مصر تجني ثمار البنية التحتية.. البحر الأحمر يجذب مليارات الخليج “صفقات ضخمة”

تتجه مصر نحو تحقيق نقلة نوعية في قطاع السياحة على ساحل البحر الأحمر، حيث تدرس الحكومة إطلاق ما بين أربع إلى خمس مناطق استثمارية جديدة، هذه الخطوة تهدف إلى تكرار نجاح مشروع رأس الحكمة الذي من المتوقع أن يجذب استثمارات تصل إلى 150 مليار دولار عند اكتماله.. لتحقيق هذه الرؤية، استعانت الحكومة بشركة استشارات عالمية لوضع خطة رئيسية شاملة للمنطقة، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة.
إمكانات فريدة في ساحل البحر الأحمر
اقرأ أيضا.. عودة يوسف بطرس غالي وزير مالية مبارك إلى مصر بعد البراءة من الفساد
يمتد ساحل البحر الأحمر المصري لأكثر من 1100 كيلومتر، من مصب قناة السويس شمالاً إلى حلايب جنوباً. هذا الامتداد الشاسع يوفر تنوعاً في المناظر الطبيعية، مما يجعله مناسباً لمجموعة واسعة من الأنشطة التجارية والسياحية والبحرية. هذا التنوع يشكل أساساً قوياً لجذب استثمارات متنوعة وتطوير مشاريع سياحية مبتكرة.
مناطق الاستثمار الواعدة
تبرز منطقة رأس بناس في برنيس كإحدى أهم المناطق الواعدة، حيث تقع على بعد 140 كم جنوب مرسى علم. مع إنشاء مطار جديد في المنطقة، تخطط الحكومة لطرح المنطقة للاستثمار الخاص، متوقعة أن تحول هذه المنطقة المهملة سابقاً إلى مركز سياحي وسكني رئيسي، بالإضافة إلى ذلك، تجذب منطقة رأس جميلة، المجاورة لشرم الشيخ، اهتماماً كبيراً كجزء من خطة أوسع لتطوير الفنادق والمناطق السياحية الفاخرة في البلاد.
تطوير البنية التحتية والمواصلات
شهدت منطقة البحر الأحمر تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية، خاصة في مجال الطرق والمواصلات. هذا التطور مهد الطريق لجذب المزيد من الاستثمارات وتسهيل الوصول إلى المناطق السياحية. كما تخطط الحكومة لإنشاء مطارات جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص، مما سيساهم في توسيع نطاق الجذب السياحي خارج المدن الرئيسية مثل شرم الشيخ والغردقة.
الاستثمارات الحكومية والتنمية المستدامة
خصصت الحكومة المصرية استثمارات ضخمة لتنمية ساحل البحر الأحمر، حيث بلغت الخطة الاستثمارية للعام المالي الماضي 5.9 مليار جنيه موزعة على 175 مشروعاً. تشمل هذه الاستثمارات مشاريع في مجالات الكهرباء، التنمية المحلية، الإسكان، التعليم العالي، والمياه والري. كما يتجه القطاع السياحي نحو تبني ممارسات أكثر استدامة، مع التركيز على مشاريع الطاقة النظيفة والحلول البيئية.
التحديات والحلول المقترحة
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تواجه تنمية المنطقة. يقترح خبراء القطاع تقديم حوافز إضافية لجذب الاستثمارات الخاصة، مثل طرح الأراضي بأسعار مخفضة وتسهيل إجراءات الاستثمار في الفنادق. كما يُقترح تقديم إعفاءات ضريبية مؤقتة وتسهيلات إجرائية وأمنية لتشجيع المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي.
الرؤية المستقبليةنحو ساحل البحر الأحمر
مع هذه الجهود المتكاملة، تتطلع مصر إلى تحويل ساحل البحر الأحمر إلى وجهة سياحية واستثمارية عالمية المستوى، من خلال الجمع بين التخطيط الاستراتيجي، الاستثمار في البنية التحتية، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص، تسعى مصر لتحقيق نمو مستدام في قطاع السياحة وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، مما سيساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني.