مصر تتطلع لنشر قوات عسكرية في جنوب السودان وإريتريا.. مناورات إستراتيجية لحصار إثيوبيا
وفقا لتقرير موقع أثيوبيا أوبزرفر، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، احتمال نشر مصر قوات حفظ سلام في جنوب السودان لتعزيز وجودها الإقليمي المتزايد، ودعم جيرانها والحفاظ علي الاستقرار الأفريقي الأوسع.
يأتي ذلك في خضم الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة القرن الأفريقي، وتشير التحركات العسكرية والدبلوماسية الاستراتيجية لمصر إلى جهود مكثفة لتأكيد نفوذها في المنطقة.
نشر القوات المصرية: عمل توازن إقليمي
خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن مساهمات مصر المحتملة في بعثات حفظ السلام في جنوب السودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
تأتي عمليات النشر المحتملة هذه في أعقاب الاتفاق العسكري الأخير بين مصر والصومال، حيث تخطط لإرسال ما يصل إلى 5000 جندي كجزء من قوة الاتحاد الأفريقي المعاد هيكلتها. ومن المتوقع أن تحل هذه القوات محل القوات الإثيوبية، مما يزيد من التوترات بين القوتين الأفريقيتين.
أقرا أيضا.. عجائب القاهرة..لمحة عن تاريخ وتراث مصر الثقافي
تمثل هذه الخطوة توسعًا محسوبًا للوجود الإقليمي لمصر، وخاصة في وقت تظل فيه إثيوبيا متورطة في التحديات المحيطة بسد النهضة الإثيوبي الكبير. لطالما عارضت مصر ملء إثيوبيا للسد من جانب واحد، واعتبرته تهديدًا مباشرًا لمواردها المائية الحيوية. وبالتالي، فإن دور حفظ السلام يأخذ بعدًا إضافيًا – ليس فقط استقرار مناطق الصراع ولكن أيضًا تحويل النفوذ العسكري داخل الأراضي المجاورة لإثيوبيا.
صراع سد النهضة: النفوذ العسكري والدبلوماسي
يثير النشر الاستراتيجي للقوات في جنوب السودان والصومال تساؤلات حول الأهداف الإقليمية الأوسع لمصر ويثير مخاوف وقلق أثيوبيا. في حين تم تأطيرها رسميًا على أنها جهود لحفظ السلام، فإن توقيت وموقع هذه التحركات يتماشى بشكل وثيق مع التوترات المستمرة بشأن سد النهضة.
على وجه الخصوص، تبرز شراكة مصر مع الصومال كمناورة مهمة. فإثيوبيا، التي كانت متورطة بعمق في مهمة الاتحاد الأفريقي في الصومال، تجد نفسها الآن في مواجهة القوات المصرية. ويضيف هذا الوجود العسكري المتغير ضغوطاً على إثيوبيا، التي تشعر بالفعل بالقلق إزاء تحالفات مصر مع جيرانها، بما في ذلك السودان وإريتريا.
دور الولايات المتحدة: المساعدات العسكرية والاستقرار الإقليمي
لا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة في الاستراتيجية العسكرية المصرية. فقبل أيام قليلة من زيارة بلينكن للقاهرة، أكدت الحكومة الأميركية أنها ستفرج عن كامل مبلغ 1.3 مليار دولار المخصص للمساعدات العسكرية لمصر، مما يعزز قدرة مصر على توسيع عمليات حفظ السلام والعمليات العسكرية. وتشكل هذه المساعدات جزءاً من تعاون أمني طويل الأمد بين البلدين، ولكنها تؤكد أيضاً على اهتمام الولايات المتحدة بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في ظل النفوذ المتزايد للجماعات الإرهابية في المنطقة.
تظل الولايات المتحدة حذرة بشأن التورط المباشر في نزاع سد النهضة، لكن دعمها للعمليات العسكرية المصرية يعزز موقف القاهرة في المنطقة. إن الانخراط العسكري المتزايد لمصر في جنوب السودان والصومال هو جزء من استراتيجية أوسع لموازنة نفوذ إثيوبيا وتأمين مصالح مصر، وخاصة فيما يتعلق بمخاوفها بشأن الأمن المائي.
رد إثيوبيا: تصاعد التوترات الإقليمية
أعربت الحكومة الإثيوبية عن مخاوفها من أن تصرفات مصر، وخاصة اتفاقياتها العسكرية مع الصومال وإريتريا، تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتقويض أمن إثيوبيا. وتتفاقم هذه المخاوف بسبب حقيقة أن الوجود العسكري المصري يحل محل القوات الإثيوبية في الصومال، مما يشير إلى تحول كبير في ديناميكيات القوة في القرن الأفريقي.