مصر تتحوط ضد التقلبات العالمية.. زيادة الواردات لتأمين المخزون الاستراتيجي من القمح

رفعت مصر وارداتها من القمح بنسبة 30% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، لتصل إلى 10.8 مليون طن، مقارنةً بـ 8.3 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتأتي هذه الزيادة في ظل انخفاض أسعار القمح العالمية بنحو 35% خلال هذا العام، ليصل سعر الطن إلى 235 دولاراً مقارنةً بـ 360 دولاراً العام الماضي.

انخفاض الأسعار العالمية

مدير شركة “ميدستار للتجارة واستيراد الحبوب”، هشام سليمان، أوضح أن الانخفاض الكبير في سعر القمح كان من بين الأسباب الرئيسية لزيادة واردات مصر من هذه السلعة الاستراتيجية.

وأضاف سليمان في تصريح صحفية، أن توفر الدولار في السوق المحلية ولدى البنوك، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك نتيجة ارتفاع أعداد اللاجئين، أسهمت بشكل كبير في تعزيز الواردات خلال العام الحالي.

اقرأ أيضًا: نجيب ساويرس عن رأس الحكمة: ستجذب الأوروبيين وتعيد تعريف السياحة في مصر

الحكومة المصرية تتحوط ضد تقلبات الأسعار

وتمثل هذه الزيادة في واردات القمح جزءاً من استراتيجية الحكومة المصرية للتحوط ضد احتمالات ارتفاع الأسعار في المستقبل.

وفي تصريح سابق لوزير المالية، أحمد كجوك، خلال شهر أغسطس الماضي، أشار إلى أن انخفاض سعر القمح وسلع أخرى في الأسواق العالمية يمثل فرصة لشراء ما نحتاجه من هذه السلع لتعزيز المخزون الاستراتيجي.

صفقات ضخمة لتعزيز مخزون القمح الاستراتيجي

وفي خطوة تهدف إلى تأمين احتياجات البلاد من القمح، تعاقدت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر مؤخراً على إحدى أكبر صفقاتها المباشرة لاستيراد القمح شهرياً من نوفمبر حتى أبريل.

وتوقع التقرير أن تصل شحنات القمح المستوردة إلى نحو 510 آلاف طن شهرياً من مصادر مختلفة في منطقة البحر الأسود، بإجمالي قدره 3.12 مليون طن خلال تلك الفترة، إلا أن وزير التموين، شريف فاروق، أكد في تصريح صحفية أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع عدة تجار من مختلف المناشئ، مشيراً إلى أن المعلومات المتداولة بشأن التعاقد على كميات محددة “غير دقيقة”.

واردات القمح تشهد ارتفاعاً ملحوظاً

وارتفعت واردات مصر خلال العام الماضي بنسبة 12.5% مقارنةً بعام 2022، لتصل إلى 10.8 مليون طن، وأوضح وزير التموين أن حجم الاحتياطي الاستراتيجي للقمح حالياً يغطي نحو 5.6 أشهر، وهو ما يعزز استقرار السوق المحلية في مواجهة تقلبات الأسعار العالمية.

اقرأ أيضًا: “الإسكان”: تسليم ٤٩٤٤ وحدة سكنية بمشروع ”سكن لكل المصريين” بأكتوبر الجديدة

مصر من أكبر مستوردي القمح عالمياً

وتعد مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، حيث تتراوح مشترياتها السنوية للقطاعين الحكومي والخاص بين 10 و12 مليون طن، في حين تتابع الأسواق العالمية تحركات مصر في هذا الصدد كونها مرجعاً رئيسياً للأسعار.

ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية في أكتوبر، تأتي مصر على رأس الدول الأكثر استهلاكاً في موسم 2024/2023، بحجم استهلاك يزيد عن 20 مليون طن متري، وهو ما يعادل 2.6% من إجمالي الاستهلاك العالمي.

الإنتاج المحلي يعزز الأمن الغذائي

وفيما يخص الإنتاج المحلي، أشترت وزارة التموين بشراء نحو 3.6 مليون طن من القمح من المزارعين المصريين خلال موسم التوريد المحلي، الذي بدأ في منتصف أبريل وانتهى في منتصف أغسطس، وعلى الرغم من استهداف الوزارة استلام 3.7 مليون طن، إلا أن النتائج كانت قريبة من التوقعات.

روسيا المصدر الأكبر

وتأتي روسيا في المرتبة الأولى كأكبر مصدر إلى مصر خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، حيث زودت مصر بأكثر من 8 ملايين طن، وهو ما يمثل 72% من إجمالي الواردات، تلتها أوكرانيا بحجم 1.5 مليون طن، ثم رومانيا بـ 837 ألف طن، وبلغاريا بـ 296 ألف طن، وأخيراً فرنسا بـ 179 ألف طن.

زر الذهاب إلى الأعلى