الهندسة الإنشائية في جامعة برادفورد: “سيتعين على منظمي الألعاب الأوليمبية التخطيط بعناية لاستخدام المدينة على المدى الطويل بعد هذا التطوير لتجنب أي نقص كبير في الاستخدام بعد انتهاء الألعاب الأوليمبية”.

ويتعين على الدول المستضيفة للفاعليات الأوليمبية أن يثبتوا قدرتهم على استخدام أكبر عدد ممكن من الأماكن القائمة والمؤقتة لتجنب البناء غير الضروري، وعلى سبيل المثال، ظل 12 من الأماكن الـ 27 المستخدمة في ريو في عام 2016 غير مستغلة بعد عام واحد من إقامة دورة الأولمبياد، وتكلف إدارة هذه الأماكن، حتى لو كانت مغلقة، الملايين.

بينما على النقيض من ذلك، كانت 95٪ من الأماكن المخصصة للألعاب الأولمبية في باريس هذا العام قائمة مسبقًا أو مؤقتة؛ بالتالي لم تشكل اعباءا إضافية لاحقاً، ومن المنطقي الإفتراض أن مصر ربما كانت تفكر في هذا الأمر من خلال البناء قبل التقدم بعطاءات الاستضافة.

مصر تبني مدينة أوليمبية جديدة قد تغير التاريخ
مدينة مصر للألعاب الأولمبية

الألعاب الأولمبية يمكن أن تكون بمثابة دفعة هائلة لمصر

وقال البروفيسور عاشور: “إن استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية في مصر سيكون إنجازًا هائلاً لمصر. وستكون هناك فوائد اقتصادية واجتماعية وبنية أساسية كبيرة. في الواقع، يمكن أن يكون هذا نقطة تحول لتحويل مستقبل البلاد إلى وضع أفضل واقتصاد أفضل”.

سيتعين علينا الانتظار لنرى ما إذا كان عرض مصر سينجح. عندما يحين الوقت، فسوف يتنافس مع 13 منافسًا محتملًا – وهو أكبر تجمع للمنافسة على استضافة دورة الألعاب الأوليمبية منذ سنوات.

وتقول المنصة في نهاية تقريرها: “المسؤولون المصريون جادون في عملهم .. لن تكون أي دولة مستعدة لتطوير مجمع أوليمبي جديد مذهل مثل هذا الإ إذا كانت تسعى ليتم تحقيق الهدف”، مختتمة التقرير بسؤال: “هل نحن على وشك أن نشهد التاريخ ونرى الألعاب الأولمبية تُمنح أخيرًا لإفريقيا؟”.

مصر تبني مدينة أوليمبية جديدة قد تغير التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى