مصر تتوسع في توطين المحاصيل الاستوائية.. حكاية بدأت قبل 200 عام

المحاصيل الاستوائية حكاية مصرية بدأت منذ سنوات، ولكن وبسبب التغيرات المناخية التي بدأت تُلقي بظلالها على الكثير من القطاعات في التفكير بقوة في زراعة محاصيل جديدة في مصر، وهي المحاصيل الاستوائية؛ حيث بدأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خلال الفترة الماضية التوسع في خطط زراعة بعض هذه المحاصيل.

ومن بين الأنواع التي بدأت مصر تتوجه إلى زراعتها محاصيل البُن والشاي، وبعض أنواع الفاكهة الاستوائية مثل الدراجون فروت والأفوكادو والكريز وغيرها من المحاصيل.

إنفوجراف خاص

توطين المحاصيل الاستوائية في مصر

وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ كثير من المزارعين وصغار المستثمرين في عدد من المحافظات العمل على زراعة هذه الأنواع من المحاصيل الاستوائية سواء كانت في مساحات صغيرة من الأراضي الزراعية التقليدية، أو من خلال الصوب الزراعية.

اقرأ أيضًا: الكيلو بـ 1600 جنيه.. محاولات لزراعة فاكهة «البيبينو» في مصر

وأكد قطاع الإرشاد الزراعي أن التوسع في أن زراعة الفاكهة الاستوائية يساهم بقوة في تعزيز الاقتصاديات المحلية، كما أنه يؤدي غلى زيادة دخل المزارعين نظرًا لارتفاع سعر هذه الأنواع من الفاكهة، كما أنها تساعد في توفير العديد من فرص العمل في المناطق الريفية.

200 عام من الزراعات الاستوائية

ظهور هذه الأنواع من المحاصيل قد يكون جديدًا وغير معروف لدى البعض، باعتبار أن هذه الأنواع من الفاكهة لم تكن معروفة من قبل، لكن لمصر تجربة كبيرة في مجال الزراعات الجديدة والتي بدأت منذ عهد محمد علي الذي عرفت مصر فيه زراعة محصول القطن، ثم توسعت بعد ذلك لتصبح مصر واحدة من أهم دول العالم في زراعة القطن خاصة طويل التيلة، والذي أصبحت مصر أهم مقاصده لكل صُناع الملابس على مستوى العالم.

اقرأ أيضًا: مصر تتوسع في زراعة الجوجوبا.. يستخدم في صناعة زيوت الطائرات

الأمر أيضًا ينطبق على العديد من الزراعات التي لم يكن لمصر باع كبير فيها، لكن أصبحت اليوم صاحبة الرقم الأهم والسوق الأكثر تصديرًا لكل دول العالم ومن بينها الموالح واليوسفي والجوافة والموز والمانجو، وغيرها من المحاصيل التي فرضت كلمتها في السوق العالمية اليوم.

تجارب مستمرة من وزارة الزراعة

من جانبه أكد د. عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية أن المركز كان قد قام في السابق بإجراء عدة تجارب بحثية لزراعة البن في مصر ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة بسبب عدم ملاءمة الظروف المناخية المصرية لزراعة البن الذي ينضج في الأجواء الاستوائية، ولكن بعد تغير الظروف المناخية خلال العاميين الماضيين كانت هناك توجيهات بإعادة تجارب زراعة محاصيل لم يتم زراعتها من قبل بسبب التغيرات المناخية ومنها محصول البن وبعض المحاصيل الاستوائية الأخرى.

وأشار إلى أنه بسبب التغيرات المناخية بدأ الباحثون إجراء المزيد من التجارب التطبيقية لمحاصيل جديدة، مع تحليل صفات الجودة ودراسة الجدوى الاقتصادية لمختلف التجارب قبل اتخاذ خطوات اعتمادها وتسجيلها وإعلانها.

الظروف الأفضل لزراعة المحاصيل الاستوائية

وأكد الدكتور عادل أبو السعود وكيل معهد بحوث البساتين الأسبق لشئون البحوث والمتخصص في الفاكهة الاستوائية، أن الفاكهة الاستوائية تحتاج إلى ظروف معينة لنجاح زراعتها، وأشار إلى أهمية التوسع في زراعة هذه الأنواع من الفاكهة في مصر خلال الفترة المقبلة نظرًا لما تحتويه من العناصر الغذائية الضرورية للانسان مثل السكر، الدهون، الألياف، والنشا.

اقرأ أيضًا: الكيلو بـ1000 جنيه.. مصر تتوسع في زراعة الجاك فروت

وقال: كما تدخل هذه المحاصيل الاستوائية في كثير من منتجات التجميل والعناية بالبشرة مثل الأفوكادو التي تمثل أحد أهم المواد المستخدمة في تلك المنتجات، وأيضًا تساهم هذه المحاصيل في العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعات الحلوي والعصائر.

في حين أكد الدكتور صدام حسن الباحث بمعهد بحوث البساتين أن المحاصيل الاستوائية محاصيل اقتصادية مربحة بالنسبة للمزارع والمستثمر، مثل فاكهة البابايا الاستوائية التي تنضج خلال 6 إلى 9 أشهر إذا كانت تنمو في منطقة دافئة، ولكن قد تستغرق 11 شهرًا في المناطق الأكثر برودة، وقد يصل إنتاج شجرة البابايا يصل إلى 100 فاكهة في فصلي الصيف أو الخريف، وتتضاعف إنتاجية هذا المحصول خلال السنه الثانية والثالثة.

الموالح المصرية.. قصة نجاح

في مقدمة الصادرات الزراعية المصرية تأتي الموالح بأكثر من 2.3 مليون طن خلال الشهور العشرة الماضية من العام، واليوم أعلنت وزارة الزراعة فتح السوق الجواتيمالي أمام صادرات الموالح المصرية، ليصبح أحدث المنضمين في قائمة تتجاوز 160 دولة تستقبل الموالح المصرية.

اقرأ أيضًا: بأرباح وفوائد عديدة.. مصر تعرف الطريق إلى المحاصيل الاستوائية

ويأتي البرتقال المصري كأحد أهم الصادرات الزراعية المصرية، حيث إنه يزداد تواجده في مختلف الأسواق الدولية، فضلا عن وصوله إلي أسواق لم تكن في الحسبان مثل اليابان وأستراليا وإسبانيا والأخيرة هي أهم مورد للموالح علي مستوى العالم.

وأكد محمود الشيشيني مدير التسويق بأحد أكبر محطات الموالح، أن التعامل التقني مع المنتجات الزراعية يرفع من معدلات الكفاءة والجودة، حيث إن كل ثمرة يتم تصويرها علي جهاز إلكتروني حوالي 40 لقطة، وعلي أساس هذا التصوير يتم تصنيفها حسب الحجم والجودة قبل عمليات التغليف والتعبئة، كما يتم استبعاد أي ثمرة غير مطابقة للمواصفات ولا يسمح بتصديرها، وأضاف أن عملية فتح سوقًا جديدة أمام التصدير تتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة وهي أمور يجب استيعابها جيدًا، وأشار إلى أن التصدير لإحدى الدول يتطلب زيارتها أولاً والتعرف علي كيفية استهلاك أهلها والعملية الاسترادية بها ومخازن العملاء ومتطلبات السوق.

زر الذهاب إلى الأعلى