مصر تتحكم في السوق العالمي للبطاطا وتجبر أشهر مزارعي أوروبا على الإغلاق
تواجه صناعة البطاطا الحلوة الأوروبية، وخاصة في إسبانيا، انحدارًا حادًا بسبب مصر ومجموعة من الضغوط الاقتصادية والتحديات البيئية والهيمنة المتزايدة للمنتجين المصريين للبطاطا في الأسواق الأوروبية، بحسب ما نشره موقع فريش بلاز.
أدى هذا التحول الديناميكي إلى إغلاق مشتل فيفيروس سانتانا، أحد أكبر مشاتل البطاطا الحلوة في أوروبا، مما يسلط الضوء على التحديات العميقة التي يواجهها المزارعون الإسبان في صناعة كانت مزدهرة ذات يوم.
انحدار زراعة البطاطا الحلوة في إسبانيا
في العامين الماضيين، انخفضت المساحة المخصصة لزراعة البطاطا الحلوة في إسبانيا بنحو 60%، وهو الاتجاه الذي يحركه ارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص المياه وتحديات العمالة.
يوضح فرانسيسكو خافيير سانتانا، مدير المبيعات السابق في فيفيروس سانتانا، الوضع المزري الذي تواجهه الصناعة: “يواجه قطاع البطاطا الحلوة وضعًا مأساويًا… مع ارتفاع التكاليف ونقص العمالة وانخفاض أحجام المبيعات”.
أقرا أيضا.. انخفاض الدين العام في مصر..خطوة نحو الاستقرار المالي
أدت هذه الصعوبات الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب الجفاف المستمر في إسبانيا، إلى تقويض ربحية زراعة البطاطا الحلوة بشكل خطير، مما أدى إلى إغلاق العديد من المزارعين والمشاتل في جميع أنحاء البلاد.
اضطرت شركة فيفيروس سانتانا، التي كانت تعمل منذ أكثر من 48 عامًا وكانت ذات يوم أكبر مشتل لنباتات البطاطا الحلوة في أوروبا، إلى الإغلاق بسبب نقص الطلب على النباتات. وكان هذا بمثابة نهاية حقبة للشركة، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الابتكار وبرامج التربية وتحسين إنتاج البطاطا الحلوة في جميع أنحاء أوروبا.
هيمنة مصر المتزايدة في السوق الأوروبية
تأثر قطاع البطاطا الحلوة في إسبانيا بشدة أيضًا بالهيمنة المتزايدة لمصر في الأسواق الأوروبية. فقد اكتسب المنتجون المصريون أرضية بسرعة في السنوات القليلة الماضية، حيث قدموا أسعارًا تنافسية وزادوا من أحجام صادراتهم. كما ارتفعت صادرات البطاطا الحلوة المصرية، مما وفر لتجار التجزئة الأوروبيين إمدادًا موثوقًا به وفعّالاً من حيث التكلفة، مما زاد من ضغوط المنتجين الإسبان على السوق.
يشير سانتانا إلى أن صادرات مصر أصبحت “من المستحيل التنافس معها”، وذلك بسبب قدرة البلاد على إنتاج وتصدير البطاطا الحلوة بتكلفة أقل كثيراً. كما أثرت هيمنة الصادرات المصرية على التسعير، مما أدى إلى انخفاض هوامش الربح للمزارعين الإسبان. ونتيجة لهذا، تقلص قطاع البطاطا الحلوة الإسباني الذي كان بارزاً ذات يوم، وتخلى العديد من المزارعين عن المحصول تماماً.
نقص المياه وارتفاع التكاليف: العبء المزدوج على المزارعين الإسبان
بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية، لعبت التحديات البيئية أيضاً دوراً كبيراً في تدهور قطاع البطاطا الحلوة في إسبانيا. فقد أدت ظروف الجفاف الشديد في جنوب إسبانيا طوال موسم الزراعة إلى تأخير الحصاد، الذي يبدأ تقليدياً في أغسطس.
يشير الخبراء الزراعيون إلى ارتفاع الصادرات المصرية كجزء من اتجاه أكبر في إنتاج الغذاء العالمي. ويشير الدكتور ميغيل سانشيز، الخبير الاقتصادي الزراعي، إلى أن “العولمة وتحرير الأسواق الزراعية أدى إلى تكثيف المنافسة بين المنتجين التقليديين مثل إسبانيا. ويمكن لدول مثل مصر، التي تتمتع بتكاليف عمالة أقل وظروف زراعة مواتية، أن تتفوق بسهولة على المنتجين الأوروبيين ما لم تكن هناك حماية أو إعانات”.
وفي الوقت نفسه، لا يُظهِر قطاع البطاطا الحلوة لـ خاص عن مصر أي علامات على التباطؤ. مع وصول الإنتاج إلى ذروته وزيادة الصادرات، من المتوقع أن تحافظ مصر على هيمنتها في السوق الأوروبية في المستقبل المنظور.