مصر تحذر من حرب إقليمية شاملة
أصدر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تحذيرا صارخا، اليوم الأحد، بشأن الخطر المتزايد لاندلاع حرب إقليمية شاملة مع استمرار ارتفاع التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وذلك وفقا لما نشره موقع المونيتور.
بحسب تصريحات وزير الخارجية المصري يهدد هذا الصراع المتزايد بعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في غزة، حيث كانت مصر، إلى جانب الولايات المتحدة وقطر، تتوسط بنشاط منذ أشهر.
تصاعد التوترات الإقليمية: خطر الحرب
في حديثه قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية، رسم الوزير عبد العاطي صورة قاتمة لعدم الاستقرار المتزايد. وقال لوكالة فرانس برس “هناك قلق كبير بشأن… إمكانية تصعيد في المنطقة يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة”.
أشار إلى أن العنف كان له تأثير مباشر وسلبي على جهود الهدنة، وخاصة في غزة. إن مشاركة مصر في التوسط من أجل السلام في المنطقة، وخاصة تنسيقها مع قطر والولايات المتحدة، تؤكد على دورها الطويل الأمد كوسيط إقليمي.
أقرا أيضا.. مصر تتطلع لنشر قوات عسكرية في جنوب السودان وإريتريا.. مناورات إستراتيجية لحصار إثيوبيا
ومع ذلك، وعلى الرغم من الجهود الجارية، أكد عبد العاطي أن السياسات الإسرائيلية – وخاصة تلك التي يُنظر إليها على أنها أحادية الجانب أو استفزازية – كانت تؤدي إلى تفاقم التوترات، ليس فقط مع حزب الله ولكن أيضًا في المنطقة الأوسع.
دور مصر في الساحة الدبلوماسية
يؤكد بيان عبد العاطي على دور مصر كلاعب رئيسي في الدبلوماسية في الشرق الأوسط. لقد وسعت مصر، التي طالما اعتُبرت وسيطًا في الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية، نطاقها الدبلوماسي في السنوات الأخيرة من خلال الشراكة مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية مثل قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
على الرغم من الإطار الشامل الذي تم وضعه لهدنة محتملة، إلا أن التقدم كان بطيئًا. ووفقًا لعبد العاطي، فإن عناصر الاتفاق كانت موجودة منذ أشهر. وقال: “كل مكونات الاتفاق جاهزة”. يكمن التحدي الحقيقي في ما وصفه بـ “الافتقار إلى الإرادة السياسية من الجانب الإسرائيلي”.
كانت مصر صريحة بشكل خاص في التعامل مع التكاليف الإنسانية المترتبة على الصراع في غزة. فوفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، قُتِل أكثر من 41431 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية في قطاع غزة.
دور حزب الله: صراع أوسع نطاقاً يتكشف
تضيف المناوشات المتزايدة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية طبقة جديدة من التعقيد إلى الوضع المتقلب بالفعل. فقد كثف حزب الله، الحليف الرئيسي لحماس، من مشاركته، الأمر الذي رفع من حدة المخاطر في المنطقة. واتهم عبد العاطي إسرائيل على وجه التحديد بتصعيد الموقف من خلال ما أسماه “السياسات الاستفزازية”.
بالنسبة لمصر، فإن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً ليس مجرد احتمال بعيد بل إنه يشكل مصدر قلق ملح. وكما أشار عبد العاطي، فإن اندلاع حرب إقليمية “لا يخدم مصالح أي طرف”.
ردد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا الشعور خلال المحادثات الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وأكد على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، واعتبره المسار الوحيد القابل للتطبيق للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية ومنع المزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
الدور الأمريكي: موازنة الدبلوماسية والتحالفات العسكرية
كان وزير الخارجية بلينكن حاضرا باستمرار في المنطقة، مما يجعل هذه رحلته العاشرة منذ بدء الصراع. وخلال هذه المحادثات، كرر بلينكن أهمية وقف العنف، مؤكدا أن “وقف إطلاق النار هو أفضل فرصة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة” ومنع الصراع من التحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
الديناميكيات المعقدة لمفاوضات السلام
يزعم الخبراء في السياسة في الشرق الأوسط أن الوضع يمر بمنعطف حرج. ويشير الدكتور هيثم أبو النجا، وهو محلل للعلاقات الدولية مقيم في القاهرة، إلى أن “دور مصر محوري. فموقعها الجغرافي والسياسي يجعلها وسيطاً طبيعياً. ومع ذلك، فإن التعنت من كلا الجانبين ــ وخاصة الافتقار إلى المشاركة الإسرائيلية ــ يحد من التقدم الذي يمكن لمصر أن تحرزه في مفاوضات الهدنة”.